لقد مرت علي مصر اوقات عصييه مابين احتلال وثورات وانتفاضات وفي كل مرة تخرج فيها مصر من الازمة اقوي واصلب بل وقادرة علي مواجهة اي صعاب ومتحدية اي ازمة وساعيا قدما وبخطي واثقة نحو الافضل وهذه حقيقة مؤكده والتاريخ خير شاهد ودليل.فقد تحملت مصر الكثير علي مر العصور وعانت علي مر الزمان الاصعب بداية من الاحتلال والانتهاء بالثورات والحروب ضد الظلم والطغيان وتخرج قوية صامدة متحدية كل الظروف والحواجز التي كانت حجرة عثرة في تحقيق المسار الصحيح نحو الهدف المرجو للمحافظة علي حضارتها العريقة. إلا ان الوضع اختلف بعض الشيء منذ اندلاع ثورة يناير الثورة التي كانت ملهمة لجموع الشعب المصري الذي ابي الطغيان ورفض الانصياع لواقع مرير يوحي بالظلم الثورة التي الهمت المصريين بفكرة التغيير المحتم الذي كان الهدف المحدد من اجل الافضل.لكن الامر الان وبعد توالي الاحداث التي وقعت علي مدار السنوات الثلاث الماضية اوضحت لنا ان الثورة انحرفت عن مسارها الحقيقي وعن هدفها المرجو فالرؤيا غير واضحة الصورة باتت مشوشة طريق التغيير والديمقراطية بات اقرب الي السراب .وايقن كافة الشرفاء المصريين ان الواجب يحتم على الجميع ضرورة استعادة ثورتنا الشعبية فالتحم الشعب بالجيش البطل الوطنى فى ملحمة وطنية عظيمة فى 30يونيو2013 ضمت كل طوائف الشعب المصرى العظيم وانتصر التحالف الوطنى االشعبى وتم اقصاء تيار الظلامية والتعصب الخائن العميل الارهابى
وبدأت مرحلة وطنية فريدة المضمون والجوهراذهلت الاعداء قبل الاصدقاء لوطنية وشجاعة وتضحية الشعب المصرى والجيش البطل والشرطة الابية تحت شعار مصر فوق الجميع .. فهل ليس من حقنا الحلم ام ان الاحلام هي الاخري لم تعد من حقنا كشعب يريد الافضل ؟ للبحث وللاقتراب اكثر من اجابة هذه الاسئلة تتضح عندما نضع ايدينا علي المشكلة الرئيسية إلا وهي سيطرة لعبة السياسة المتحركة والكراسي المصلحية واختلاط المفاهيم الدينية وجعل الدين في كنف السياسة فأصبحت العملية السياسية مسيطرة علي المشهد وبات ينظر الجميع لمصر علي انها المحرك السياسي في منطقة الشرق الاوسط باعتبارها قلب العروبة وعقل الشرق الاوسط بأكمله فأصبحت جميع الايدي تمتد اليها وأصبح العالم الخارجي ينظر ويترقب لها بشغف ويريد التدخل وتنصيب نفسه راعي رسمي لمجريات العملية السياسية ليكون في المقدمة وفي الصورة المشوهه.
اذا نحن امام حقيقة مؤكدة ان مصر محاطة بحصارين اولهما داخلي يتمثل في الصراع علي السلطة والحكم والمصلحة الشخصية وهيمنة فصيل دون الاخر وعدم وجود مبادرات حقيقية يجتمع عليها كافة طوائف الشعب هذا من ناحية.
والحصار الاخر هو الخارجي والمحاولات البائدة للتدخل في شئون مصر وبالتالي الشرق الاوسط. لكن دعونا نواجهه الحقيقة الموجعة إلا وهي خطورة المشكلة الداخلية الاخطر والأعمق بكثير هذا بعد شعورنا المؤكد بالفرقة والانقسام والتناحر بل والتقاتل للدفاع عن مصالح سلطوية لكن انقسامنا بين مؤيد ومعارض كان امرا طبيعيا ومقبول فهذا امر غالبا يحدث في معظم الشعوب فكل طرف يري وجهة نظره صحيحة وانه علي صواب بل يدافع عن فكرته وهدفه اما الخطورة تكمن عندما نقترب من مشاهد يسعى البعض مدعومين بقوى دولية معادية وتيار سياسى داخلى خائن وعميل وممول يسعى لااشعال الحرب الاهلية التي عاشتها مصر فى فترة حكم الجماعة الارهابية الخسيسة قتلي وجرحي وحرائق اشبه بحريق القاهرة من قبل عنف ودماء تسيل قتلي مصريين بأيدي مصرية سواء اتفقنا او اختلفنا عن السبب الغير المبرر للقتل هذه في وجهة نظري الاخطر من اي شيء يهدد امن مصر واستقراره.وبعد انتصار الارادة الشعبية الوطنية وانجاز مراحل خريطة الطريق الثلاث صدور دستور جديد ثم انتخاب رئيس جمهورية باجماع شعبى ثم تشكيل اول برلمان يضم ممثلى الشعب بارادة كل المصريين نجد بانه مازال البعض يدعونا للصراع الدموى تحت شعارات مضللة عن العدل والحرية وهم ابعد من تلك الشعارات لانهم خونة …. السؤال الان وماذا بعد ؟ لقد عاش الجميع فترات مزعجة نتيجة دعوات مشبوهة مدفوعة الا جر قد تؤدى بكل المقاييس لمشهد درامي محتمل وممكن ان نتخيله في اي مكان اخر وفي اي بلد اخري سوي مصر.لان مصر تملك شعب وطنى واعى وجيش قوى يضم خير اجناد الارض ولهذا فان حدوث صراع داخلى فئوى او طائفى امر شبه محال وهنا تكمن عظمة المصريين فالمؤامرة الخارجية والداخلية تستهدف ان تجعل مصر تقترب من المشهد في سوريا او العراق او اليمن او ليبيا بعدما تم تدمير جيشوهم بتخطيط واضح من الخارج.وتنفيذ الطابور الخامس الداخلى الخائن العميل ..هل سينجح محور وتحالف اهل الشر من النيل من مصرام الدنيا ؟