بعد تعرض قطاع السياحة التركي، أحد أكبر قطاعات الاقتصاد المحلي من حيث الإيرادات، لهزات عنيفة جراء تردي الأوضاع الأمنية، تسعى الحكومة إلى استقطاب السياح الإسرائيليين لتعويض خسائر القطاع في محاولة لجني ثمار التطبيع مع تل أبيب.
وفي إطار تلك المساعي، تأتي مشاركة تركيا في معرض السياحة المتوسطي الدولي، المقرر انعقاده يوم الثلاثاء المقبل، في تل أبيب، بعد مرور نحو شهرين على تطبيع العلاقات بين الجانبين.
وعن المعرض؛ يقول السفير التركي لدى تل أبيب، كمال أوكم، “يشارك في المعرض الإسرائيلي 1500 جهة سياحية، تمثل 46 دولة” مؤكدًا أن بلاده “تسعى لتعويض خسائرها في قطاع السياحة عبر الترويج لها في مثل تلك المعارض الدولية”.
ووفقًا لأرقام معهد الاحصاء التركي، الصادرة نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي، “تراجعت إيرادات قطاع السياحة التركي بواقع 27.2%، خلال العام الماضي، بالمقارنة مع العام 2015″.
وتأمل أنقرة في استقدام السياح الإسرائيليين، بعد خسارتها للسياح الروس، الذين عزف الكثير منهم عن الاستجمام في تركيا، بعد اغتيال السفير الروسي في أنقرة، نهاية العام الماضي، لتعيد لقطاع السياحة التركي شيئًا من انتعاشه السابق، إذ استقبلت المدن التركية خلال العام 2008 نحو نصف مليون سائح إسرائيلي.
ويرى محللون أتراك، أن حقيقة كون تل أبيب ليست أكبر شريك تجاري واقتصادي لأنقرة، لا تمنع أنها ستوفر للاقتصاد التركي علاقات تبادل تجاري متوازنة، تتسم بالثبات.
وتعرض قطاع السياحة التركي لهزات عنيفة؛ كان آخرها هجوم ملهى “رينا” الليلي، في إسطنبول، ليلة رأس السنة الميلادية؛ ما انعكس بشكل مباشر على الرحلات السياحية القادمة إلى تركيا، ليكون سببًا في تغيير الكثير من السياح لوجهتهم.