تتعرض مصر لهجمات شرسة وضغوط متواصلة.. متلاحقة.. متتابعه.. ولحرب معلوماتية بلا هوادة.. من أجهزة بعينها.. ودول بذاتها تسعى بكل ما تملك للنيل منها.. والتشويش عليها.. وتأليب الأمور بين أبنائها.. وتارة أخرى على رئيسها!!..
ولعل هذه الشائعة التي أطلقها الوزير الصهيوني «أيوب قرأ» منذ يومين أكبر دليل على ذلك.. فقد كتب الوزير والذي ينتمي إلى أصول عربية درزية.. تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي«تويتر».. قائلا:« إن ترامب ونتنياهو هيصدقوا على إقامة دولة فلسطينية في سناء وغزة لحل المشكلة الفلسطينية وفقا لاقتراح مصر»!!..
والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان لماذا أطلق هذا الشخص الصهيوني الموتور تلك الشائعة في هذا الوقت بالذات؟؟؟!!!!….
من وجهة نظري .. أولا : أنها مجرد دعاية رخيصة للزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أمريكا في عهد الرئيس المنتخب الجديد «ترامب»…
ثانيا: إنها تستهدف الطمس على الممارسات الإسرائيلية الباغية.. والتي منها: ما انتوت عليه إسرائيل من اتساع رقعة الإستطيان والضرب بعرض الحائط وكالعادة بالقرارات الأممية لتقليل فرص مشروع إقامة الدولتين أو حتى التطرق بالحديث إليه… وذلك في لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي وترامب.. يوم الأربعاء الماضي…
ومنها كذلك تغطية الجرائم الصهيونية التي ترتكب بحق المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني الأعزل من قبل اليهود والذي بلغ حدا لا يمكن السكوت عليه.. وصل إلى تدنيس الأقصى من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة.. إضافة إلى حقيقة مهمه لا ينبغي أن تغيب عن أذهاننا وهي أن الصهيو أمريكية تلعب دورا بارزا وتؤدي مهمه بالغة الخطورة في دعم الإرهاب في سيناء الحبيبة لتحقيق أهداف كثيرة ومتعددة.. متعلقة بمصالح إسرائيل ورغبتها الدفينة في سيناء.. أرض الفيروز.. معبر الأنبياء… مهد الرسالات… لضرب الاستقرار في مصر!!!.. بعد تأليب الأبناء على بعضهم البعض من ناحية.. ومن ناحية أخرى إفقاد الثقة في الرئيس!!..
إن هذه الشائعات التي اعتاد ترويجها هذا الصهيوني الموتور والذي تربطه صداقه قوية برئيس الوزراء الإسرائيلي لم يك إطلاقها اعتباطا وإنما يقصد بالضرورة من ورائها أهدافًا تلو أهداف.. لأنهم يعلمون جميعا.. أن مصر هي الدولة العربية الوحيدة التي تحملت بمفردها القضية الفلسطينية.. والتي لم يحسن إدارة ملفها وحسن توظيفه وعرضه سوى مصر!!.. مهما كانت التبعات التي تتحملها من أجلها!!.. ومهما كانت الظروف الاقتصادية والسياسية التي تمر بها!!…
من هنا نفهم السبب وراء إسراع النائبة بالكنيست الإسرائيلي«كسينيا سفتيلوما» بكتابة تغريدة تقول فيها إن «الوزير الإسرائيلي «قرأ» يورطنا في أزمة دبلوماسية مع مصر»..
ولم يقتصر الأمر على هذه النائبة بل إن حالة من الاستياء -هكذا يُدعى- تسود بين الأوساط السياسية والإعلامية في إسرائيل نتيجةً لما اعتاد عليه هذا الوزير من الإتيان بالأخبار المفبركة.. والسعي وراء ترويج الأكاذيب.. التي من شأنها أن تقلب العالم على إسرائيل!!.. إلا أنها في رأينا تؤدي دورا وتبعث برسالة وتغطي على مواقف الخزي والخجل التي تقع فيها إسرائيل.. بعد أن كانت تلعب أدوارا خفية.. عن طريق مجلسها الماسوني العالمي الذي يحكم العالم.. حيث حولت أصحاب القرار إلى عرائس «ماريونيت» تحركهم كيفما تشاء..
نلحظ أنها بعد هذه الشائعة خرحت إلى النور واعتلت خشبة المسرح السياسي العالمي لتؤدي دورها بشكل فج ظاهري علني.. طبقا لسياسة «اللعب على المكشوف»..
إن إسرائيل تدرك قبل غيرها موقف مصر من القضية الفلسطينية.. ومدى حرصها البالغ على الوصول إلى حلول تحقق للشعب الفلسطيني مستويات من الاطمئنان والاستقرار.. كما أن الدنيا بأسرها تعلم أن مصر هي التي ضحت بالغالي والنفيس من أجل تلك القضية..
مصــــــر هي التي استردت سيناء الحبيبة بدماء أبنائها الأبرار.. وأبت علي نفسها أن يُحتل منها ولو شبرا واحدا من أراضيها.. ولاسيما سيناء «أرض الأنبياء»!!..
مصــــــر هي التي حافظت على الهوية العربية والفلسطينية على أرض فلسطين الحبيبة.. وما زالت تدافع عن مقدسات الشعب الفلسطيني أمام المحافل الدولية والأممية..
مصــــــر هي التي تحتضن أبناء الشعب الفلسطيني دون المساس بجنسيتهم الأصيلة للحفاظ على التركيبة الديموجرافية لفلسطين لضمان الحفاظ على حقوقهم وعدم ضياعها!!!…
مصــــــر هي التي صدر فيها حكما قضائيا بتبرأة حركة «حماس» كمنظمة إرهابية وذلك لسبب بسيط.. أن هذه الحركة رغم ما فيها من أخطاء إلا أنها تحمل على أكتافها جزء من همّ الشعب الفلسطيني!!!..
مصــــــر التي رفضت العروض المغرية ولم تقبل الضغوط العاتية لمنح بضع كيلو مترات من أرض سيناء مقابل مبالغ مالية خيالية تجاوزت الـــ ٢٠ مليار دولار!!!…
مصــــــر هي التي تتحمل عبء حماية أرض سيناء.. وتتكبد في سبيل الحفاظ عليها… أغلى ما تملك من أرواح أبنائها..
مصــــــر هي التي تسعى بكل ما تملك لتطهير سيناء من الإرهاب.. بل وتعمل بكل ما لديها في هذه الآونة التاريخية لتعميرها وتنميتها والاستفادة منها!!…
إن هذه المزاعم الإسرائيلية بتبني مصر خطة لإقامة دولة فلسطينية في غزة وسيناء عارية تماما من الصحة.. ولا تقبل في حق دولة كمصر عقلا ومنطقا..
لذا أسرعت الخارجية المصرية بردها الحاسم.. لتؤكد أن هذا التصريح الذي أدلى به «قرأ» لا يمت للحقيقة بصلة.. وأن الرئيس «السيسي» لم يعرض ولم يتطرق لمثل هذا الموضوع المرفوض فلسطينيا ومصريا وعربيا.. من بعيدٍ أو من قريبٍ..
وأنا على يقين أن المصريين بجميع طوائفهم قد أيقنوا اللعبة تماما أدركوا ماهية محاولة زرع الشقه والبلبة لإثارة الفتن تارة بين أبناء الشعب نفسه.. وتارة أخرى في استعدائه على الرئيس..
وهذه الإشاعة وإن كنت اأسف لها ولكني أسعد بها لأنها هكذا تجسد للشعب المصري بأسره.. وكذلك جميع دول المنطقة عربيا وإسلاميا خطورة الموقف الذي تواجهه مصر والنوايا السيئة التي أفصحت عن نفسها وعن وجهها القبيح هذه المرة دون مواربه أو تحايل من إسرائيل أو أمريكا..
وأنا على يقين أكبر أن الرئيس السيسي لن يلتفت ولن يتناقش ولن يضيع من وقته الذي يحاولون أن يبددوه لإشغاله واستنفاذطاقاته وتشتيته عن مسيرة التنمية والنماء ورحلة تأمين البلاد التي يمضي فيها… التي هي خير سلاح لمواجهة هذه المؤامرة الصهيو أمريكية العالمية.. للنيل من مصر وطنا وشعبا وحكومة ورئيسا وجيشا…
أخيرا .. مهما بلغت الظروف بمصر فإنها لا تفرط في شبر واحد من أراضيها.. خاصة أرض الفيروز .. التي صدق فيها قول الله سبحانه وتعال:«التِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِين»……. وكذلك قوله تعالى في سورة طه«إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى»…….. وأيضا في سورة القصص يقول عز من قائل:«فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ»…….. وأخيرا في سورة المؤمنون :«وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين»…..
أرض على هذا النحو ورد ذكرها في القرآن الكريم.. هل يفرط فيها المصريون؟؟!!!…
ورسالتي إلى كل المصريين هل تفطنوا وتستيقظوا للخطر الداهم بصورة أعجل وبأحداث أسرع من توقعات الجميع.. وما اشتم من رائحته من تصعيد الموقف مع مصر.. وكأن إسرائيل هكذا تدق طبول الحرب!!!.. بافتعال هذا العبث!!..في أزمة وهمية للضغط على مصر وإلا…..!!!..
أقول لكم لن يستطيعوا ملأ هذه النقط إلا في حالة واحدة …… وهي إذا استمريتم على الفرقة والتناحر والشتات وإهمال العمل واكتفيتم بـ «الحرب الكلامية على الفيسبوك».. أكثر من التفرغ إلى الحرب الحقيقة ومواجهتها في وفي المدرسة وفي الجامعة وفي الشوارع وفي النوادي والمساجد والإعلام والدراما..
مصر في حرب في مواجهه مباشرة الآن!!!!… وكل هذه المؤسسات عليها أن تفطن لتشترك في تلك الحرب التي لا نعرف دقة توقيت ساعة الصفر.. متى؟؟!!.. ولا بأي وسيلة؟؟!!.. وإلى أي مدى؟؟!!…
هل نكتفي بهذه الإشاعة لكي ندرك خطورة الموقف؟؟!!.. هل ننتظر نفيق ونتحرك ونستعد للمعركة؟؟!!!!!!…. أم أننا ننتظر القادم العاجل كي نشعر بخطورة تلك الأيام المقبلة على مصر!!