تصاعدت حدة أزمة انقطاع التيار الكهربائي في أغلب أنحاء ليبيا، ما تسبب في اندلاع احتجاجات شرق ووسط العاصمة طرابلس.
ودفعت الاحتجاجات التي اندلعت مساء السبت، المجلس الرئاسي، إلى عقد اجتماع، يوم الأحد، لمناقشة الأزمة والبحث عن حلول.
وأعلنت “الشركة العامة للكهرباء” في طرابلس، عن انهيار الشبكة في الغرب والجنوب الليبي، ومناطق الواحات والكفرة في أقصى الجنوب الشرقي؛ بسبب عدم الالتزام بالأحمال المتاحة، واقتحام المحطات بالقوة من قبل كتائب مسلحة.
وأكدت الشركة العامة للكهرباء في مدينة بنغازي، في بيان نشرته على صفحتها بموقع “فيسبوك”، انخفاض تردد شبكة المنطقة الغربية نتيجة ضغط الأحمال.
وقالت الشركة إن “هذا الانخفاض أدى إلى خروج جميع وحدات التوليد بالمنطقة الغربية، إضافة لوحدات توليد الزويتينة والسرير،عن الخدمة؛ وهو ما تسبب في انقطاع التيار من مدن أجدابيا، وقمينس، والأبيار إلى بلدة الكفرة جنوبا، ومعبر رأس جدير غربا”.
وسجلت طرابلس، منذ أمس وحتى ظهر اليوم، معدلًا غير مسبوق في عدد من مناطقها لانقطاع التيار الكهربائي، حيث عانت بعض المناطق من انقطاع تجاوز الـ24 ساعة.
وكانت شبكة الكهرباء خرجت، مساء أمس، في كامل المنطقة الغربية عن الخدمة.
كما شهدت مناطق الجبل الغربي، والساحل الغربي انقطاعًا تامًا للكهرباء، مرورًا بمدن في المنطقة الغربية، مثل “القره بوللي، الخُمس، زليتن، ومصراتة”، إضافة لمدينة سرت، التي تعاني بالأساس من أضرار في شبكة التيار الكهربائي بسبب الحرب ضد تنظيم داعش.
وأوقفت مجموعات مسلحة في مدينة الزاوية (غرب طرابلس)، التي تقع فيها محطة توليد الكهرباء الرئيسية في المنطقة الغربية، صمام الغاز المغذي للمحطة، بدعوى عدم استجابة المجلس الرئاسي لمطالبها، من دون تحديد تلك المطالب.
وتأتي تلك التطورات عقب أيام من إصدار محكمة شمال طرابلس لقرار بوقف تنفيذ قرارات المجلس الرئاسي رقم 70 و71 بشأن إقالة مجلس إدارة شركة الكهرباء وتكليف مجلس تسييري لإدارة الشركة.
وعقد رئيس المجلس الرئاسي المكلف أحمد معيتيق، اجتماعًا، اليوم، مع المدير التنفيذي للشركة العامة للكهرباء، علي ساسي، لمناقشة أسباب الانقطاع التام للتيار الكهربائي عن عدة مناطق في ليبيا، والبحث عن آلية لحل نهائي.
وأوضح ساسي أن الأسباب التي أدت إلى انقطاع الكهرباء من منطقة رأس جدير الحدودية مع تونس لغاية قمينس شرقا (ضواحي بنغازي) بالإضافة إلى المنطقة الجنوبية، سببها الارتفاع الكبير في الأحمال على الشبكة العامة والطلب المتزايد على الطاقة.
وأضاف ساسي، وفقاً لما نقلته إدارة التواصل والإعلام التابعة للمجلس الرئاسي، أن “المهندسين والفنيين بالشركة العامة للكهرباء العاملين بمحطات التوليد متواجدون بالمواقع ويقومون بإعادة التيار الكهربائي وإصلاح الأعطال بالوحدات”.
وأوضح معيتيق، في لقاء بثته قناة ليبيا (الرسمية) أمس، أن إنتاج الكهرباء في ليبيا يبلغ 4500 ميغاوات، ويغطي 70 إلى 75 % من الاستهلاك المطلوب.
وأضاف، أن هذا العجز يصل لحوالي 1500 ميغاوات، متوقعًا انخفاضه في مارس/آذار المقبل إلى 500 ميغاوات، من دون توضيح أسباب تلك التوقعات.
ولفت معيتيق، إلى أن “العجز موجود في المنطقة الغربية، التي تستهلك 70 %، فيما لا تعاني المنطقة الشرقية أي عجز في إنتاج الكهرباء”، بحسب “الأناضول”.
يذكر أن الإنتاج الليبي من الكهرباء بلغ في 2012، قرابة 6 آلاف ميغاوات.