تشهد مدينة دير الزور تصاعدا كبيرا في حدة المواجهات النارية لليوم الثالث على التوالي بين الجيش السوري وتنظيم “داعش” الذي يحاول كسر تحصينات القوات السورية والدخول إلى المطار العسكري.
جدير بالذكر أن تلك المنطقة هي الطريق الوحيد للإمداد اللوجستي الخاص بالمدينة.
وأفاد مصدر عسكري، الاثنين 16 يناير/كانون الثاني، بأن تنظيم “داعش” نفذ خلال اليومين الماضيين سلسلة من الهجمات تهدف إلى خرق الخطوط الأمامية للقوات السورية والتقدم إلى مناطق سكنية وعسكرية مستخدما الانتحاريين والمفخخات المليئة بالمواد المتفجرة.
وأكد المصدر أن تنظيم “داعش” حشد قواته لمهاجمة دير الزور بهدف تحقيق خرق ميداني فيها وفصل المدينة عن المطار العسكري.
كما بين المتحدث أن الهجوم الذي تعرضت له المدينة هو الأشرس منذ أكثر من عام، مشيرا إلى أن الاشتباكات تجري عبر ثلاثة محاور؛ الأول، في الجنوب قرب منطقتي البانوراما والمهندسين؛ والثاني، في حيي البغيلية والرشيدية؛ أما الثالث، فقرب المطار.
يذكر أن تنظيم “داعش” استقدم مئات المسلحين من الموصل العراقية لدعم وجوده في مدينة دير الزور.
ورافقت الاشتباكات تنفيذ الطائرات الحربية عشرات الضربات التي استهدفت محاور الاشتباك ومناطق سيطرة التنظيم في المدينة ومحيطها، بينما استهدف تنظيم “داعش” بعشرات القذائف مناطق في الأحياء الخاضعة لسيطرة الدولة السورية بالمدينة.
من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية، إن وحدات من الجيش في مدينة دير الزور اشتبكت مع “داعش” عند المدخل الجنوبي للمدينة وعلى جانبي الطريق المؤدي إلى المطار العسكري.
وذكرت أن وحدات الجيش السوري خاضت اشتباكات عنيفة مع أعداد كبيرة من مسلحي التنظيم وألحقت بهم خسائر بشرية كبيرة.
وأضافت الوكالة الرسمية أن الجيش السوري نفذ عملية نوعية على أحد مقرات التنظيم خلف معمل الكونسروة في مدينة الميادين جنوب شرق مدينة دير الزور، مما أسفر عن تدمير المقر ومقتل عشرات من الـ”دواعش”.
كما نفذت القوات السورية عمليات عسكرية في محيطي مطار دير الزور وجبل الثردة، ما أسفر عن تدمير 3 نقاط تابعة للتنظيم، بالإضافة إلى مقتل وإصابة العشرات من المسلحين وتدمير رتل من الآليات المزودة برشاشات ثقيلة.
إلى ذلك، قال نشطاء سوريون إن تنظيم “داعش” حقق تقدما على الأطراف الجنوبية لمدينة دير الزور، مشيرين إلى أن التنظيم سيطر على عدد من التلال المشرفة على المطار العسكري الذي يحاول السيطرة عليه منذ أشهر طويلة.
كما أفاد النشطاء بأن مسلحي تنظيم “داعش” تمكنوا من التقدم رغم شن القوات السورية أكثر من 120 ضربة جوية على مواقعهم ومناطق الاشتباك منذ صباح السبت.
ويهدف تنظيم “داعش” إلى إحداث خرق في جبهات المدينة بغية قطع الطريق بين المطار والمدينة وتضييق الخناق على الجيش السوري وشق مناطق سيطرته إلى قسمين في محاولة للسيطرة على المدينة بالكامل.
ويسيطر تنظيم “داعش” منذ العام 2014 على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور النفطية الحدودية مع العراق.