قال مدير مشروع أمريكي مصري مشترك لتوثيق وحفظ التراث إن مصر سترمّم مئات التوابيت الفرعونية التي يبلغ عمرها آلاف الأعوام في إطار هذا المشروع.
ويعمل المشروع الذي تموّله الولايات المتحدة، على ترميم أكثر من 600 تابوت خشبي من حقب مختلفة للحضارة المصرية القديمة والتي كانت مخزَّنة في المتحف المصري في القاهرة.
وقال مؤمن عثمان، مدير إدارة ترميم الآثار في المتحف المصري، إنه لا يوجد أي مشروع تم من قبل على مستوى العالم بهذا الحجم لكمية التوابيت هذه سواء لعملية التوثيق أوعملية الترميم.
وفازت مصر بمنحة صندوق دعم سفراء الولايات المتحدة، للحفاظ على التراث الثقافي البالغة قيمتها 130 ألف دولار في ديسمبر/ كانون الأول 2015.
ويعتبر المشروع جزءًا من اتفاقية أشمل أبرمتها الولايات المتحدة ومصر العام الماضي لمنع تهريب التراث الثقافي المصري الثري.
وانتشرت سرقة الآثار في مصر خلال سنوات الفوضى التي تلت الثورة المصرية الشعبية العام 2011. وقد سُرق قدر غير معلوم من الآثار من المتاحف والمساجد ومخازن الآثار عن طريق التنقيب غير القانوني.
ولا يزال شغف العالم بالعصر الفرعوني في مصر في قمته. وتصدَّرت الجهود الرامية إلى اكتشاف غرفة دفن الملكة نفرتيتي عناوين وسائل الإعلام الدولية العام 2015 على الرغم من أن الجهود لم تسفر عن شيء.
وكانت الآثار القديمة المذهَّبة والمقابر الفرعونية محورًا لقطاع سياحة مزدهر يمثل مصدرًا مهما للعملة الصعبة في مصر. لكن السياحة عانت من أزمات متتالية منذ الثورة التي أطاحت بنظام حسني مبارك العام 2011.
وصندوق دعم سفراء الولايات المتحدة للحفاظ على التراث الثقافي، هو برنامج أمريكي تأسس مطلع القرن الحالي، ومعني بحفظ وترميم المواقع القديمة والمتاحف والقطع الأثرية التي لا تعدّ ولا تحصى في جميع أنحاء العالم.
وساعد الصندوق مصر سابقًا على المحافظة على ضريح في القاهرة التاريخية وعلى متحف في صعيد مصر.
وقال مارتن بيرشلر، مدير صندوق دعم سفراء الولايات المتحدة للحفاظ على التراث الثقافي، إن أحد أهم الأهداف الرئيسة للمشروع، هو ضمان أن يكون لدى المتحف المصري حصر كامل بالأشياء، وإدراك ما يحتاجه للمحافظة عليه بحيث يمكن إتاحة التوابيت للبحث من قبل العلماء وللجمهور أيضًا.
وأضاف: “يعني ذلك أنه على المدى البعيد سيكون بمقدور المزيد من الناس هنا في مصر ومن جميع أنحاء العالم، اغتنام فرصة اكتشاف وتقدير المدى الكامل للتراث والتاريخ في هذه المجموعة الواحدة من التوابيت”.