بعد أوقيانا وآسيا وأوروبا، واصلت القارة الأميركية مبادرة “ساعة الأرض”، مساء السبت، في هذه السنة المحورية في مكافحة التغير المناخي. ففي نيويورك خفتت الإنارة في مبنى “إمباير ستايت بلدينغ” الشهير، وكذلك الأمر بالنسبة للوحات الإعلانية في مسارح برودواي.
وانطلق هذا التحرك العالمي في سيدني عند الساعة 09.30 بتوقيت غرينتش في جسر ميناء سيدني.
وقبل ساعات قليلة كانت الأنوار انقطعت كلياً في أهم نصب باريس. فعند الساعة الساعة 19.30 بتوقيت غرينتش حجبت الأنوار كلياً عن برج إيفل لمدة خمس دقائق. وقد تقرر الإطفاء لهذه المدة القصيرة فقط لأسباب أمنية.
وإلى جانب برج إيفل، غرق حوالي 300 معلم باريسي في الظلمة في إطار عملية Earth Hour (ساعة الأرض) التي تنظم للمرة التاسعة هذه السنة بمبادرة من الصندوق العالمي للطبيعة. ويؤكد الصندوق أن الفكرة لا تقوم على الاقتصاد في استخدام التيار الكهربائي لمدة ساعة، بل التذكير بالكلفة التي تتكبدها الأرض جراء الطاقة المستهلكة، والمطالبة أيضاً بالتزامات دولية قوية للجم الاحتراز المناخي.
من جهتهم، كتب ناشطون في برلين شعار “أنقذوا مناخنا الآن” بواسطة شموع وضعت في أكياس ورقية، وصفت على الأرض قرب بوابة براندنبورغ. وفي موسكو أطفأ قصر الكرملين أنواره لمدة ساعة.
ومن بين المعالم الأوروبية الشهيرة التي شاركت في المبادرة أيضاً، متحف ارميتاج في سان بطرسبرغ وبيع بن والبرلمان البريطاني في لندن والكولوسيوم في روما، وناطحات السحاب في فرانكفورت مروراً بساحة الأبطال في بودابست وأكروبوليس في إثينا.
بدورهم قام دراجون، في مدريد وفي الحدائق المقابلة للقصر الملكي، ما إن أطفئت الأنوار بالتدويس على مسرح، لإنارة مجسم ضخم لكوكب الأرض وسط تصفيق عشرات الأشخاص الذين لوحوا بكرات أرضية صغيرة وهم يرقصون ويغنون.
وقد انضم الأمير تشارلز إلى المبادرة عبر شريط فيديو قال فيه إن هذا التحرك “تذكير رمزي وقوي بأنه لو اتحدنا يمكننا أن نغير مجرى الأمور. ويجب أن يذكرنا ذلك أن الوقت يداهمنا لنقوم بهذه التغييرات”.
وتابع محذراً “لو كان كل فرد على الأرض يستهلك الموارد الطبيعية بالوتيرة الحاصلة في بريطانيا فسنحتاج عندها إلى ثلاثة كواكب لتوفير كل هذه الموارد”.
وفي أستراليا، وهي من أهم الدول على صعيد الإنتاج الزراعي، تهدف مبادرة “ساعة الأرض” خصوصاً إلى تسليط الضوء على المخاطر التي يحملها الاحتراز المناخي على المحاصيل الزراعية.
كذلك غرقت ناطحات السحاب الشهيرة في هونغ كونغ، وأبرزها برج International Commerce Centre (مركز التجارة العالمية) المؤلف من 118 طابقاً وهو أعلى مبنى في المدينة، في الظلام بعد إطفاء الأنوار عنها.
وفي تايوان، تم إطفاء الأنوار عن برج تايبه 101، كذلك الأمر بالنسبة للبرجين التوأمين في العاصمة الماليزية كوالالمبور اللذين غرقا في الظلام لمناسبة “ساعة الأرض”.
أما سنغافورة فقد ألغت مشاركتها في العملية بسبب الحداد الرسمي على وفاة مؤسسها لي كوان يو.
وقال المسؤول عن “ساعة الأرض”، سودانسو ساروناولا، إن “أكثر من 170 بلداً ومنطقة أكدت مشاركتها” في المبادرة، موضحاً أنها ستشمل 1200 نصب ومعلم.
وتستضيف باريس نهاية عام 2015، من 30 نوفمبر إلى 11 ديسمبر، المؤتمر العالمي المعني بتغير المناخ.
وكانت المبادرة قد انطلقت في سيدني سنة 2007 قبل أن تتطور لتصبح حدثاً عالمياً ضخماً.