أكرم الاحمد الناشط السياسى السورى ومدير المركز الصحفى السورى فى حوار لبوابة العرب اليوم

 
300 ألف سوري قتلته الحرب.. و10 مليون آخرين لاجئون في العالم
الحل في سوريا أصبح مستحيل.. ودول كبرى تبحث عن مصالحها الخاصة على أرضنا
ظهور داعش في سوريا لم يكن وليد اللحظة.. والتنظيم الإرهابي يتقهقر بقوة الآن
الإيرانيون والروس أصبحوا صراحة هم من يقودون المعركة في سوريا.. وأحلم بانتهاء الحرب قريبا ولكني متشائم
 
مع اهتدام المعارك على الساحة السورية برزت على السطح المخاطر التى يتعرضها العلامين المفوضين بتغطية اثناء المعارك فى ظل الانتهاكات الت يتعرض لها هؤلاء الاعلاميين سواء من قبل النظام أو بعض فصائل المعارضة ومحاولاتهم طمس الحقيقة وتخبيتها عن الرأى العام وفى محاولة لتسليط الضوء على مهمة هؤلاء الاعلاميين والمخاطر التى يتعرضون لها كان لنا هذا الحوار مع أكرم الاحمد الناشط السياسى ومدير المركز الصحفى السورى
 
نريد اولا تسليط الضوء على شخصكم والمهمة التى تقدم عليها؟
أكرم الأحمد (37 سنة)  مواطن سوري  أعيش في ريف حماة وسط سوريا،  أب لولدين، أحمل إجازة في الإعلام وشهادة من المعهد العالي للإدارة العامة، مدير معهد (المبدعون) في حماة من عام 2002 حتى2011، المؤسس والمدير العام للمركز الصحفي السوري، ومدير المعهد السوري للإعلام، درّبت عددا من الإعلاميين والإعلاميات على العمل الإعلامي في الداخل السوري وفي الخارج لصالح منظمات المجتمع المدني، عملت على تغطية أحداث  الثورة السورية وتسليط الضوء على الواقع السوري،  لذلك وضعني النظام السوري على قائمة المطلوبين منذ عام 2011، فاضطررت لمغادرة منزلي والنزوح عدة مرات متنقلا بين البلدات السورية في شمال سوريا.
باعتبارك مسئول عن المركز الصحفى السورى
 ماهو الدور الذى يقوم به المركز؟ وما هى أهدافه؟
المركز الصحفي السوري مؤسسة إعلامية غير حكومية، ذو شخصية اعتبارية مستقلة ليس لديها تبعية أو ارتباط بالتيارات أو السياسات الرسمية وغير الرسمية  يعتمد المركز خطاً تحريرياً قوامه الاستقلالية والموضوعية وينأى بنفسه عن التجاذبات السياسية والحزبية، وكل أشكال التوجيه نعمل على ننبذ العنف والقتل بكل أشكاله والتطرف  والإرهاب لأنه يقود للدمار والاقتتال الدائم.
المركز الصحفي  يضم المؤسسات التالية
–          وكالة أنباء  spc.
–          مركز المعهد السوري للإعلام  للتدريب والتطوير الإعلامي.
–          مجلة الحدث السوري.
–          راديو الحدث fm.
– مركز توثيق الجرائم والانتهاكات.
–          للمركز الصحفي موقعان على الإنترنت:
الأول باللغة العربية https://syrianpc.com/
والثاني باللغة الانكليزية. https://syrianpc.com/en/
 
نتخذ من المنطقة الوسطى في سوريا مقرا رئيسيا لنا  وللمركز الصحفي مكتب فرعي في مدينة إدلب بالإضافة لوجود مراسلين في جميع المحافظات السورية، تشكل المرأة 40 بالمئة من كادر المركز الصحفي – خدماتنا نقدمها باللغة العربية  والإنكليزية وفي المرحلة الثانية ستكون بالفرنسية ومن خلال المركز نعمل على نقل صورة الواقع السوري الحقيقية إلى المهتمين بالشأن السوري وإظهار دور الإعلام في الثقافة والمساهمة بتسليط الضوء على ما يحدث داخل سورية وتعميق الحوار البنّاء بين السوريين جميعا  وأهمية  الحفاظ على سورية حرة موحدة أما عن أهدافه
الدفاع عن حرية التعبير، ومحاولة رفع سقف الحريات العامة والخاصة وحمايتها، العمل على ضمان حصول الرأي العام على المعلومات والاطلاع عليها، التنبيه للمخاطر التي تحيط  بالصحفي والمواطن الصحفي  والدفاع عن حقوقهما وتوفير الظروف المهنية  المناسبة التي تحفظ لهم كرامتهم ومكانتهم الاعتبارية أمام الجهات كافة، تقديم الخدمات اللازمة للارتقاء بالجسم الصحفي والإعلامي وتطوير أدائه من الناحيتين التدريبية والمهنية، بما يتلاءم مع التطورات التي تصاحب ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، العمل مع الوسائل الإعلامية لتركيز الاهتمام الأكبر على الشأن السوري من المادة الإعلامية، بالإضافة إلى تأسيس أرضية صلبة لإعلام شامل على الأرض السورية عن طريق جذب المواهب والكفاءات وتأطيرها ضمن منظومة العمل الصحفي الملتزم بمبادئ الصحافة.
 
كيف تقيمون الأوضاع حاليا في سوريا في ظل الحرب المشتعلة بها على كافة الأصعدة؟
الوضع على الأرض كارثي ويزداد تعقيدا فالنظام السوري بمساندة حلفائه الإيرانيين والروس مصرّون على حرق البلد وتهجير أهلها وتدمير كل القرى والبلدات باستخدام كافة الأسلحة، مستخدما النظام أكثر من 300 ألف عسكري  من القوات النظامية بالإضافة لـ 120 ألفا من ميليشيات الدفاع الوطني وأكثر من 60 ألفا  من القوات الإيرانية بالإضافة لحوالي 100 ألفا من عناصر حزب الله والميلشيات العراقية والأفغانية والقوات الروسية البرية.
بالمختصر المفيد يعيش السويون في ظروف قاهرة نتجت عن القتال الدائم والقصف المستمر بالإضافة لأزمة اقتصادية خانقة ناتجة عن انهيار الاقتصاد السوري، وتراجع صرف العملة السورية.
 
هل هناك بوادر لانتهاء تلك الحرب قريبا؟
من الصعب أن يكون هناك حل في الوقت الراهن في ظل تعنّت النظام السوري وإصراره على التمسك بالسلطة بعد أن قتل أكثر من 300  ألف من السورين وتهجير ما يقارب  الـ 10 مليون سوري إلى كل أصقاع العالم، وبالمقابل  هناك إصرار  من الثوار على الحل العسكري، وإزاحة بشار الأسد بالقوة عن السلطة والتدخل  الدولي الكبير وتسابق الدول لإنزال قواتها  على الأرض السورية، وتضارب مصالح هذه الدول  يجعل من الحل صعبا جدا إن لم يكن مستحيلا، فالمعروف أن الروس  أدخلوا آلاف الجنود بالإضافة لأسطول حديث من الطائرات إلى سوريا  وترسيخ قواعد عسكرية داخل سورية، والإيرانيون كذلك والأمريكيون دخلوا  شمالي سوريا والكنديون والألمان والفرنسيون، كل ذلك يجعل من الحل صعبا جدا، ويزيد الوضع سوء، أما  عن المبادرات فكثيرة لكن النظام مصرٌّ على البقاء  ولا يقبل التفاوض أو التنازل عن مكتسبات يعتبرها من حقه، فهو وعائلته ينظرون إلى سورية على أنها ملك لهم ولا يحق لإنسان أن يقترب من هذه الملكية.
 
وما هى حقيقة التدخل الايرانى فى سوريا؟
طبعا  هناك تدخل إيراني واضح منذ نهاية عام 2011 وهو يزداد مع مرور الوقت وأصبح الإيرانيون والروس هم من يقودن المعارك وهم من يفاوض  الثوار كما  حصل بهدنة الزبداني الفوعة وهذا التدخل أصبح معلنا الآن من قبل الإيرانيين بعد أن أنكروه لمدة ثلاثة أعوام، وفي منتصف 2014 استطاع المركز الصحفي السوري توثيق قتل “عبدالله اسكندراني” الرجل الثاني في الحرس الثوري الإيراني في إحدى معارك ريف حماة التي كان يقودها الإسكندراني بنفسه  ضد الجيش  الحر في ريف حماة الشمالي.. وهذا دليل قوي على التواجد الإيراني العسكري والسياسي على معظم الأراضي السورية.
 
وهل يعنى نجاح الجيش السورى فى استعادة بعض المناطق أن هذا الجيش بدأ يستعيد عافيتا؟
جيش النظام لم يعد له القدرة على الدفاع على المناطق التي يسيطر عليها، وهو يخسر في كل يوم كثيرا من الحواجز والمناطق والقرى، لكن بعض القوى الكبرى والاقليمية كروسيا وإيران لا ترغب في سقوط النظام لنقل في هذه المرحلة على الأقل لذلك فإنها تدعمه بكافة اشكال الدعم العسكري واللوجستي، ، لذلك نجد النظام عندما يجد نفسه ضعيفا على احدا الجبهات يحاول أن يلجأ إلى أسلوب الهدنة بحجة المعابر الإنسانية وإدخال مساعدات إغاثية، لذلك نجد الجيش الحر يضطر أمام الرغبة الشعبية ومبادئ الأمم المتحدة في حالات الحرب وحماية المواطنين للتوقف عن القتال وتطبيق الهدنة، لكن النظام لا يلبث ان يخترقها بمجرد وصول تعزيزات من جبهات أخرى أو من ميليشيات خارجية وخاصة حزب الله والإيرانيون والميليشيات الطائفية العراقية
وما هى اكثر المدن السورية تعرض لاخطار المجاعات والحروب؟
كثيرة تلك المدن الواقعة على خط النار سواء من حيث الحروب أو سياسات التجويع التي يطبقها النظام، فالمدن المحاصرة معظم مدن الغوطة الشرقية والغربية، أهمها دوما وداريا والمعضمية، إضافة لحي الوعر في حمص فالنظام يطبق عليه أقسى أنواع التجويع والضغط، دونك عن محاولاته المستمرة في تطويق الريف الشمالي ليخنق بالوقت نفسه كلا من حلب وإدلب، على كل فإن الداخل السوري يقع تحت مرمى نار قوات النظام لأنه يستخدم سلاح الطيران فيستهدف كافة المناطق السورية المحررة وغيرها من دون أن يكون له مبرر، فما فائدة قصف منازل السكنيين في ساعات اليل الأخيرة، وما الهدف من قصف مدن الريف الشمالي لحلب بالفوسفور، هل الفوسفور سيوجه نحو أفراد بعينهم ويبتعد عن آخرين، أم أنه سيحرق كافة الأجسام التي يسقط عليها؟!.
 
كيف ترى الدور العربي في الأزمة السورية الحالية؟
الموقف العربي غير مشجع البتة، بل إنه خذل الحراك  الثوري السوري، فلا مواقف حازمة تجاه أعمال العنف في سوريا، ولا مواقف الجامعة العربية، ومواقف مجلس التعاون الخليجي، ومواقف مصر ذات التأثير الكبير في العمق العربي بأكمله كانت حازمة ورادعة الحقيقة السوريون تأملوا كثيرا من أخوتهم، الموقف العربي يقتصر الآن على استضافة ندوات واجتماعات، وبيانات وتصريحات إعلامية وقد تكون في كثير منها تصريحات استعراضية، وفي غالب الأحيان تكون متأخرة، إذ إن الشارع السوري انتظر طويلا تصريحا قوية أو دعوات واضحة تسانده في حراكه الثوري لكنه لم يجد.
 
وكيف ترى مستقبل سوريا في ظل الظروف الحالية؟
دخلت الثورة السورية نفقا مظلما لا يمكن التكهن ماذا يوجد في نهايته لكن الصورة لا تكاد تتعدى أربعة أشكال للمستقبل السوري في ظل الوضع الراهن:
الأول قدرة النظام بدعم من روسيا وإيران وميليشيات عديدة على الصمود طويلا وبقاء الوضع الحالي مسيطر على حاله لمدة طويلة من الزمن  وإنهاك جميع الأطراف بما فيها النظام.
 
الثاني: سيطرة الفصائل الثورية على الأراضي السورية وانتزاع السلطة، ومن القراءة الدقيقة للوضع السوري نعتقد أن هذا الأمر صعب  في ظل الخلافات الداخلية بين الفصائل الثورية.
الثالث : تحول الخارطة السورية إلى كونفدراليات متصارعة تحت قيادات مختلفة وتدخل الدولة السورية دوامة من الانهاك والضعف والتصارع أشبه بما يحدث في الصومال.
الرابع : تفتت الدولة السورية وتحولها إلى دويلات صغيرة قائمة على أسس دينية أو طائفية أو اثنية وعرقية يربطها الحرب والتناحر.
وأعتقد أن الاحتمال الأول والثالث أقرب إلى الواقع في ظل المعطيات الحالية، ما لم يكن هناك تغير كبير في ظل السياسات الدولية الكبرى، كتغير السياسة الأمريكية في مرحلة ما بعد أوباما، أو تغير التوجه الروسي والإيراني أو توحد  للفصائل المقاتلة تحت راية واحدة.
 
 
وهل تتوقع أن تخرج سورية من كبوتها فى ظل الوضع الراهن؟
لا أعتقد أن سوريا في الوضع الراهن قادرة على الخروج من النفق هذا من ناحية ، ومن ناحية ثانية القراءة الدقيقة للتحركات السياسية لا تشير إلى رغبة جدية وأو سياسة واضحة تسير عليها في الشأن السوري وكأن الوضع الحالي يناسب أطرافا كبرى من مصلحتها إطالة عمر الأزمة ورعايتها والعمل على قيادة أطرافها الداخليين والاقليميين بما يصب في مصالح أمنه القومي واقتصادياته الكبرى.
 
لماذا ظهرت داعش في سوريا ومن ورائها وما هى أوضاع التنظيم الان؟
يمكن أن يكون لوجود تنظيم الدولة “داعش” أطراف أكثر مما نستطيع تلخيصه في جلسة حوارية واحدة، فتنظيم الدولة “داعش” لم يظهر فجأة لكن تنقل من شكل لأخر ومن مكان لأخر والسبب الأكبر الذي زاد قوة التنظيم  هو النظام السوري الذي تخلى عن مساحات واسعة من سورية وعن مستودعات اسلحة كبيرة لصالح التنظيم المتشدد وفي قراءة متأنية هناك ملاحظات تشير إلى تقهقر التنظيم وخسارته لمواقع استراتيجية مهمة كانت تحت سيطرته، وربما يتطور الأمر ويخسر أكثر فأكثر.
كيف رصدتم أحوال اللاجئين السوريين في دول العالم؟
المركز الصحفي السوري يعمل من الداخل السوري يرصد الحراك الثوري السلمي، وينقل أخبار  الحراك العسكري والانتهاكات الحاصلة من قبل النظام وبعض الفصائل المقاتلة، وكافة أشكال القصف والغارات الجوية، كما يوثق حياة النازحين في الداخل السوري، الناس في المخيمات ضمن الأراضي السورية، أما اللاجئين السورين في الخارج فحالهم على الغالب أفضل بكثير من حال ممن بقي بداخل سورية وتهتم بهم وسائل إعلامية كثيرة نتيجة لسهولة الوصول لهم من قبل الإعلام العالمي، لذلك نركز جهودنا على ممن بقي داخل سوريا وتسليط الضوء على معاناته.
 
في النهاية ما هي رسالتك إلى الشعب السوري؟
الرسالة إلى الشعب السوري هي ذاتها منذ الأيام الأولى من عمر الحراك الثوري، إن الشعب أقوى من كافة أجهزة القمع والاستعباد، أقوى من السلاطين، هم باقون والسلطان وأعوانه متغيرون، بالصبر وتوحيد الكلمة، وإدارة المناطق الخارجة عن سيطرة النظام يمكن له أن يحقق ما خرج من أجله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *