الخيانة” ليست موقف نقرأه فى كتاب أو نشاهده فى أفلام قصيرة، ولكن صدمة لن ننساها حينما يحاط بواقع يصاحبنا بخيبة أمل وجرح لن يداويه الزمن، وكانت تلك الصدمة التى حاصرت محمد صاحب ورشة النجارة، ليكشف له القدر خيانة زوجته له بعد زواج دام 12 عاما.
جلس محمد، النجار الرجل الثلاثينى، على مقعد خشبى داخل محكمة الأسرة بالمرج ليظهر بوجه عابس حزين والدموع داخل عينيه ساكنة لا تتحرك، ليتذكر اللحظات المؤلمة التى مر بها عندما دخل بيته إحدى المرات قبل موعد عمله ليجد رجلا مع زوجته فى فراش الزوجية، فلم يتمالك نفسه من صدمته، وقرر أن يقيم “دعوى زنا” أمام محكمة الأسرة بالمرج رقمها 2876 لسنة 2016.
وفى الوقت ذاته ردت الزوجة بدعوى خلع ضد زوجها فى نفس المحكمة، مبررا أنها تخاف ألا تقيم حدود الله وأنها تريد التفريق بينها وبين زوجها.
وحضر الزوج مصطحبا طفله “مازن” 6 سنوات، وانتظر دوره فى الرول داعيا أن يقف القضاء والقانون بجواره وأن يثبت خيانة زوجته، خاصة بعد عدم إثبات خيانتها فى المرة الماضية عندما رفع عليها دعوى زنا بعد زواجهما بسنتين وتأخرهما فى الإنجاب بعدما علم من جيرانه أن سمعتها غير طيبة وأنها تقيم علاقات مع سكان المنطقة، إلا أنه لم يبت فى يده دليل زنا لذلك تم رفض الدعوى.
وتابع الزوج: “أنا اتظلمت مع زوجتى كتير والدليل أنى أدتها فرصة تانية بعد علمى بعلاقاتها قبل الزواج لحين إنجابها ابنى مازن ورغم كل شىء وجلوسى طول اليوم فى ورشة النجارة لإنجاز العمل والإتيان بمصاريف مدرسة نجلى إلا أنها خانتنى تانى وعلى سريرى وهى متقدرش تواجهنى بخيانتها، حياتى مأساة عشتها مع زوجتى لما اكتشفت خيانتها”.
ومن جانبها، قالت الزوجة لمكتب نزاعات الأسرة “طلبت الخلع عشان الزوج بخيل ومش بينفق على المنزل وشكاك دائما إلى جانب مرضه بالغيرة من أى شىء مما جعلنى أشعر بحزن وضرر نفسى طيلة حياتى معه”.
فرد الزوج: “أعمل فى ورشة نجارة صغيرة أمتكلها وكانت زوجتى تمت بصلة قرابة لأحد سكان الشارع المتواجد فيه عندما رأيتها أعجبت بها جدا وعرضت عليها الزواج وقبلت دون تردد وعقب زواجنا بسنتين حذرنى أحد المقربين من زوجتى أنها كانت على علاقة بأحد الأشخاص فى الشارع لكنه لن يقول من هو ذلك الشخص وتحدثت مع زوجتى وأنكرت علاقتها بأحد وأنها ستحافظ على زواجنا.
وأضاف: “تخيلت أنها ستحافظ على حبنا وزواجنا مثلما قالت وأن الأمور معى ستصبح أفضل وأثمر زواجى عن إنجاب طفل وحيد كانت لى الفرحة وكل شىء بحياتى خاصة بعد إنجابه ب 3 سنوات من الزواج، وحاولت بكل الطرق أن أوفر المال لإسعاد زوجتى وطفلى وعملت فى المساء بأحد الكافيهات كى أتحصل على راتب إضافى لجانب عملى الأساسى ولم أتخيل أن انشغالى بالعمل فى ساعات الليل والنهار جعلنى أقصر فى حقوق زوجتى وأهملها وكل ما كنت أفعله أن أوفر لها المال كل شهر لشراء كل مستلزمات المنزل وألا أقصر معها فيما تطلبه”.
ويكمل: “أنا شقتى فى بيت عيلة مع أخواتى ووالدتى ولم أتخيل أنها من الممكن أن تخونى فى بيتى وعلى سريرى، إلا أنى ذات يوم أرهقت من العمل مبكرا قبل ميعادى وقررت الرجوع إلى المنزل لأرتاح إلى أنى أحاول فتح الباب بالمفتاح لم يفتح وقعدت أخبط محدش يفتح إلا أنى سمعت صوتها فانتابنى الشك فذهبت لأجيب أشقائى وكسرنا باب الشقة وتفاجأت بزوجتى وعشيقها فى وضع مخل للآداب على فراشى.
وأوضح الزوج، أنه لم يتمالك نفسه حينها ووقع عليهما بالضرب المبرح وأحدثت بها كسور هو وأشقاؤه مضيفا: “حاولت قتلها بسكين إلا أن إخوتى لحقونى وقمت بطردها خارج مسكن الزوجية وأمسكنا بهما وقمنا بالنزول إلى قسم شرطة المرج لتحرير محضر زنا، وفى النهاية أفاجأ أنها أقامت دعوى خلع أمام محكمة الأسرة”.