أكد المرصد العراقي لحقوق الإنسان مقتل مئات المدنيين من سكان محافظة نينوى، بعد مرور 3 أشهر على انطلاق معركة تحرير الموصل في الـ 17 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
الخميس 19 يناير/كانون الثاني أن معظم حالات القتل في صفوف المدنيين العزل، كانت إما على يد تنظيم “داعش” ضمن حملات إعدام ميدانية، أو بسبب قصفه العشوائي على المدنيين الذين يحاولون الهرب من المناطق الخاضعة لسيطرته، وكذلك بسبب قصف طيران التحالف الدولي غير الدقيق على الأحياء السكنية.
وكان المرصد الحقوقي أصدر في الرابع والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول تقريره الأول عن معركة الموصل، والذي وثق فيه أعداد القتلى المسجلين بشكل رسمي وبلغ عددهم 762 مدنيا، بالإضافة إلى 1297 مصابا، منهم 60% تعرضوا لإعاقات وبتر في الأطراف.
وأضاف أن 426 شخصا هي حصيلة القتلى من المدنيين الذين بقوا داخل أحيائهم السكنية ولقوا حتفهم نتيجة السيارات المفخخة والهاونات، حيث جمعت الحصيلة عبر فريق تطوعي تابع للمرصد العراقي لحقوق الإنسان.
وخلال الفترة من 23 ديسمبر/ كانون الأول 2016 حتى 17 يناير/ كانون الثاني 2017، سجل المصدر التالي: في مساء 23 ديسمبر/ كانون الأول، سقطت سبعة صواريخ مجهولة المصدر على منازل مدنيين في حي المحاربين بمدينة الموصل، وبلغ عدد القتلى 19 مدنيا. وفي ذات اليوم وخلال قصف مكثف للجيش العراقي وجهاز مكافحة الارهاب على حي المثنى، قُتل عدد من المدنيين أغلبهم أطفال ونساء.
وفي الـ 28 من ذات الشهر، قُتل تسعة مدنيين وأصيب 65 آخرون، نتيجة لقذائف هاون أطلقت من مناطق سيطرة التنظيم على أحياء المصارف والبريد والزهور، أما في الثلاثين من الشهر نفسه فقتل تسعة أشخاص بقصف لقوات التحالف أثناء توجيهها ضربة جوية على جامع خالد بن الوليد في منطقة وادي حجر بالجانب الأيمن من مدينة الموصل.
وفي أول أيام العالم الحالي، قتلت عائلة مكونة من ثمانية أشخاص بقصف على منزلهم من طائرة يُعتقد انها تابعة للتحالف الدولي في منطقة القدس الأولى قرب محطة الكهرباء. كما قصفت طائرات التحالف أهدافا في حي 17 تموز وراح ضحيتها أستاذ تربوي وزوجته وابنه. وفي الثامن من يناير/ كانون الثاني، قتلت طائرات التحالف الدولي امرأة وثلاثة من بناتها بالإضافة إلى إصابة ابنها في الحي الزراعي بالجانب الأيسر من مدينة الموصل.
وقالت مصادر طبية محلية في مدينة الموصل، خلال مقابلة مع المرصد العراقي، إن “يوم الثاني عشر من الشهر الحالي سجلت مستشفى الحمدانية 65 حالة وفاة، بسبب السيارات المفخخة والقناص والهاونات التي تطلق من مناطق سيطرة تنظيم داعش”.
وأبدى المرصد العراقي قلقه الشديد على حياة مئات الآلاف من المدنيين الذين ما زالوا داخل أحياء الموصل في المناطق التي يسيطر عليها “داعش”، وعبر عن مخاوفه من احتمال تعرض المزيد منهم للقتل والتعذيب والإصابات نتيجة المعارك الدائرة هناك.
وطالب المرصد الحكومة العراقية وطيران التحالف الدولي وجميع القوات المشاركة بمعركة تحرير الموصل، بالحفاظ على سلامة المدنيين، كما أكد ضرورة أن تكون ضربات التحالف دقيقة وأن لا تتسبب بإصابات للمدنيين العزل من سكان الموصل، محذرا من استخدام التنظيم للمدنيين دروعا بشرية، كما دعا الحكومة العراقية وجميع من يساندها إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني.