تحريم عمل النساء في المستشفيات يشعل موجة جدل في السعودية (فيديو)

أشعل داعية سعودي معروف، جدلاً واسعاً في السعودية عندما اعتبر عمل المرأة في المستشفيات واختلاطها بالرجال من المحرمات التي لا تقرها الشريعة الإسلامية، مطالباً بمنع الاختلاط بين الجنسين في المستشفيات.

وتسببت آراء عضو الجمعية الفقهية السعودية، الدكتور عبدالرحمن العبدالكريم، حول الاختلاط في المستشفيات، في إثارة قضية الاختلاط بشكل عام بين الجنسين في الأماكن العامة التي تعد من القضايا الخلافية الدائمة في المجتمع.

ولا تعد آراء الداعية العبدالكريم التي قالها خلال مقابلة مع فضائية محلية مساء الأحد، فتوى رسمية تستوجب التنفيذ، إذ تقصر السعودية الفتوى الدينية على هيئة كبار العلماء والتي يرأسها المفتي العام للسعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ.

ومع ذلك، فإن حديث الداعية السعودي وجد صدى كبيراً جداً على مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة، لاسيما في موقع “تويتر” الذي يشهد اليوم الاثنين نقاشاً واسعاً حول القضية.

وعلى الوسم “#عمل_المراه_بالمسـتشفيات_حرام” الذي يتصدر قائمة أكثر الموضوعات تفاعلاً في تويتر بالسعودية، يبدي عدد كبير من السعوديين رفضهم لآراء الداعية العبدالكريم مع وجود عدد أقل يدافع عنها.

ويتسائل المعارضون الغاضبون من رأي الداعية، عن مصير المرأة التي تذهب للمستشفى ولا تجد نساء لعلاجها، بينما يرفض ذووها أن يعالجها أطباء رجال.

بينما يقول مؤيدو الداعية إن الحل يكون بإنشاء مستشفيات منفصلة للرجال وأخرى النساء، لضمان عدم الاختلاط.

ولا تُعد مهنة التمريض من المهن المقبولة اجتماعيًا في المملكة، وباتت الفكرة الرائجة عنها لدى كثير من السعوديين مرتبطة “بالاختلاط والانفلات الأخلاقي”.

أصوات معارضة

واحتج عوض هزازي ‏على عمل المرأة في المستشفيات، بحجة التبرج، قائلًا: “مفروض الهاشتاق نطالب بحشمة الممرضات في المستشفيات، كفا تبرجا وضعتن في مهنة نبيلة فلا تدنسنها بالتبرج والعري #عمل_المرأة_بالمستشفيات_حرام”.

وعلق فهـد الشهري: “#عمل_المرأة_بالمستشفيات، ليس حراما ولا عيبا، ولكن ما وصلت له الحال، من تبرج وتسكع وبيئة قذرة، جعل منها مهنة شاذة نوعًا ما، ومخالفة للدين والعرف”.

استنكار

في المقابل، استنكر مدون يدعى “مزروع” إطلاق الوسم؛ قائلًا: “#عمل_المرأة_بالمستشفيات_حرام وإذا تعبت أمه أو أخته أو زوجته قال: ما عندكم دكتورات!؟ رجال ما يدخلون على محارمنا!”.

وكتب آخر: “أقول هنيئًا لمن تزوج طبيبة أو ممرضة على الأقل متعلمة تربي عيالك وتعلمهم إنسانة متعلمة والخائنة بتخون لو بداخل بيتك”.

استشهاد بالسلف

واستشهد مغرد أطلق على نفسه اسم “واحـد من الـنـاس” بمرحلة صدر الإسلام ليؤكد جواز عمل المرأة في التطبيب؛ قائلًا: “رفيدة الأسلمية.. كانت تعالج المسلمين بالغزوات مع الرسول عليه الصلاة والسلام، يعني بلاش تزايد وغلو بالدين”.

من المستفيد من إطلاق تلك الدعوات؟

ويتخذ السجال بين الدعوات للانفتاح وبين التيار المحافظ، منحًى أكثر حدة، لتحوز قضايا المرأة على نصيب وافر من ذلك الجدل في مجتمع مغرق في محافظته.

وما أن يطلق مغردون وسمًا جديدًا حول قضية من القضايا الاجتماعية، حتى تتناقله وسائل التواصل الاجتماعي بكثافة، ويصل إلى واجهات وسائل الإعلام، ويتحول في كثير من الأحيان إلى قضية تصل إلى الجهات العليا في الدولة السعودية.

في حين يتهم سعوديون أطرافًا خارجية بإثارة مثل تلك القضايا، لزرع الشقاق في المجتمع السعودي، واللعب على وتر القضايا الحساسة، كقيادة المرأة للسيارة، وقضية المطالبة بإلغاء وصاية الرجال على النساء، إضافة إلى دخول المرأة سوق العمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *