وعد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أثناء حملته الانتخابية، بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من “تل أبيب” إلى القدس، فهل سيفي ترامب بوعده؟ وماذا يعني نقل السفارة، وما هي التطورات السياسية التي ستحدث جراء نقلها إلى القدس؟
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن المحامي الإسرائيلي داني زايدمان قوله: “تختلف المدينة المقدسة عن لاس فيغاس، فما يحدث في القدس لا يبقى فيها، فلا شك أن أي شيء يحدث في المدينة القديمة لا ينحصر فقط داخل جدرانها، بل ينتبه إليه العالم أجمع، وهنا تكمن المشكلة”.
ورأى زايدمان أنه “بمجرد الحديث عن نقل السفارة الأمريكية قبل حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فإن ذلك يعني تهديد عملية السلام بشكل مباشر”.
وذكر الباحث في السياسة الإسرائيلية أنه “في القدس يعد الدين هو السياسة الواقعية، وقد يتمكن المفاوضون من حل 90% من مشاكلها، لكنهم لن يستطيعوا تحقيق السلام الدائم دون دعم المجتمعات الدينية محليًا ودوليًا”.
تناقض وانتهاك
وأشار زايدمان إلى أنه “قد يأتي اليوم الذي تكون فيه السفارة الأمريكية في القدس، بجانب عشرات السفارات الأخرى، لكن إذا حدثت هذه الخطوة السابقة لأوانها الآن، فلن تكون إلا مجرد تناقض للسياسة التي انتهجتها الولايات المتحدة على مدى عقود، بالإضافة إلى أن ذلك يعد انتهاكًا للقانون الدولي”.
وحذر زايدمان من أنه “قد تكون هذه الخطوة أيضًا بمثابة الشرارة التي تشعل اضطرابات جديدة في المنطقة، بالإضافة إلى رد الفعل العنيف الذي ستواجهه الولايات المتحدة؛ ما يؤثر سلبًا على مصالحها، وستكون بمثابة إشارة بتخلي الولايات المتحدة عن نفوذها الإقليمي المتبقي مقابل عائد صغير”.
ومضى المحامي الإسرائيلي قائلاً: “بدلاً من ذلك، يجب أن يحول القادة انتباههم إلى الواقع الخطير في القدس، يجب أن يعملوا بأقصى سرعة لحماية المستضعفين هناك خاصة الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة، الذين يمثلون 37% من سكانها”.
وطبقا للصحيفة الأمريكية، شدد زايدمان على أنه “يجب المساعدة في تجنب انهيار الاقتصاد الفلسطيني الذي يعتمد بشكل كبير على المعونات، وذلك عن طريق إتاحة الفرصة للفلسطينيين لتسويق بضائعهم في السوق العالمية”.
وختم الباحث في السياسة الإسرائيلية حديثه لصحيفة “نيويورك تايمز” بقوله: “ينبغي إشراك قادة المجتمع المحلي والدولي خاصة رجال الدين الذين كثيرًا ما يتم تجاهلهم، في إعادة إيقاظ القدس وتنوعها الفريد مرة ثانية، فالقدس الآن عبارة عن مشكلة من الصعب حلّها، لكن من الممكن أن تصبح مرة ثانية منارة للتعايش بين الديانات المختلفة”.
وكان ممثلون عن ترامب أعلنوا أنه من المبكر جدًّا أن يعلن ترامب متى سيفي بوعده المثير للجدل الذي قطعه أثناء حملته الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية من “تل أبيب” إلى القدس.
وقال جيسون ميلر مستشار ترامب، في مؤتمر صحفي إنه “مازال ملتزمًا بشدة بهذه الخطوة” مضيفا أن الحديث عن المزيد من التفاصيل “سيكون سابقا لأوانه.. ليس لدينا ذلك بعد”.