عقب انتهاء اجتماعات دول الجوار الليبى فى القاهرة
نائب البرلمان الليبى والبرلمان العربى ابو صلاح شلبى فى حوار خاص لبوابة العرب اليوم
احتلال ميليشيات ليبية لمبانى فى طرابلس محاوله منها لفرض واقع جديد فى اى تسوية قادمه
روسيا لن تقدم على تدخل عسكرى مباشر فى ليبيا والدور المصرى متقدم عن دور باقى الاطراف الاخرى
اتوقع تفعيل دور البرلمان العربى فى المرحلة القادمه والتنسيق مع الجامعه العربيه والدول الفاعله فى الوطن العربى
شهدت الايام الماضيه اجتماعات مكثفة بين اللواء محمود حجازى وزير الدفاع المصرى وفاعليات سياسية ليبية تضم كافة الاطياف لايجاد حل سياسى للازمة الليبية فى الوقت الذى احتلت فيه ميليشيات ليبية مبانى حكومية فى طرابلس والذى راه البعض انعكاسا للخلافات داخل المجلس الرئاسى الليبى وفى ظل تلك التطورات ادلى ابو صلاح شلبى نائب رئيس البرلمان العربى وعضو البرلمان الليبى بحوار خاص لبوابة العرب اليوم تناول فيه وجهة نظره ازاء التطورات الراهنه
ما هى رؤيتك لقيام بعض الميليشيات الليبية باحتلال مبانى حكوميه فى طرابلس فى هذا التوقيت ؟ وما مدى تاثير ذلك على فرض المصالحه؟
لاشك ان الاوضاع الليبية فى ليبيا سيئة نتيجة الفشل فى الوصول الى مواسم مشتركه لايجاد حل سياسى وارى ان قيام ميليشيات تابعه لاطراف ليبية باحتلال مبانى حكومية فى طرابلس يتدرج فى اطار محاولة تلك الاطراف فرض اوضاع معينه على الارض تقوى مركزها فى اية عملية تفاوضيه قادمه ومحاولة خلط اوراق القضيه واعتقد ان تلك المحاولة فشلت فى تحقيق اهدافها
ترددت انباء عن استعدادات روسيا للتدخل فى الازمة عسكريا فهل تتوقع ان تعيد روسيا سيناريو سوريا فى ليبيا ؟
لا اعتقد ذلك فروسيا لن تقدم على التدخل العسكرى المباشر فى ليبيا لان ذلك يورطها فى ازمه اخرى فى ظل الانتقادات التى توجه اليها فى سوريا ولكن روسيا كاى دوله اخرى تريد تامين مصالحها فى ليبيا من خلال التعاون الرسمى مع السلطات الليبية فى مجال تدريب وتسليح القوات الليبية لمواجهة الميليشيات المسلحه
وهل ترى ان ليبيا تسير على طريق التقسيم مثلما حدث فى العراق وسوريا ؟
لا اعتقد ان ليبيا سوف تقسم والاعلام دائما يحاول تضخيم الامور فدول الجوار لايمكن ان تقبل تقسيم ليبيا لان ذلك سوف ينعكس على امنها وهى تعمل على ايجاد حل توافقى يساهم فيه الجميع دون اقصاء اى طرف
ما هى رؤيتكم للدور المصرى فى ضوء الاجتماعات التى تمت مؤخرا بين المسئولين المصريين وعلى راسهم الفريق حجازى مع الفرقاء الليبين ؟
الدور المصرى اساسى ومحورى بالنسبه للازمه الليبية وهناك تواصل مصرى مع كل الاطراف للوصول الى صيغة مقبولة ونرى انه نظرا لارتباط الازمة الليبية بالامن القومى المصرى بصورة مباشرة فان مصر تعد لاعب اساسى فى حل الازمة ودورها متقدم عن باقى الاطراف الاخرى
وما هى رؤيتكم للدور الذى تلعبه جامعه الدول العربية بالنسبه لليبيا خاصه مع تولى احمد ابو الغيط منصب الامين العام للجامعه ؟
الجامعه العربيه فى عهد الامين العام احمد ابو الغيط لعبت دورا بارزا فى دعم المبادرات العربية ومبعوث الامين العام الى ليبيا صلاح الجمال سياسى محنك قادر على اختراق الكثير من الملفات واعتقد ان الجامعه العربية والبرلمان العربى سيكون لهما دورا مهما بالنسبه لليبيا فى المرحله المقبله
* ماذا سيقدم البرلمان العربى فى دورته الجديدة؟
ـ البرلمان العربى فى الفترات السابقة وضع نفسه على الخريطة الدولية، ومكن نفسه بين كل المنظمات الإقليمية والدولية، وأصبح له كيان معروف فى الوطن العربى وفى المنظمات الإقليمية والدولية.
الآن البرلمان العربى يهدف إلى تشغيل الدبلوماسية الشعبية، دائما البرلمانيون يقدرون آراء واختيارات الشعوب، وبالتالى نحن عازمون على تغيير أداء البرلمان العربى المشترك فيما يتعلق بالأمن القومى العربى، وفيما يتعلق بتفعيل دوره بشكل مؤثر فى التعاون مع مؤسسات مثل جامعة الدول العربية والمنظمات النظيرة الأفريقية أو الأوروبية أو الآسيوية، هذه الأمور تحتاج إلى شغل مضنٍ خاصة وسط ما تمر به الدول العربية فى السنوات الماضية، وانتشار ظاهرة الإرهاب السيئة، سيكون هناك شغل وعمل جاد وفاعل، فمكتب البرلمان العربى يضم العديد من الكفاءات وسيقدم تجربة جيدة.
* كيف ترى الاتهامات التى توجه للبرلمان العربى عن دوره غير المفعل وأدائه غير الملموس فى ظل معاناة الدول العربية ومنها وطنك ليبيا؟
ـ البرلمان العربى أنشئ منذ 12 عاما، ولكن عمله رسميا بدأ منذ 5 سنوات فقط كان مؤقتا فى السابق، ولكن الآن البرلمان العربى وضع نفسه على الخريطة الدولية، ووطد علاقته بالمؤسسات الدولية، وله جهد كبير فيما يتعلق بالتعريف بالقضايا العربية ومحاولة التدخل فيها.
الظروف العربية المعقدة ساهمت فى التقصير النسبى لدور البرلمان العربى بشكل واضح، ولكن أعتقد أن المرحلة القادمة ستشهد تفعيل دوره بشكل فاعل وكبير بالتنسيق مع جامعة الدول العربية والدول الفاعلة فى الوطن العربى، ومن بين مهامه توصيل رسالة عربية واضحة لكل العالم، وهذه الرسالة تحتاج جهدا مضنيا، والتواصل مع المنظمات الدولية فى المستقبل.
والمكتب الذى تم تأسيسه برئاسة رئيس البرلمان الجديد نحن متفائلون به فهو شخص عربى أصيل، ونوابه قادرون على النجاح.
* المنطقة العربية تعانى من نزاعات كثيرة.. كيف ستناقش قضية بلادكم داخل البرلمان العربى خاصة وأنها من أكثر الدولة التى تعانى؟
ـ المجموعة التى نجحت فى الانتخابات وكونت البرلمان الجديد كان بينها اجتماعات كثيرة خلال الأيام الماضية ومشاورات من أجل عرض البرامج الانتخابية، وبيننا تنسيق مستمر فيما يتعلق بالقضايا العربية، وتحدثنا كثيرا عن القضية الليبية وأعتقد أنه سيتم تشكيل لجنة خاصة بالقضية، والتواصل مع كل الجهات المعنية الليبية لمساعدة الجهود الدولية والعربية فى حلحلة هذا الملف، وفى المرحلة القادمة سنشكل وفودا للبرلمان العربى لتتوجه إلى ليبيا لتفهم المشكلة والمساهمة فى حلها، والتواصل مع الجهات المعنية.
* من وجهة نظرك كيف ستتم حلحلة الأزمة السورية بعد أن أصبح ملفا متصلبا جامدا؟
ـ كثير من الفصائل تلتف حول أزمة سوريا، ربما ليبيا لها أزمة مختلفة ولكن سوريا كانت من الدول القوية والمقلقة لإسرائيل.
للأسف ما يتعرض له 11 مليون مهجر فى الداخل، و6 ملايين لاجئ سورى فى الخارج كارثة إنسانية، وإبادة لشعب، وعار علينا كأمة عربية أن نترك هذا الشعب العظيم لاضطرابات وقصف وجوع وحرب.
أتمنى أن تفكر كل الدول الفاعلة بشكل عقلانى فى هذا الشعب المكلوم الذى تعرض لإبادة جماعية وتهجير، فضلا عن الظروف الاقتصادية وظروف الطقس والطبيعة القاسية.
نحن فى البرلمان العربى شكلنا لجنة خاصة بالأمر السورى، وتواصلنا مع كل المنظمات الدولية سواء البرلمان الأوروبى والإفريقى واللاتينى، خاصة البرلمان الأوروبى ووصلنا رسائل لجامعة الدول العربية ووقفنا على الواقع ورأينا بأعيننا وما رأيناه يدمع العين ويدمى القلب.
* العراق بدأت حربا واضحة على الإرهاب فى معركة الموصل.. كيف تقيم هذه الحرب؟
ـ معركة الموصل تحقق نجاحات، ومتابعتنا المستمرة للملف العراقى تؤكد أن داعش تتقهقر من الموصل وبدأ حصارها بين العراق وسوريا، وأحيى الجيش العراقى والشعب العراقى الذى يحاول التخلص من التغلغل الداعشى فى الدول العربية.
والصراعات الدولية دائما تدلى بظلالها فى كل شىء، العراق من يوم احتلالها فى 2003 لم تستقر إضافة إلى التركيبة الطائفية للعراق، دائما الشعوب هى من تملك زمام أمورها، وعلى الشعب العراقى كغيره من الشعوب أن يجدوا حلا، ونحن علينا أن نساعدهم فى هذه الحلول.
مع ذلك أرى أن هناك إجماعا دوليا على محاربة داعش خاصة بعد أن حققت حرب العراق نتائج جيدة، وهناك إجماع عراقى الآن على معالجة هذا الداء وأصبحت داعش تهزم فى جميع الدول العربية سواء سوريا أو ليبيا أو العراق.