قد تثير فكرة ترشح أحد القوادين للمناصب العامة غضب الناس في معظم الأماكن، ولكن ترشح دينيس هوفت لمجلس ولاية نيفادا الأمريكية، هو نوع مباشر من خلط الحقائق.
ويمتلك دينيس هوفت القواد المشهور أكبر بيوت الدعارة في نيفادا، وهو أيضًا النجم المشهور بالعرض التلفزيوني (كات هاوس أو بيت العاهرات)، وهو مسلسل يعمل على توثيق الحياة اليومية للعاملين بأحد بيوت الدعارة التي يملكها هوفت، وتعتبر ولاية نيفادا هي الولاية الوحيدة التي تقنن أوضاع بيوت الدعارة.
والآن يريد العضو المسجل بالحزب الليبرالي، أن ينقل عرضه إلى الطريق المؤدية إلى مدينة كارسون عاصمة الولاية، والتي تعتبر الدعارة فيها أمرًا مخالفاً للقانون، وهي الحقيقة التي تدهش من يعرف بأمر تقنين الدعارة بولاية نيفادا.
وقام هوف بإجراء حوار مع أحد الصحفيين الأمريكيين قال فيه “السياسيون يطلقون على العاهرات اسمًا سيئًا”، ويقوم هوف بأعماله في المنطقة 36 التي تقع في قلب المناطق النائية بولاية نيفادا المتحررة وهناك فقط يمكنك رؤية أي شخص جيد وهو ينطلق مسرعًا بسيارته خارجًا من مقاطعة ني الكبيرة والخالية من السكان تقريبًا، والتي تعتبر ثالث أكبر المقاطعات مساحة في الولايات المتحدة الأمريكية وللمقاطعة تاريخ طويل في تقنين الدعارة.
وعلى الرغم من أنه يفتقر إلى الدرجات العلمية في العلوم السياسية، إلا أن هوف يمتلك العديد من المؤهلات، ومنها تأليفه لكتاب “فن القوّاد”، وإذا فاز هوف على منافسه الجمهوري جيمس أوسكار صن في انتخابات يوم الثلاثاء فسيصبح أول ليبرالي يعمل في الهيئة التشريعية.
وبما أنه ليس القوّاد الوحيد الذي تدخل بالحياة السياسية في ولاية نيفادا، فقد حاز القوّاد الشهير بشعاره “الناخبون أولا” على اهتمام بعض من كبار رجال الأعمال بالولاية، إذ تمكن من جمع مبلغ أكثر من 50 ألف دولار من إحدى المقاطعات النائية بالولاية، أما بالنسبة لأوسكار صن هادئ الطباع، والذي أصبح فجأة أحد المفضلين لدى شركات أندية القمار بلاس فيغاس فقد تمكن من جمع أكثر من 250 ألف دولار من أموال التبرعات، وذلك وفقًا لآخر التقارير الرسمية.
وادعى هوف بأن منافسه قد جمع في الحقيقة ضعف المبلغ الذي تم الإعلان عنه، بينما يعتمد هو في حملته في الأساس على التمويل الذاتي، إذ أنفق 55 ألف دولار في منتصف أكتوبر الماضي، وقام بتعليق ملصقاته الدعائية بكل مكان وملأ صناديق البريد بملصقات تتهم أوسكار صن بالكذب وبأنه “أخلف وعده لدافعي الضرائب بنيفادا”.
وعلى الرغم من تصريحه في إحدى المقابلات التلفزيونية بأنه فخور بنجاحه في عمله كقوّاد فعلى الأقل تفتقر واحدة من الرسائل التي يرسلها عبر البريد إلى تفاصيل صغيرة عن عمله اليومي
وقال هوف “أنا مشهور بعملي كمالك لبيوت الدعارة، ولكن هذا الأمر مجرد جزء من أعمالي”.
كما أثارت وظيفته تلك الكثير من الجدل، مثل حادثة إصابة نجم كرة السلة السابق لامار أودوم بأزمة صحية نتيجة تعاطيه لجرعة مخدرات زائدة في أحد بيوت الدعارة التي يملكها هوف، وهذه الحادثة واحدة من الحوادث التي تصدرت عناوين الصحف قبل ذلك. ومع ذلك ما زال يؤكد أن معظم الأخبار المتعلقة بأعماله جيدة.
وقال هوف إنه سيجلب مستوى جديداً من الاحترافية في الأعمال إلى الهيئة التشريعية والتي تجتمع لمدة 120 يوماً فقط كل عامين.
ويبدو أن ترشح هوف جاء تكليلاً لجهود الماضي، فقامت شيرلي كوليتي بترك إدارة شركة زوجها المرتبطة ببيت الدعارة الأشهر في الغرب موستانج رانش، وذلك لتكون عضوة في لجنة مقاطعة ستوري قبل أن تقضي فترة عقوبة في السجن بعد تورطها في فضيحة فساد سياسي.
وناهيك عن العديد من التفاصيل الدنيئة، إلا أن هوف يؤكد للمشككين بأنه رجل أعمال شرعي ودافع للضرائب ويعرف كيفية مكافحة تجارة الجنس عن طريق تقنين أوضاعها.
وقال هوف “أنا أدير عملا مرخصا في نيفادا ولكن فجأة يُطلق عليّ لقب قواد، وإذا كان الأمر كذلك فمَن أفضل شخص يستطيع التعامل مع العهر السياسي في مقاطعة كارسون؟”.
وأضاف “عملي ببيوت الدعارة المرخصة يعتبر عملاً جيداً ونظيفاً، بينما تعتبر السياسة عملاً قذراً ومقززاً ولا يمكن ضمان الأشخاص الذين يعملون بها، وخلاصة القول بأنها ادفع لتلعب”.
وهذا الأمر هو ما أراد هوف تذكيركم به وهو الأمر الذي يبدو أنه يعرف الكثير عنه.