عشية اليوم العالمي لحقوق الانسان وبدعوة من لجنة أصدقاء ايران الحرة اقيمت يوم الأربعاء 7 ديسمبر 2016 ندوة في مبني البرلمان الأوروبي في بروكسل شارك فيها مجموعة كبيرة من نواب البرلمان الاوروبي من مختلف الكتل البرلمانية وشخصيات سياسية. وكانت عنوان الندوة «موجة الاعدامات وتصعيد القمع والسياسة الغربية الصحيحة ».
وبدعوة من نواب البرلمان الأوروبي شاركت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من المقاومة الإيرانية في هذه الندوة وتحدثت فيها. واستنكرت السيدة رجوي توسيع العلاقات الدبلوماسية والتجارية الأوروبية مع نظام الملالي وأي نوع من التنازلات والمداهنة أمام نظام الملالي وقالت «توسيع العلاقات مع النظام الايراني يتعارض مع السلام والأمن العالميين ويأتي ضد المصالح طويلة الأجل للغرب أيضا، وكلما ابتعد الاتحاد الأوروبي وأمريكا عن هذه السياسة كلما تتجه المنطقة نحو السلام والهدوء».
اضافة الى السيد جوليو ترتزي وزير الخارجية الايطالي السابق وآلخو فيدال كوادراس النائب السابق لرئيس البرلمان الأوروبي ورئيس لجنة البحث عن العدالة واللورد تميوثي كرك هوب عضو مجلس اللوردات في بريطانيا، تحدث في هذه الندوة أحد عشر عضواً من نواب البرلمان الاوروبي وهم:
– النائبة من بريطانيا آنتآ مك انتاير مديرة الندوة
– النائبة آنا فوتيغا وزيرة خارجية بولندا السابقة ورئيسة لجنة الأمن والدفاع في البرلمان الأوروبي
– النائب من فرنسا جوزه بوه
– النائب من استونيا تونه كلام
– النائب من النمسا هاينس بكر
– النائبة من اسلواكيا آنا زبروسكا
– النائب من بريطانيا ريتشارد آش ورث
– النائبة من ايطاليا دانيلا آيوتّا
– النائبة من جمهورية التشيك جرمير استتينا
– النائب من هولندا ويم وان دكامب
– النائب من كرواسيا جوزه وادوس وزير الدفاع السابق
وقالت مريم رجوي: « ان صمت الاتحاد الاوروبي حيال القمع في ايران بذريعة تقوية المعتدلين قد نتجت عنها زيادة الإعدامات في ولاية روحاني ومزيد من تحديات النظام الايراني في المنطقة خاصة في سوريا. ووافقت الحكومات الغربية في الاتفاق النووي على توافقات غير مكتوبة مع الملالي فتحت الطريق أمامهم لإرسال قوات الحرس إلى سوريا وتجاهل الاختبارات الصاروخية البالستية رغم قرار مجلس الأمن رقم 2231 وترك الباب مفتوحا على مصراعيه أمام قوة القدس لتلعب دورها الهدام في العراق والصمت عن انتهاك حقوق الإنسان في إيران».
وتابعت السيدة رجوي قائلة : «السياسة الأمريكية في إيران والمنطقة في هذه السنين، كانت قائمة على محور التقارب إلى الملالي ومنحت تنازلات ضخمة للنظام وأن الكوارث الناجمة عن هذه السياسة لا تعد ولاتحصى. من عراق مدمر وكوارث إنسانية تعيشها سوريا وإلى غلق طريق التغيير في إيران».
واعتبرت مريم رجوي أهم خطأ أمريكا في المنطقة مداهنة الملالي الحاكمين في ايران وقالت: الآن الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية وشعوب المنطقة ودولها يتوقعون أن يتم مراجعة لهذه السياسة. وأن تتخذ أمريكا موقفا حازما تجاه انتهاكات حقوق الانسان الصارخة في ايران وسعي النظام من أجل الحصول على القنبلة النووية والتطاولات على دول المنطقة. وطلبت السيدة رجوي من الاتحاد الاوروبي والدول الأعضاء فيه:
أولا- إحالة ملف النظام الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي لارتكابه جريمة ضد الإنسانية على مدى 37 عاما وفي الخطوة الأولى أن يشترطوا استمرار وتوسيع علاقاتهم الاقتصادية مع النظام الإيراني بوقف الإعدامات.
ثانيا – عدم التعامل مع الشركات المملوكة لقوات الحرس. فهذه الصفقات هي بمثابة إيصال الوقود إلى ماكنة قمع الشعب الإيراني وماكنة الحرب في سوريا.
ثالثا- الاعتراف بإرادة الشعب الإيراني للحصول على الحرية والديمقراطية.
أجدد التقدير لكم أنتم أعضاء البرلمان الأوروبي الذين لعبتم لحد الآن دورا مثيرا للإعجاب في الدفاع عن الطموحات الديمقراطية لشعوب الدول المختلفة، فنتوقع منكم أن تقفوا أكثر من أي وقت آخر بوجه سياسة استرضاء الإستبداد الديني دفاعا عن الحرية المرجوة وحقوق الإنسان المنشودة. إنكم تقفون في الطرف الصحيح من التاريخ ولا يطول كثيرا حتى يقدم الشعب الإيراني والشعوب الأوروبية تقديرهم لكم على هذه السياسة المبدئية.
رابعا- ان النظام الإيراني يتحمل كامل المسؤولية حيال الجريمة ضد الإنسانية في سوريا. ويجب ان لا يلتزم العالم الصمت حيال تدخلات النظام في سوريا على وجه التحديد ويجب بمطالبته للإنسحاب فورا من سوريا.»
وفي ما يلي مقتطفات من أحاديث نواب البرلمان الاوربي في الندوة
السيد جوزه بوه نائب البرلمان الأوربي من فرنسا
النظام الإيراني يدعم النظام السوري ويجب أن يقال إن نظام الملالي هو العام لزعزعة المنطقة . لكن اليوم أوربا تفضّل التستر على انتهاكام حقوق الإنسان وعلى الأعدامات لأنها تريد أن تبقى التجارة أقوى من أي شيئ آخر. يجب اليوم ملاحقة المسؤولين عن الجرائم في إيران وفرض العقوبات عليهم. ونحن سنواصل نضالنا بجانب السيدة رجوي حتى يحصل الشعب الإيراني على سيادته وحريته.
السيد تونه كلام نائب البرلمان الاوروبي عن استونيا
نحن في البرلمان الأوروبي نشرنا عدة بيانات لشرح مواقفنا المبدئي تجاه النظام الإيراني. أي نوع من العلاقة السياسية والاقتصادية مع النظام الايراني يجب أن تشترط بتحسين حقوق الانسان في ايران. وهذا لم يتحقق بعد ونحن نأسف أن حكوماتنا تجاهلت هذه الحقيقة. بينما نحن أدرجنا هذا في آخر قرار صادر عن البرلمان الأوربي حول ايران. انهم جعلوا حقوق الانسان ضحية التجارة والسياسة وهذا ليس هدفنا.
هاينس بكر نائبة البرلمان الأوروبي ورئيسة وزراء سابقة في بولندا:
حان الوقت لكي نلقي نظرة الى الوضع في ايران والاحصائيات في السنوات الأخيرة. قبل أربعة أعوام اثيرت بعض الآمال ينفخها النظام الايراني واللوبي التابع له في الغرب كأن الرئيس الحالي روحاني سيجري بعض الاصلاحات وانه رجل معتدل وقيل لنا في الغرب أن روحاني وظريف اللذين كانا يجريان المفاوضات النووية هما يتابعان تحسين وضع حقوق الانسان ولكن ايران تحت رئاسة روحاني بقيت رقم واحد في الاعدام في العالم وفي أعدام الناشئين أكثر من سائر الدول…لم يعد خافيا الآن الوجه الحقيقي لروحاني للايرانيين والآن بعد مضي 4 أعوام بدا واضحا للجميع أنه ديكتاتور وظالم بعينه. انه ليس رجلا معتدلا للمنطقة. خاصة مع الدعم الواسع الذي يقدمه للنظام الديكتاتوري لبشار الأسد في سوريا حيث تتورط قوات النظام بشكل سافر في ارتكاب المجازر بحق الشعب السوري. المسؤولون الإيرانيون يجب محاسبتهم بتهمة جرائم حرب.
الخو ويدال كوادراس نائب رئيس البرلمان السابق ورئيس لجنة البحث عن العدالة
أريد أن أتناول نقطتين بايجاز:
أول نقطة بشأن سياسة الاتحاد الاوروبي تجاه النظام الايراني. منذ أن تولت الممثلة العليا الحالية للاتحاد الاوروبي فدريكا موغريني قبل عامين هذه المهمة فان الموقف الخارجي للاتحاد الاوروبي فيمايتعلق بالطغاة الذين ينتهكون بشكل خطير حقوق الانسان أصبح ضعيفا. انها قامت بعدة زيارات لطهران والتقت بالمسؤولين للنظام الايراني وعمليا كان موضوع حقوق الانسان غائبا في المناقشات. اني آسف أن أقول انها التقت بالوجه المرن لهؤلاء المسؤولين الذين شاركوا في آلاف الاعدامات والتعذيبات الممهنجة وهذا الموقف يمثل ضياع الاخلاق عندها وطبعا للاتحاد الاوروبي أيضا. بينما كان عليها أن تدافع عن قيم المجتمع الحر في العالم. جواد لاريجاني كتب مؤخرا رسالة الى موغريني طلب منها منع نشاطات حركة المعارضة الايرانية أي مجاهدي خلق في اوروبا وأن تجمد حقوقهم الديمقراطية. انه طلب من موغريني أن تعلن حظر نشاطاتهم. واعتقد ان جواد لاريجاني لا يعرف آلية العمل في البرلمان الاوروبي حيث طلب من السيدة موغريني ان تمنع عقد جلسة كهذه.
النائب من بريطانيا ريتشارد آش ورث
السيدة رجوي تريد ان تطرح محاسبة المتورطين في مجزرة عام 1988 ومن واجباتنا نحن نواب الشعوب ان نطالب بتحقيق العدالة واعتقد ان الدفاع عن هذه القيم هي مهمة السيدة موغريني ايضا اسمحو لنا ان لا نخون في مبادئنا. نحن نطالب الأمم المتحدة ان تشكل لجنة خاصة للتحقيق عن مجزرة السجناء في 1988 وايضا المتورطين فيها
النائبة من ايطاليا دانيلا آيوتّا
نحن نعرف ان الدول الاوروبية و المجتمع الدولي سارعت في التعامل مع إيران لكن يجب علينا قبل كل شي ان نعمل من اجل إدانة الجرائم الكبرى التي ارتكبت في إيران. كيف يمكن لنا ان نشاهد اعدام النساء ولا نعمل شيئآ؟ كيف نعرف عن مجزرة ثلاثين ألفا من السجناء السياسيين ولا نعمل شيئا. اريد ان اشكركم السيدة رجوي لجهودكم لتحقيق حقوق الشعب الإيراني وحقوق النساء وحقوق الإنسان في إيران
النائبة من جمهورية التشيك جرمير استتينا
العام الماضي تم الإتفاق النووي مع إيران ممكن هل تغيير شي من ممارسات و تصرفات إيران؟
النائب من كرواسيا جوزه وادوس وزير الدفاع السابق:
لو وضعوا قضية حقوق الإنسان شرطا لجميع التعاملات الاقتصادية مع إيران لكان ايجابيا ومؤثرا و صحيحا
واللورد تميوثي كرك هوب عضو مجلس اللوردات في:
نحن جميعا الدول التي نحظي بالديمقراطية يجب ان يكون ان يكون التعامل الإقتصادي لنا مع الدول الأخرى مشترطا بان تراعي هذه الدول في المستوى من المبادى الديمقراطية التي نحن نمارسها.
السيدة شبنم مدد زاده من نشطاء الوسط الطلابي والسجينة السياسية التي خرجت مؤخرا من إيران أدلت بشهادتها في الندوة حول القمع الشامل في أرجاء ايران لاسيما بشأن السجناء السياسيين وممارسة الضغط على النساء السجينات. انها اعتقلت في عام 2009 وبينما كان عمرها 21 عاما وطالبة في طهران بسبب مشاركتها النشطة في الحركة الطلابية وقضت 5 أعوام في سجني ايفين (بطهران) و جوهردشت في (كرج) وخلال هذه السنين احيلت مرات عدة الى زنزانات انفرادية. وتسببت مقاومتها في تصعيد الضغوط عليها وعلى عائلتها. شقيقتها وشقيقها استشهدا في 8 أبريل 2011 في هجوم شنته قوات الحكومة العراقية بطلب من النظام الايراني على مخيم أشرف.
وتكلمت شبنم مدد زاده في كلمتها عن الطلاب المناضلين وعن معاناة الشعب الايراني لاسيما النساء والفتيات وطموحات المقموعين وعن آمال الشعب الايراني للخروج من هذه الحقبة المظلمة وبزوغ فجر الحرية في ايران.
نص كلمة السيدة مريم رجوي في البرلمان الأوروبي:
إيران: موجة الإعدامات والسياسة الأوروبية
كلمة مريم رجوي في البرلمان الأوروبي لمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان
7 ديسمبر 2016
السيده مك اينتاير، السيد آلخو فيدال كوادراس
أيها النواب المحترمون في البرلمان الأوروبي
أيها الأصدقاء الأعزاء،
أشكر المجموعة البرلمانية لإيران الحرة على إقامة هذا المؤتمر،
بعد ثلاثة أيام نصادف الذكرى السنوية لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وهذا اليوم يذكر بالنسبة إلى بلدي إيران بجرح عميق تعاني منه روح شعب وجسده بإعدام 120 ألف معارض مع مئات الآلاف من السجناء السياسيين الذين تعرضوا للتعذيب خلال كل السنوات الماضية و5 آلاف سجين على أقل تقدير يقفون في طوابير الموت وناشطين في حقوق الإنسان وأتباع الديانات المختلفة القابعين في السجون والمعتقلات.
لا مكانة لحقوق الإنسان في حكم الملالي. ومع الأسف وبما يتعلق الأمر بالمجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي فان حقوق الإنسان في إيران أصبحت ضحية دبلوماسية التجارة. وفي حكم الملالي طمست جميع بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، بدءا من حق الحياة وحق الحرية والأمن وإلى حق عدم تعرض الإنسان للتعذيب والاعتقال التعسفي وإلى حرية الرأي والدين.
ولكن الصفحة الأكثر ترويعا في ملف جرائم هذا النظام هي مجزرة 30 ألف سجين سياسي خلال عدة أشهر عام 1988. ونفذّت هذه الجريمة الكبرى على أساس أمر صدر بخط يد خميني فيما أهم منفذيها مازالوا يشغلون مناصب عالية في هذا النظام وهم من كبار رموزه.
منذ أشهر بدأت في إيران حمله متنامية تنادي بمحاسبة وتقديم مسؤولي هذه المجزرة إلى طاولة العدالة.
وكشفت المقاومة الإيرانية الشهر الماضي عن أسماء 110 من متخذي القرارات للإعدامات في طهران والمحافظات المختلفة وقدمت معلومات عن 213 من المسؤولين المعنيين بالمجزرة في 35 مدينة وعناوين لعدد من المقابر الجماعية السرية في 12 محافظة.
أيها الأصدقاء الكرام،
بدأ الاتحاد الأوروبي الآن بتوسيع علاقاته الدبلوماسية والتجارية مع النظام الإيراني ولكن من الأحرى أن يعرفوا بداية ماذا أعطت السياسة الراهنة من نتائج.
اسمحوا لي أن نلقي نظرة من هذا المنظار إلى نتائج هذه السياسة الأوروبية خلال السنوات الأخيرة:
بداية لعب الاتحاد الاوربي منذ بدء ولاية حسن روحاني دور المتفرج على أجواء الكبت السائدة في إيران بذريعة تقوية المعتدلين. فهل تسبب هذا الصمت في تقوية المعتدلين؟ لا! بل بالعكس كانت نتيجتها زيادة الإعدامات في ولاية روحاني.
ثانيا ثبت أن سياسة التغاضي عن الدور الهدام الذي يلعبه النظام الإيراني في سوريا قد فشلت ناهيك عن التعاون معه في محاربة داعش.
ثالثا: الملالي تراجعوا خطوة في المفاوضات النووية بفعل الضغوط الناجمة عن النقمات الاجتماعية والعقوبات الدولية وبسبب ضعفهم الشديد. وقدمت الدول 5+1 تنازلات غير مبررة للملالي وسمحوا لهم بأن يحتفظوا بهيكلية صنع القنبلة النووية.
إضافة إلى ذلك، وافقت الحكومات الغربية في الاتفاق النووي وعمليا على توافقات غير مكتوبة مع الملالي مثل:
– فتح الطريق أمامهم لإرسال قوات الحرس إلى سوريا
– تجاهل الاختبارات الصاروخية البالستية للنظام رغم قرار مجلس الأمن رقم 2231
– ترك الباب مفتوحا على مصراعيه أمام قوة القدس لتلعب دورها الهدام في العراق
– والصمت عن انتهاكات حقوق الإنسان في إيران
والآن يعلن كبار المسؤولين في هذا النظام في التفاوض مع الاتحاد الأوروبي أن القصاص وعقوبة الإعدام هما «الخط الأحمر» لنظام الحكم في طهران و«لن يتخلوا عنهما اطلاقا». أليس الصمت عن هكذا سلوك هجومي من قبل نظام اجرامي أمرا مخجلا؟
أيها الأصدقاء الأعزاء،
ان ذريعة الحكومات للصمت، هي تجنب التدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية. واذا كنتم معارضين للتدخل في إيران، فكفوا عن التدخل في العمل لصالح النظام الإيراني أيضا.
دعوني أن أضيف أن هذا النوع من العلاقات مع النظام يأتي ضد السلام والأمن العالميين وحتى يناقض مصالح الغرب طويلة الأجل. فهذا النظام يعيش مأزقا من النقمات الاجتماعية التي تكاد تنفجر. النظام مفلس ومشلول الحركة. مع نظام مصرفي منهار واقتصاد غارق في الفساد وغسل الأموال وليس قادرا على الخروج من الركود طويل الأمد. كما أنه متورط في حرب مكلفة للغاية في المنطقة بخسائر فادحة.
إن هؤلاء الذين يدافعون عن هذه السياسة لا ينتبهون حقيقة أن النظام يعيش حالة هشة للغاية وهو بحاجة ماسة للصفقة مع الغرب. الصفقة والتجارة ليستا عامل الضغط وأداة للابتزاز لدى النظام بل هما نقطة ضعف له. لذلك مهما تزداد محاسبة الملالي ومؤاخذتهم لانتهاكهم حقوق الإنسان فهم لا يستطيعون التخلي عن حاجاتهم الاقتصادية الماسة عن أوروبا.
أيها الأصدقاء الكرام،
ان حكم الملالي حظي أيضا منذ سنوات بالتنازلات الضخمة التي منحتها الحكومة الأمريكية.
السياسة الأمريكية تجاه إيران والمنطقة في هذه المرحلة، كانت قائمة على محور التقارب مع الملالي وأن الكوارث الناجمة عن هذه السياسة لا تعد ولاتحصى. من عراق مدمر وكوارث إنسانية تعيشها سوريا وإلى غلق طريق التغيير في إيران.
ليس من الصدفة أن الملالي الحاكمين اعتراهم خوف شديد من نهاية هذه المرحلة التي يصفونها بالعهد الذهبي.
قلنا منذ سنوات ونكرر مرة أخرى أن أهم خطأ ارتكبتها أمريكا في المنطقة هو سياسة استرضاء الملالي الحاكمين في إيران. والآن الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية وشعوب المنطقة ودولها يتوقعون أن يتم مراجعة هذه السياسة.
وأن تتخذ أمريكا موقفا حازما تجاه انتهاكات حقوق الانسان الصارخة في ايران وسعي النظام من أجل الحصول على القنبلة النووية والنيل من سيادة دول المنطقة.
كلما ابتعد الاتحاد الأوروبي وأمريكا عن هذه السياسة كلما تتجه المنطقة نحو السلام والهدوء.
وتحديدا نحن نطلب من الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء:
أولا- إحالة ملف النظام الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي لارتكابه جريمة ضد الإنسانية على مدى 37 عاما وفي الخطوة الأولى أن يشترطوا استمرار وتوسيع علاقاتهم الاقتصادية مع النظام الإيراني بوقف الإعدامات.
ثانيا – عدم التعامل مع الشركات المملوكة لقوات الحرس. فهذه الصفقات هي بمثابة إيصال الوقود إلى ماكنة قمع الشعب الإيراني وماكنة الحرب في سوريا.
ثالثا- الاعتراف بإرادة الشعب الإيراني للحصول على الحرية والديمقراطية.
رابعا- ان النظام الإيراني يتحمل كامل المسؤولية حيال الجريمة ضد الإنسانية في سوريا. ويجب ان لا يلتزم العالم الصمت حيال تدخلات النظام في سوريا على وجه التحديد ويجب بمطالبته للإنسحاب فورا من سوريا.
أجدد التقدير لكم أنتم أعضاء البرلمان الأوروبي الذين لعبتم لحد الآن دورا مثيرا للإعجاب في الدفاع عن الطموحات الديمقراطية لشعوب الدول المختلفة، فنتوقع منكم أن تقفوا أكثر من أي وقت آخر بوجه سياسة استرضاء الإستبداد الديني دفاعا عن الحرية المرجوة وحقوق الإنسان المنشودة. إنكم تقفون في الطرف الصحيح من التاريخ ولا يطول كثيرا حتى يقدم الشعب الإيراني والشعوب الأوروبية تقديرهم لكم على هذه السياسة المبدئية.