يواجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، انتقادات لاذعة، تتهمه بالتغاضي عن حقوق ضحايا أسطول الحرية، بقبول تعويضات، يرى مثقفون أتراك أنها مجحفة، بهدف التطبيع مع تل أبيب.
“سلو زوجاتكم كم يقبلن فدية إذا قتلتنا إسرائيل؟”.. سؤال يطرحه الكاتب التركي يقعوب كوسا، للمسؤولين الأتراك، مستنكرًا من خلاله تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
واعتبر كوسا في مقال نشرته صحيفة “ستار” المقربة من حزب الحاكم، أن “القيادة التركية تنازلت عن الحقوق الشخصية لأهالي الضحايا، مقابل صفقة التطبيع. ما تجسد في طلب النيابة العامة بإسقاط الدعوى الخاصة بمقتل تسعة مواطنين أتراك في واقعة مافي مرمرة (مرمرة الزرقاء) الدموية، وفرض الأمر الواقع بإغلاق الدعوى”.
وأضاف أن “الدولة التركية يمكنها عقد ما تريد من اتفاقات ومعاهدات مع أي كيان كان، دولة أو عصابة، لكن هذا لا يعني التنازل عن حقي الشخصي. ولا يمكن أن يقول أحد لي: خذ هذه الأموال ولا تبحث عن حقك”.
وتابع “نحن الآن أمام ضغوط لتعليق القانون وإنهاء المحاكمة. فالأمر المقبول في إسرائيل كيف يمكنه أن يكون مقبولًا لدينا؟ أليست تركيا دولة قانون! إذن فمن يتحمل المهزلة التي شهدتها جلسة المحكمة الأخيرة! فقد استمرت 12 ساعة دون توقف أو حتى السماح للحاضرين بتلبية طلباتهم الأساسية الضرورية من أجل إغلاق الدعوى بالأمر الواقع. إنها مهزلة المهازل!”.
ودخل اتفاق تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، حيّز التطبيق العملي، مطلع الشهر الجاري، بالتزامن مع وصول السفير الإسرائيلي، إيتان نائيه، إلى أنقرة، لمباشرة أعماله.
وكانت تركيا بدورها، طرحت اسم المستشار السابق للسياسة الخارجية في رئاسة الوزراء، كمال أوكيم، سفيرًا لها لدى تل أبيب.
وينهي تبادل السفراء قطيعة نتجت عن اعتداء الكيان الإسرائيلي على أسطول الحرية، والتسبب في مصرع تسعة ناشطين أتراك وناشط آخر يحمل الجنسية الأمريكية، عام 2010، خلال محاولاتهم فك الحصار عن قطاع غزة، ما أسفر عن سحب السفراء وخفض التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى القائمين بالأعمال.
وصادق الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في 31 آب/ أغسطس الماضي، على اتفاقية إعادة العلاقات مع تل أبيب، بعد 11 يوما من موافقة البرلمان التركي.
وبدأت بوادر إعادة العلاقات في تموز/ يوليو الماضي، لتوافق تل أبيب على الشروط التركية؛ وتقدّم الاعتذار عن واقعة أسطول الحرية، وتوافق على دفع تعويضات لأسر الضحايا، والتفاوض حول رفع الحصار عن قطاع غزة.
ونشطت الماكينة الدبلوماسية التركية، منذ منتصف العام الجاري، لإعادة العلاقات مع تل أبيب، بهدف الحد من الأضرار الناجمة عن خصومات تركيا مع دول الجوار، التي أحدثت انعطافًا في الخطاب التركي الرسمي إزاء تل أبيب.