لماذا نظام ولاية الفقيه خائف من نتائج الانتخابات الأميريكية؟

على أعقاب نتائج الانتخابات الامريکية وآثارها وتداعياتها على إيران والمنطقة والعالم وتحت عنوان (لماذا نظام ولاية الفقيه خائف من نتائج الانتخابات الامريکية)، عقدت لجنة الشٶون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ندوة عبر شبکة الانترنت مساء الإثنين 21 نوفمبر2016  شارك فيها آية الله جلال کنجەاي، رئيس لجنة حرية الاديان في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و المعروف بخبرته و درايته الواسعة بشأن نظام وللاية الفقيه من مختلف الجوانب و الدکتور حسن هاشميان، المحلل و الکاتب السياسي المعروف، وقد أدار الندوة الدکتور سنابرق زاهدي، رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، وقد ترکزت المحاور الرئيسية للندوة على النقاط المدرجة أدناه:
إدارة أوباما والثنائي اوباما- كيري كانت فرصة ذهبية لنظام الملالي. 
ما ذا يقول زعماء نظام ولاية الفقيه وصحف النظام بشأن ما نتج عن الانتخابات؟
بمعزل عن الانتخابات الأميركية هل يستطيع هذا النظام من مواصلة تصرفاته الهدامة داخل ايران وخارجها؟
الشعب الايراني والمقاومة الإيرانية والشعوب الضحية لهذا النظام ستحسم أمر حكم الملالي.
واستهل د. سنابرق زاهدي حديثه بالقول: «المبدأ الأول والاساسي في علاقتنا مع أي حكومة أو تيار سياسي هو اقترابه بنظام الملالي اوابتعاده عنه. نحن لسنا اطلاقا تابعاً للسياسات الداخلية لأي حكم أو حزب. خلال هذه السنوات نحن استطعنا من خلال الاعتماد على هذا المبدأ الذهبي أن نجلب في أوروبا وأمريكا تأييد الحزبين أو الأحزاب وأن نكوّن معسكراً لصالح المقاومة الإيرانية يعترف الجميع أن لا مثيل له. على سبيل المثال في الولايات المتحدة الأميريكيه يقف جون بولتون وهوارد دين  اللذان هما على طرفي النقيض السياسي في أمريكا يقفان معاً وجنبا إلى جنب ضد النظام الإيراني ولصالح المقاومة الإيرانية. وهذا الإنجاز والتقدم حصلا من خلال الرؤية الشعبية لمقاومتنا التي لاتاخذ في تقييمها عن القوى الأجنبية سوى مصالح الشعب الإيراني.
نحن استطعنا أن نجمع العديد من الشخصيات الغربية الذين يتعارضون في سياسات بلدانهم الداخلية، جمعناهم في قضية إيران وأشرف ومجاهدي خلق. هذه العملية الفريدة من نوعها تحققت بفعل تمسكنا بشكل أحادي الصراع ضد النظام وجعل القضايا الأخرى قضايا فرعية. ولو رجعنا من هذا المؤشر قيد أنملة لم نستطع اطلاقا من جمع هذه التركبية المتناقضة بجانبنا. 
 
نهاية عهد استمر 16 عاما
أهم حادث وتطور هو أن الانتخابات الأميركية الأخيرة وضعت نقطة النهاية لعهدي بوش واوباما. وبذلك تم طي صفحة صعبة سوداء عمرها 16 عاماَ. حرب ظالمة ضد العراق التي كان النظام الإيراني الرابح فيها، قصف قواعد مجاهدي خلق وتجريدهم من الاسلحة، فتح بوابات العراق على نظام الملالي، خرق الالتزامات الخطية الأميركية تجاه مجاهدي خلق، و… في عهد جورج بوش واستمرارها بشكل فاضح في عهد اوباما، جعلت من هذه السنوات الـ16 أعوام الخسارات الكبيرة للشعب الإيراني أكثر من أي وقت آخر. خرق أوباما عهده المعلن حيال الشعب السوري عند استخدم بشار الأسد الكيماوي وعدم ردّه على تجاوز الخطوط الحمر، وبعد ذلك تماشيه في العمل مع المجازر بحق مئات الألاف من أبناء الشعب السوري، والمفاوضات مع الحوثيين بالرغم من وجود قرار لمجلس الأمن الدولي يسلبهم أية شرعية و…
كان اساس سياسة أوباما في منطقة الشرق الاوسط التقارب مع النظام الإيراني. كان عهد اوباما أسوأ العهود للشعب الإيراني منذ الانقلاب ضد الدكتور محمد مصدق في العام 1953 في عهد آيزنهاور. لأن أوبامات تحت غطاء أخطاء بوش وفي رد فعل متعمّد حيال تلك الاخطاء، أعطى من الأمتيازات للملالي لا يتخيلها النظام الإيراني. وفي القضية النووية ومع أن النظام كان في موقف حرج وفي ذروة العجز والضعف اكتفى اوباما بأقل شيء من تنازل هذا النظام واعطى اميتازات عظيمة له. 
ولاشك أن الاتفاق النووي يكسب أهمية خاصة في هذا المجال لأن أساس المفاوضات حول القضية النووية الإيرانية كانت المعلومات التي كشفت عنها المقاومة الإيرانيه وخلال 25 عاماً وانطلاقا من المصالح الوطنية الإيرانية حذّرت المقاومة الإيرانيه بانتظام العالم والمجتمع الدولي من مخاطر وتحديات الملالي النوويين. مع كل ذلك وعند ما كانت الأرضية جاهزة لتراجع النظام الايراني من المشروع النووي بشكل كامل والسيدة مريم رجوي بعثت برسالة في هذا المجال ذكرت فيها هذه النقطة الهامة خلال المفاوضات النووية لكن سياسة المهادنة والمساومة التي كانت طينة سياسة اوباما- كري حيال النظام الإيراني أدّت إلى عدم فرض ما يكفي من الضغوط على نظام الملالي وبقيت القضية النووية كجرح نازف. من جهة أخرى تم وضع عشرات المليارات من ثروات الشعب الإيراني المجمّدة تحت تصرف نظام الملالي المجرم ليصرفها في توسيع نطاق المجازر والحروب الطائفية في بلدان المنطقة وخاصة في سوريا الجريحة.
انتخاب اوباما صادف انتفاضة عام 2009 في ايران. ولو كان اوباما يدعم الانتفاضة ويتخذ موقفا ضد احمدي نجاد أو يشكك في صحة الانتخابات بدلا من مدّ يده الى خامنئي واحمدي نجاد، لكان يترك تأثيرا مُشجّعا يزيد من المعنويات على حد كبير. كما كان المتظاهرون يهتفون آنذاك خطابا لاوباما «اوباما اوباما هل أنت معنا أم معهم؟» ولكن اتضح فيما بعد أن اوباما قد اتخذ نهجه بالوقوف بجانب النظام ضد الشعب الايراني حيث بعث حينها برسالة الى خامنئي. والى اليوم ينظر الشعب الايراني الى أمريكا واوباما كداعمين للنظام وأن وجود اوباما في حد ذاته كان يلعب دورا مُخيّبا للأمال بالنسبة للشعب الايراني. وحتى في كثير من الأحيان كانت تصريحات كيري واوباما تطلق من أجل تخفيف الضغط عن النظام. لذلك مجيء رئيس جديد بمواقف حازمة سيؤثر على جميع أبعاد السياسة في ايران.
 
خوف النظام
خوف النظام من ترامب والتطورات الناجمة عن الانتخابات الأمريكية خير دليل على صحة التحليل أعلاه. وقال محلل تلفزيون النظام بوضوح ان شخص ترامب هو شخص بريء ومظلوم بالمقارنة بتأليفة رجال ادارته المحتملين. ووصف هذا المحلل هذه الكابينة بـ (حكومة الخوف).
ومن خلال التأوهات التي يبديها النظام هذه الأيام بشأن انتخاب ترامب يمكن الفهم أنه كم قدمت ادارة اوباما من خدمات كبيرة للنظام. رفسنجاني أعلن قبل يوم من انتخابات أمريكا : «ترامب ظاهرة خطيرة». وفي صلاة الجمعة بعد الانتخابات التمس احمد خاتمي ومن موقع دفاعي من الحكومة الجديدة أن لا تتخذ خطوات ضد النظام. من جهة أخرى أقامت وسائل الاعلام التابعة للنظام الدنيا ولم تقعدها بخصوص علاقة بعض الشخصيات السياسية المقربة من ترامب بالمقاومة الايرانية. هذه الآثار إنْ دلت على شيء انما يدل على القلق والمخاوف داخل النظام. حسين موسويان اللوبي المعروف لخامنئي في أمريكا وصف في مقال نشرته احدى صحف النظام، الخدمات الكبيرة التي قدمها اوباما للنظام أكد على أنه لم يكن هناك أي رئيس آخر يَقبل أن يقدم هكذا امتيازات وتنازلات للنظام. ثم يحذر النظام بقوله: حذار حذار أن تشنوا حملة على ترامب. نحذركم من أن تطلقوا كلمات تزعجه.. حذار حذار.. صادق زيبا كلام وهو أحد المنظرين في جناح رفسنجاني كتب يقول : سيأتي يوم نحن نبحث بالفانوس عن اوباما وكيري.  كما أن علي لاريجاي رئيس مجلس الشورى الاسلامي أكد في 13 نوفمبر الحالي أن التحاليل والمواقف حول الرئيس المنتخب الأميركي يجب أن تكون أكثر نضوجا، ويجب تجنيب اتخاذ مواقف متسرعة والحكم قبل موعد أوانه حتى يستطيع جهاز الدبلوماسية اتخاذ موقف شفاف .
هناك نقطة هامة وهي الدور اللاوطني الذي تلعبه اللوبيات التابعة لنظام الملالي في الولايات المتحدة خلال عهد اوباما. في هذه الفترة تم زرع لوبيات النظام الإيراني داخل البيت الأبيض وداخل وزارة الخارجية الأميركية أيضاً. وفي العهد الجديد أقل ما يمكن أن نقول أن هذ الدور اللاوطني لصالح نظام ولاية الفقيه سيتقلّص بشكل نوعي.
 
في عهد اوباما مع أن كل شيء في إدارته كان في خدمة المساومة مع نظام الملالي، لكننا استطعنا من خلال حملة واسعة في مجلسي النواب والشيوخ وفي وسط الشخصيات البارزه من الحزبين، أن نقف في وجه سياسة اوباما ونستردّ حقوقنا. في قضية نقل جميع أخواتنا وإخوتنا من ليبرتي إلى الخارج استطعنا أن نعمل بشكل أن وزارة خارجية هذه الإدارة تضغط على الحكومة العراقية وتتعاون معنا في توفير أمن وسلامة السكان ونقلهم إلى خارج العراق. بعبارة أخرى نحن حقّقنا أكبر انتصار المقاومة الإيرانية في عهد أسوء رئيس أميريكي . كما أن أصدقائنا الديمقراطيين الذين كانوا على صلة بالإدارة الأميريكية استطاعوا في بعض الحالات إقناع إدارة اوباما للدفاع عن اقل شيئ من حقوقنا. 
واستخلص د. زاهدي حديثه بشأن هذه التطورات وقال: «يجب التأكيد على أن انتخاب ترامب كان الضربه الكبيرة الثالثة التي تلقاها هذا النظام خلال العام 2016. الضربة الأولى هي تصعيد الأزمات الشاملة داخل نظام الملالي على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية و… والضربة الثانية نقل جميع سكّان ليبرتي وفشل مخططات نظام ولاية الفقيه في هذا المجال. والضربة الثالثة انتخاب ترامب.
وبذلك نحن دخلنا مرحلة جديدة. قد ولّت مرحلة الدفاع ودخلنا مرحله الهجوم لتحقيق حقوق المقاومة الإيرانية وحقوق  الشعب الإيراني.»
آية الله كنجه اي: النظام فاقد للشرعية
وبعد مقدمة و تمهيد عن الظروف و الاوضاع المحيطة بهذه الانتخابات إيرانيا و إقليميا و دوليا من جانب الدکتور زاهدي، بدأ آية الله جلال کنجەاي مداخلته قائلا:”… سأرکز على ماهية النظام، يعني ماقد جعله عاجزا عن الاستفادة من عصر اوباما، عصر اوباما عصر کما أشار الدکتور زاهدي، قدم للنظام أکثر مما يتوقع من الفرص، نظام الملالي في الحقيقة فقد شرعيته و خلق لنفسه مشاکل لن تحل في الداخل الايراني و مع المجتمع الايراني.” وأضاف آية الله کنجەاي:”کلنا نعرف بأن هذا النظام جاء بعد الثورة العظيمة التي أنهت نظام حکم الشاه، جاء بوجه إسلامي لتأسيس حکم شرعي إسلامي کما يسميه بولاية الفقيه، ولم ماذا حصل؟  بعد عقود من سيطرتهم على کل أوجه السلطة، نرى الشعب بأجياله يفرّون من الاسلام ولايبنون أي أمل على إستمرار حکم إسلامي بأية صورة. أشرت الى إن الاجيال لايعتقدون بمشروعية هذا النظام إسلاميا وأٶکد بأنه حتى جيل الثورة الذين هم الان شيوخ بأعمار 50 و 60 سنة من الذين صنعوا الثورة ليسوا مع النظام و لايصدقون دعاياته و مزاعمه. النظام صنع له وجها مختلفا تماما، الکل يعرف بأن الشيوخ الاسلاميين الحکام هم أشنع السارقين و الناهبين من أموال الناس من بيت المال و من خيرات هذا البلد. ثلثي الشعب الايراني البالغ 80 مليون نسمة، يعيشون تحت خط الفقر، والکثير منهم يعيشون في أسوء حالة من الفقر يعبر عنها بخط البقاء، بمعنى إنهم فقط على قيد الحياة أي إنهم محرومون من أية خيرات من المساکن و فرص العمل و الحياة الاجتماعية، وهذا يعني بأن النظام قد فقد الشعب وظهر في حاجة ماسة الى إتخاذ سياسة توسعية في الجوار و تحت مبرر (تصدير الثورة)، وهذا شئ قد يرعب الآخرين و لايعجب أبناء الشعب. وعلى هذا الاساس، النظام ماکان يستطيع أن يستفيد من عصر اوباما، حتى إن بعض أزلامه أذعنوا کمثال أشير الى ماقد کتبه حسين موسويان، اللوبي المعروف للنظام في أمريکا، کتب في مقال نشرته إحدى صحف النظام، قائلا: الخدمات الکبيرة التي قدمها اوباما للنظام، أکد على إنه لم يکن هناك أي رئيس آخر يقبل أن يقدم هکذا إمتيازات و تنازلات للنظام.” و إستطرد آية الله کنجەاي قائلا: لو تسمحون أن أضيف بأن هذه التنازلات قد قدمت للنظام حتى قبل عصر اوباما، أي إذا نظرنا ماقد حدث من 2003 حين دخل الامريکان الى الاراضي العراقية مع الدول الاخرى المشارکة في الحرب، کلهم کانوا في مٶامرة مع النظام لتقديم بلد عربي عريق کبير على طبق من الذهب کما يقال الى نظام الملالي.” وأردف آية الله کنجەاي:” نرى اليوم وکأن النظام الايراني يحکم في العراق، ولکن ماخدم كل ذلك للنظام لإرساء قوة له و لصنع مستقبل کما يعترفون به، ودائما يشتکون من أخطار و يسمون فلانا و فلتانا کأعداء لهم يهدد نظامهم. ولهذا لموضوعنا الذي نبحث فيه، الحقيقة الاساسية في القاعدة يجب أن نٶکد عليها بأن المشکلة الاساسية لنظام ولاية لحکم خامنئي و أزلامه، بأن هذا نظام غير عصري غير مناسب للبقاء، فاقد للقوة وليس لديه الاهلية لتقبل مايهدى له من هدايا و مايقدم له من فرص و إمتيازات. وفي المقابل هناك، نحن کمقاومة إيرانية، نصنع بأيدينا و رغم أنف کل من يقف بوجهنا و يخلق لنا عراقيل، نصنع بأيدينا فرص من أجل إعلاء کلمة الشعب، ولإثبات حقانية مقاومتنا، ولأن مستقبل إيران إنما يصنع بيد الشعب و بيد مقاومته المعروفة و المنظمة و الناشطة في کل الاوساط الدولية، ولذلك وکما نرى، أن هناك من يحمينا، يحمي هذه المقاومة، وهم مختلفون و متناقضون في بلدانهم، من أمريکا أو من سائر البلدان التي يحمون برجالهم المقاومة الايرانية بالإجماع على الرغم من إختلافاتهم الحزبية و السياسية في بلدانهم. وأضاف آية الله کنجەاي:” وهکذا لو تسمحون لي ألخص کلامي و أقول بأنه لايجب علينا في هذا الموضوع أن ننسى أصلين مهمين، الاول؛ أن هناك نظام غير مناسب لهذا العصر يسمى نظام ولاية الفقيه لامصير له سوى الزوال والاصل الثاني؛ هناك مقاومة مشروعة مدافعة عن حقوق الشعب، نشيطة و منظمة و مجاهدة بنفسها و نفيسها وتفتح طريقها کما فتحت طوال عشرات السنين التي مضت.”
الدكتور حسن هاشميان: اللوبي الإيراني اصيب بصدمة
 وقال الدکتور حسن هاشميان في مداخلته بشأن کيفية عمل النظام الايراني في الولايات المتحدة الامريکية:” هناك صدمة قوية بعد هذه النتيجة التي أفرزت بهذا الشکل وجاءت بالسيد ترامب، حيث يواجه اللوبي الايراني الان صدمة کبيرة، وأکبر دليل على ذلك هو إن اللوبي الايراني وجماعاتهم کانت تتحرك خلف کواليس الادارة الامريکية أو خلف کواليس الکونغرس أو المٶسسات صانعة القرار في الولايات المتحدة. بعد فوز ترامب رأينا إن اللوبي الايراني المعروف بالمجلس الوطني الايراني ـ الامريکي (ناياك) جاء ببيان و تعرفون کيف يصدر البيان و کيف يمول الاطراف التي تصدر البيان، جاء بيان موجها لترامب و لم يعد يتابع الامر من خلف الکواليس أو من قبل أزلامه على وجه التحديد من داخل الادارة الامريکية أو الکونغرس أو أماکن أخرى.” و أضاف الدکتور هاشميان:” واضح الان إن اللوبي الايراني الذي يعمل لصالح حکومة حسن روحاني و لصالح محمد جواد ظريف بصورة مباشرة، قطعت أياديه ولايمکن أن يصل لترامب، لايمکن أن يقترب للإدارة أو الوزارة التي سيختارها ترامب، مثلا وزير الخارجية سيکون بعيدا جدا عن هذا اللوبي و تحرکاته، وزارة الدفاع أيضا کذلك، مجلس الامن القومي الامريکي وهو مجلس مهم، وبالمناسبة تعرفون إن من يرأس الان هذا المجلس هو السيدة سوزان رايس وهي متناغمة تماما مع مايطرحه محمد جواد ظريف ومع مايطرحه اللوبي الايراني في داخل الولايات المتحدة الامريکية وفي واشنطن، الان کل هٶلاء الاشخاص سيتغيرون وأيضا السياسة الاعلامية المتعلقة بالبيت الابيض وکان يرأسها بن رودس وکان له تأثير قوي جدا على الاعلام الامريکي الناطق بالفارسية بين إذاعة صوت أمريکا و إذاعة فردا وکذلك على الاعلام الامريکي باللغة الانکليزية وأيضا الاعلام الموازي الذي يرى و ينظر کيف يتحرك الاعلام الامريکي، مثلا البي بي سي عندما تتحرك الاذاعات أو الفضائيات الامريکية بإتجاه خاص يتأثر من هذا الاتجاه والان نرى هناك أيضا إنزعاج في فضائية بي بي سي الفارسية مما حصل في أمريکا لأن سيکون هناك تغيير إعلامي قوي في المٶسسات التابعة للإدارة الامريکية و من هذا المنطلق فإنهم مضطرون في البي بي سي الفارسية للإذعان لهذا التغيير”. وإستطرد الدکتور هاشميان موضحا: “أعتقد ماحصل هناك إنقلاب تام على أيادي نظام الملالي الذين کانوا يعملون بحرية ومنذ 8 أعوام في داخل الولايات المتحدة، حصل هنالك إنقلاب قوي، في الفترة القادمة لايستطيعون أن يقوموا بهذه التحرکات و أعتقد إن شهر العسل الذي کان بين الولايات المتحدة وبين نظام الولي الفقيه في عهد الرئيس اوباما، قد إنتهى وإن ماتفضلتم به من إن رحيل اوباما يعني إنتهاء جميع إمتيازات هذا النظام کلام صائب، وأعتقد بأن المرحلة القادمة ستکون عصية على نظام الولي الفقيه و سترون هذا النظام المنافق الکاذب الذي کان يتبجح بشعارات حول فلسطين و حول الشعوب العربية و الاسلامية، رأيتم کيف عندما جاء نظام في أمريکا يعطي الضوء الاخضر الى هذا النظام کيف أصبح هذا النظام عدوا لفلسطين و للشعب الفلسطيني وللقدس و للشعوب العربية و الاسلامية کيف إستفحل في إحتلال مناطق عربية وکيف کان يتباهى ولايزال يتباهى بهذا الاحتلال، کيف يتدخل في اليمن و العراق وماشابه ذلك، وأيضا کيف يصنع ميليشيات تقتل الشعوب العربية و يتباهى بهذه الميليشيات.” وخلص الدکتور هاشميان الى القول:”الشعوب العربية قد عرفت حقيقة هذا النظام الذي يحکم في طهران، نحن کمواطنين إيرانيين أنا و حضرتك و الشيخ جلال کنجەاي، نعرف طبيعة هذا النظام جيدا ولکنه کان غير مکشوف أمره للشعوب العربية و الاسلامية الان بعد هذه الحالة التي حصلت في البلدان العربية عرفوا الوجه الحقيقي للولي الفقيه و السياسات الحقيقية المشبوهة في البلدان العربية کما إن هناك أسف يتلخص في إنه کيف يمکن للسيد اوباما أن يحارب داعش وهناك في إيران مثيل لداعش يقمع شعوب المنطقة و السيد أوباما يتعامل مع هذا النظام ويفتح الابواب للتعامل معه أو يفتح قنوات إقتصادية و أمور مالية و ماشابه ذلك لهذا النظام إذ لافرق بين داعش و الميليشيات التابعة لنظام ولاية الفقيه، لافرق بين قاسم سليماني و بين أبوبکر البغدادي، إذ وفقا للإحصائات و الوقائع و المٶشرات فإن کل شئ يثبت بأنه لايوجد هناك من فرق بين قاسم سليماني و أبوبکر البغدادي کما لايوجد فرق بين أطماع الولي الفقيه و بين أطماع الدولة الاسلامية الداعشية، ولکن مع الاسف فإن السيد اوباما قد غض النظر عن مايفعله الولي الفقيه ضد الشعب الايراني ضد طموحات و تطلعات الشعب الايراني وکذلك ضد شعوب المنطقة، يعني بإمکاننا القول بأن أي نظام وحتى إسرائيل لم يقتل بمقدار نظام الولي الفقيه من شعوب المنطقة، من هذا المنطلق، الان إنکشف الوجه الحقيقي للولي الفقيه وهذه أهم نقطة حصلت عليها شعوب المنطقة.”
وفي معرض إجابته لسٶال بشأن إحتمال أن يقف ترامب بوجه التدخلات الايرانية في المنطقة و يقف الى جانب حقوق الانسان في إيران، أجاب آية الله کنجەاي قائلا:”مايجب أن أٶکده بأنه ليس هناك في المقاومة الايرانية من ينتظر ترامب أو غير ترامب للوقوف بوجه النظام ولإعلاء کلمة الشعب وأخذ حقوق الشعب من هذا النظام، نعم نحن نستفاد من کل الفرص المتاحة في المجال الدولي، وإذا ماإتخذ ترامب سياسات مساعدة فإننا سنٶيده بطبيعة الحال و نرحب به و نستفيد، ولکن بأية صورة کانت فنحن لنا مواقفنا و تمسکنا بها و سنستمر بذلك من دون أية مجاملة.
وبخصوص سٶال عن مخاوف إيران من إدارة ترامب، أجاب الدکتور هاشميان قائلا:”أعتقد إن أهم مخاوف النظام من الادارة الامريکية الجديدة إن الاخيرة ترکز على حقيقة هذا النظام في توسعه في المناطق العربية و الاسلامية، حقيقة هذا النظام في إنتهاك حقوق المواطن الايراني. الشعب الايراني لم يطلب من ترامب شيئا خارج الواقع، الشعب الايراني يطلب مايحدث في إيران، مع الاسف السيد اوباما غض النظر عن کل مافعله النظام بحق الشعب الايراني و بحق الشعوب العربية و الاسلامية، من هنا أرى أن يتحرك السيد ترامب على الواقع يعني لاتوجد هناك مثلا مراقد دينية في حلب حيث يأتي نظام الملالي بميليشياته للدفاع عن المراقد، هناك أکاذيب، إذا ماکان داعش موجودا في سوريا فإنه متناغم تماما مع نظام الاسد، الشعب الايراني و کل الشعوب العربية و الاسلامية نريد من إدارة السيد ترامب، أن تنظر الى مايحدث في سوريا، مايحدث في سوريا هناك ثورة قام بها الشعب السوري من أجل الکرامة لکن النظام الايراني غير هذه الحقيقة من إنه جاء لمحاربة الارهاب و التکفيريين لکن النظام الايراني هو من صنع التکفيريين و داعش وماشابه ذلك و مع الاسف الاعلام الغربي أيد هذه الرواية من جانب النظام الايراني، نحن نريد من إدارة السيد ترامب أن تنظر للأمور بواقعية ومن إن بشار الاسد هو مجرم وفقا لکل المقاييس، وأيضا إن النظام يقمع في داخل إيران الاکراد و العرب وأهل السنة و الترکمان و تقمع الشعب الايراني في إصفهان وفي کل مکان وقد حدثت في عام 2009 ثورة عارمة ضد النظام، هذه کلها حقائق تطرح أمام السيد ترامب و المطلوب أن يراعيها و ليس أن يأخذ بالاکاذيب المطروحة من جانب نظام الولي الفقيه. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *