قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، إن دمشق رفضت جملة وتفصيلا اقتراح المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بمنح منطقة حلب الشرقية، التي يسيطر عليها المسلحون، إدارة ذاتية.
وأوضح المعلم في مؤتمر صحفي، الأحد 20 نوفمبر/تشرين الثاني، أن مقترح الإدارة الذاتية ينتقص من سيادة الدولة السورية على أراضيها، مشيرا إلى أن دي ميستورا قال إن هذا الاقتراح هو اجتهاد شخصي منه.
وقال وزير الخارجية السوري إن المبعوث الأممي ليس لديه ضمانات، ولم يقدم ما يساعد على استئناف الحوار السياسي، مضيفا أن دمشق قدمت مقترحات بديلة تضمن السماح للمسلحين بالخروج إلى أي مكان يختارونه، وأن هناك اتفاقا على ضرورة خروج الإرهابيين من شرق حلب لإنهاء معاناة المدنيين في المدينة.
وذكر المعلم أن دمشق كانت قد حددت 3 هدن وفتحت معابر لمنح فرصة لخروج المدنيين من أحياء حلب الشرقية، إلا أن الإرهابيين منعوهم وقصفوا هذه المعابر.
وفيما يخص “قوات سوريا الديمقراطية” أشار وزير الخارجية السوري إلى أن واشنطن تستخدم العنصر الكردي مرحليا لتحرير الرقة من تنظيم “داعش”، مؤكدا رفض دمشق التدخل التركي في شمال سوريا، مضيفا: “لا نقبل أي قوات غريبة على أراضينا”.
وفي جوابه على سؤال مراسل قناة “RT”، بخصوص التسريبات حول إمكانية عقد مؤتمر داخل سوريا للمعارضة السورية في الداخل مع بعض رموز المعارضة في الخارج، قال وزير الخارجية السوري: “نرحب دائما بأي لقاء سوريي-سوري بعيدا عن التدخل الخارجي، من أجل الحوار حول المستقبل، بغض النظر عن مكان عقد المؤتمر، إن كان في سوريا أو في جنيف كما يريد دي ميستورا”. وأكد المعلم على أن سورية ترحب وتؤمن بدور للأمم المتحدة يحترم ميثاقها وسيادة الدول الأعضاء.
وفيما يخص الموقف الروسي أكد المعلم أن دمشق وموسكو على تنسيق يومي في الميدان السياسي والعسكري، وأن روسيا تدين أي انتهاك للسيادة الوطنية السورية.
وعلى صعيد المعركة ضد “داعش” أكد المسؤول السوري أن هناك مصالح مشتركة بين الجيشين السوري والعراقي لمنع تسرب إرهابيي “داعش” من الموصل إلى سورية.
وبين المعلم أن “أمريكا أرادت احتواء تنظيم داعش وليس القضاء عليه، وطيلة سنتين من غارات التحالف الدولي لم يتم القضاء عليه”.
وبالنسبة لانتخاب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، أوضح وزير الخارجية والمغتربين السوري أنه من السابق لأوانه التنبؤ بما ستكون عليه السياسية الخارجية الأمريكية تجاه الأزمة في سورية، لافتا إلى أن “السياسة الأمريكية السابقة تجاه سورية كانت خاطئة، ومفتاح تصحيحها يكون عبر الحوار الروسي الأمريكي والتفاهم على أسلوب القضاء على الإرهاب”.
وردا على سؤال لوكالة الانباء السورية “سانا” حول التوقعات من الإدارة الأمريكية الجديدة قال المعلم: “ما نريده من الإدارة القادمة ليس فقط إيقاف دعمها للإرهابيين، بل أيضا لجم الدول التي تدعمهم”.
وفيما يتعلق بالشأن السوري المصري، بيَّن الوزير المعلم أن “هناك تقدما في الخطاب المصري نحو سورية، لكن لم يصل إلى محطة الآمال التي كنا نتوقعها أن تحصل ويجب أن تحصل.. وسورية تتعاطف مع الجيش المصري الذي يحارب الإرهاب في سيناء”.