سيطر بكاء البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على أجواء كنيسة السيدة العذراء والقديس أثناسيوس بمدينة نصر، أثناء صلاة الجنازة على ضحايا انفجار مبنى الكنيسة البطرسية أمس، والذي نتج عنه سقوط عشرات الضحايا والمصابين.
وتقدم البابا تواضروس صلاة الجنازة، إذ أدى بعض المراسم الخاصة، ليقف قليلاً باكياً، حزناً على الضحايا، وينكس رأسه مستنداً إلى عصا الرعاية الخاصة به.
ووضعت الكشافة الكنسية جثامين الضحايا في هيكل الكنيسة، داخل الصناديق الخشبية، وسط حضور مكثف من أهالي الشهداء وأساقفة الكنيسة، بينهم الأنبا أرميا، رئيس المركز الثقافى القبطي والأنبا بولا أسقف طنطا، والأنبا يؤانس أسقف أسيوط والأنبا موسى أسقف الشباب، وعدد كبير من الآباء الأساقفة أعضاء المجمع المقدس.
وتقدم البابا تواضروس خلال كلمته، أثناء الصلاة على الجثامين بالشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي، والمسؤولين في الدولة والقيادات الكنسية في مختلف أنحاء العالم، لتقديمهم العزاء للكنيسة بعد سقوط الضحايا.
وقال البابا إن الإرهاب لن ينال من عزيمة مصر، وإن الحادث الإرهابي استهدف الوطن بأكمله، وليس المسيحيين فقط، مطالباً أهالي الضحايا بالصبر قائلاً”: “أطالبكم بتحويل دموعكم وآلامكم إلى صلاة ترفع إلى الله، ولنستعد جميعاً للأبدية”، في الوقت الذي وجه فيه الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي وقيادات الدولة والقيادات الكنسية بمختلف أنحاء العالم، على مشاركتهم للكنيسة في مصابها الأليم.
واستكمل البابا: “من قام بالعمل الإرهابي ليسوا مصريين، حتى وإن كانوا يعيشون على أرضها، ولا ينتمون إلى تاريخها على الإطلاق، وندعو الله أن يحفظ مصر، ووحدتها الوطنية ووحدة شعبها على أرضها الطيبة”، وقال البابا إن الشعب المصري يعيش بعيدًا عن كل عنف ولا يعرف العنف ولا الإرهاب.
وأضاف أن “التاريخ المصري تاريخ نقي، لكن شهداء الوطن في كل موقع، هؤلاء الذين يدافعون عن الوطن”، مضيفًا، أن “سفك الدم عقابه شديد عند الله، ومن يقتل الإنسان الله يعطيه الهلاك الأبدي”.
وأشار إلى أن “الإرهاب الأسود يستهدف الوطن بأكمله، مؤكدًا أن “قوى الإرهاب لن تحقق أهدافها الخبيثة”.
وعقب انتهاء الصلاة، تم نقل الجثامين من الكنيسة، إلى مقر الجنازة الرسمية والتي يتقدمها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقيادات الدولة ومختلف الشخصيات العامة، من أمام النصب التذكاري للجندى المجهول، بمدينة نصر.