يمارس الاتحاد الأوروبي ضغوطًا كبيرة لإقناع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، بالتوقيع على اتفاقية توطين المهاجرين الأفارقة، القاصدين أوروبا عبر سواحل البحر المتوسط.
وقال ضابط رفيع المستوى بوزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني، اليوم السبت، إن الاتحاد الأوروبي يمارس من خلال اتصالات مكثفة، ضغوطًا على رئيس المجلس الرئاسي، بهدف إقناعه بالتوقيع على اتفاقية توطين المهاجرين الأفارقة، الذين يقصدون القارة الأوروبية عبر سواحل ليبيا.
وأضاف الضابط، مفضلًا عدم الكشف عن هويته، بأن مسؤولين بجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، ومسؤولين بخفر السواحل، أبلغوا السراج بأن الأوربيين جهزوا خطة موسعة للتعامل مع طوفان المهاجرين عبر سواحل المتوسط، وتقضي الخطة بإعادة توطين المهاجرين، حيث ستقوم قوات خفر السواحل الأوروبية بإعادة المهاجرين للسواحل الليبية كمرحلة أولى، ويتم لاحقًا وضعهم في مخيمات مؤقتة غرب ليبيا، وتقوم مؤسسات دولية ببحث إمكانية توطينهم في ليبيا، مقابل منح مخصصات مالية يبلغ مقدارها نصف مليار يورو مبدئيًا، لتغطية نفقات الإعاشة والخدمات الصحية.
وأشار إلى أن قمة مالطا حول ليبيا التي ستعقد خلال الأيام المقبلة، ستبحث مع السراج تفاصيل الخطة بشكل كامل، ومحاولة إقناعه بالتوقيع على وجه السرعة.
وعن إمكانية التوقيع على مثل هذه الاتفاقيات، أجاب الضابط الليبي، “يبدو عملية الضغط على السراج لا تجدي نفعًا، لأنه يعي جيدًا أنه غير مخول بالتوقيع على مثل هذه الاتفاقيات ذات الطابع السيادي، التي وإن حظيت بالقبول من قبل القادة الليبيين، تحتاج إلى قانون تتم مناقشته داخل البرلمان لإجازته، وهو أمر يتعذر حدوثه في هذه الفترة من الانقسام السياسي”. لكنه نوه إلى عدم الثقة بالجانب الأوروبي، الذي سيحاول بشتى الطرق تمرير مثل هذه الاتفاقية، للتخلص من عبء ملف المهاجرين على دول الاتحاد الأوروبي.
وينتظر أن تحمل قمة مالطا على مستوى رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، والتي ستعقد في الثالث من شباط/ فبراير المقبل، خطة متكاملة للتعامل مع ملف الهجرة وسبل إرساء تفاهم مع ليبيا.
وكانت فيديريكا موغيريني، الممثلة السامية للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، قد أجرت اجتماعًا مع مارتن كوبلر المبعوث الدولي الخاص إلى ليبيا الأسبوع الماضي، مؤكدة ضرورة حل ملف المهاجرين غير الشرعيين مع ليبيا.
وأكدت موغريني أهمية مساعدة المهاجرين، بما في ذلك حمايتهم، والانخراط مع السلطات الليبية والمنظمات الدولية لتحسين أوضاع المهاجرين داخل ليبيا، وتعزيز حوكمة الهجرة في ليبيا.