اختبار صاروخي للنظام لم يكن خامنئي الولي الفقيه للنظام الايراني يظن اطلاقا حينما أصدر أمره لاطلاق صاروخ بالستي يوم 29 يناير الماضي بأن هذا العمل ستترتب عليه تداعيات واسعة وعواقب وخيمة. للنظر الى تداعيات وعواقب هذا العمل، لم يكن ضروريا أي انتظار كون التطورات المتسارعة بعد اطلاق الصاروخ فاجأت الاطراف التي كانوا قد تعودوا على خمول اوباما حيال هذا النوع من استعراض العضلات من قبل النظام . ففي فترة زمنية قصيرة قام مختلف المسؤولين و المؤسسات المختلفة باتخاذ مواقف وأدانوا اطلاق الصاروخ من قبل النظام واعتبروه خرقا للاتفاق النووي وقرارات مجلس الأمن الدولي. ردود أفعال دولية جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي بشأن اختبار الصاروخي البالستي للنظام الايراني عقد مجلس الأمن الدولي بطلب من أمريكا جلسة طارئة خلف الأبواب المغلقة وأصدر بيانا وأحال الملف الى لجنة قرار 2231 لمتابعة التحقيقات وكلف الأمين العام للأمم المتحدة بمتابعة الملف وتقديم تقرير بهذا الصدد. وفي يوم الأربعاء تلا مايكل فلين مستشار الامن القومي في الحكومة الامريكية أمام الصحفيين في البيت الابيض بيانا رسميا بهذا الصدد أشار فيه الى «العمل الاستفزازي لاطلاق الصاروخ البالستي التجريبي » وأعمال استفزازية أخرى للنظام منها الهجوم على فرقاطة سعودية من قبل ميليشيات الحوثية المدعومة من قبل النظام واجرائات اخرى مزعزعة للاستقرار من قبل ديكتاتورية الملالي في الشرق الاوسط. وأكد فلين:«علينا ان نطمئن بانهم انتبهوا باننا لن نبقى متفرجين على هكذا أعمال» وأضاف :«ان التجربة الصاروخية الايرانية تنتهك قرار مجلس الامن ومنذ اليوم نحن نحذر ايران بشكل رسمي». سفير بريطانيا في الأمم المتحدة هو الآخر وصف التجربة الصاروخية بأنها عمل مزعزع للاستقرار في المنطقة وقال ان لجنة قرار 2231 لمجلس الأمن ستدرس هذا الملف. كما اعتبر الاتحاد الاوروبي التجارب الصاروخية لنظام الملالي مخالفة لقرار 2231 لمجلس الأمن وطالب نظام الملالي بالالتزام بجميع تعهداته. الدكتور وليد فارس مستشار دونالد ترامب قال في اتصال ببرنامج «هنا الرياض» مساء الاثنين في قناة الاخبارية ان الاتصال الهاتفي بين العربية السعودية وواشنطن سلط الضوء على المخاوف الاقليمية ازاء الاتفاق النووي للنظام الايراني وأعمال طهران في المنطقة. مضيفا ان اطلاق الصاروخ نحو القوات البحرية الأمريكية قد لفت الانظار الى الخطر على الملاحة البحرية الدولية. تحذير الاتحاد الاوروبي للنظام الايراني من الاختبار الصاروخي البالستي كما حذر الاتحاد الاوروبي النظام الايراني من اختبار الصاروخ البالستي وأعلن: يؤكد الاتحاد الاوروبي عن قلقه ازاء البرنامج الصاروخي البالستي للنظام الايراني ويطالب النظام بتجنب أي عمل مثل الاختبار الصاروخي مما يزيد من عدم الثقة. بدوره اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك يوم الثلاثاء 31 يناير في مؤتمر صحفي بطهران التجربة الصاروخيه بأنه عمل يخالف قرار مجلس الأمن الدولي. رويترز:أمريكا تفرض عقوبات على 25 مؤسسة وشركة للنظام الايراني لدعمهم الارهاب والتجربة الصاروخية أفادت وكالة أنباء رويترز2 فبراير أن مصادر مطلعة أكدت أنه من المتوقع بعد الاختبار الصاروخي البالستي الأخير من قبل النظام الحاكم في طهران أن تفرض أمريكا يوم الجمعة عقوبات على عدد من مؤسسات هذا النظام. ومن المقرر أن تدرج حسب الأوامر التنفيذية الموجودة في أمريكا حوالي 8 مؤسسة للنظام الايراني في لائحة العقوبات الأمريكية أو تدرج في اطار قضائي لتسميتها بالارهاب بسبب النشاطات المتعلقة بالارهاب و17 مؤسسة بسبب النشاطات المتعلقة بالصواريخ البالستية. وبذلك يبدو أن اطلاق هذا الصاروخ قد فتح الباب لتغيير كبير في السياسة في المنطقة والعالم ضد الفاشية الدينية الحاكمة في ايران، فضلا عن ردود الأفعال العاجلة. لقد اصيب النظام بالهلع جراء العاصفة التي سببها اطلاق هذا الصاروخ. ولو أن بعض مسؤولي النظام ووسائل الاعلام يحاولون الاستعراض بالقوة من خلال اطلاق عنتريات للتغطية على حالهم الا أن بوادر الخوف والهلع بادية على ملامح النظام نتيجة التداعيات المترتبة على اطلاق الصاروخ وما يترتب على جرائمه. وبهذا الصدد دعا المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الى ضرورة التعامل الصارم مع نظام الملالي لخرقه قرار مجلس الأمن الدولي باعتباره أمرا ضروريا للسلام والهدوء في المنطقة وأعلن أن اطلاق الصواريخ يأتي بأمر من روحاني واذن خامنئي حسب قول وزير الدفاع للنظام والمستشار الأعلى لخامئني. وتابع المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ان ذلك يعد الأمر الضروري للسلام والهدوء ومنع استمرار محاولات النظام الفاشي الديني الحاكم في إيران لإثارة الحروب. كما في السنوات الماضية منح صمت المجتمع الدولي على الخرق المستمر لقرارات مجلس الأمن من قبل النظام خدمة كبيرة له في تطوير مشاريعه النووية والاقتراب الى الحصول على القنبلة النووية. ان الملالي الحاكمين في ايران وباطلاق الصاروخ هذا أرادوا أن يستعرضوا القوة ورفع لغة التهديد ضد دول المنطقة الا أنهم تلقوا صفعات قوية من قبل المجتمع الدولي بحيث بدأوا يبحثون عن حلول للخروج من هذا المأزق الحرج الذي تورطوا فيه. ان التجربه أثبتت أن الطريق الوحيد لمواجهة النظام وتهديداته المخربة في المنطقة هو ابداء الحزم والصرامة وليس الا. وفي المقام الأول ادراج الحرس الايراني في قائمة الارهاب الأمريكية بمثابة أمر ضروري لكونها هي الجهة الرئيسية المنفذة لمشاريع النظام الصاروخية.
منطقة المرفقات