توجّه أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع بحكومة الاحتلال الإسرائيلي، ورئيس حزب “إسرائيل بيتنا” اليميني المتطرف، للشعب الفلسطيني، في أول رسالة يوجهها عبر الموقع الإلكتروني الجديد لمنسق أعمال الحكومة بالأراضي المحتلة، يوآف مردخاي، وزعم أنه في حال تخلّت حركة حماس عن ترسانتها الصاروخية وشبكات الأنفاق، فإن إسرائيل ستبني مطارًا وميناءً بحريًا في غزة.
وأجرى الموقع الجديد والذي تم إطلاقه قبل أيام معدودة حوارًا مع ليبرمان دعا خلاله الفلسطينيين للحوار، مدعيًا أن الصواريخ التي تملكها حماس ومواصلتها لتبني مسألة الأنفاق، هي أمور تحول دون تنفيذ مشروع المطار والميناء في غزة.
ولفت ليبرمان إلى أن إسرائيل قادرة على توفير قرابة 40 ألف فرصة عمل جديدة لسكان غزة، على افتراض أن حركة حماس قررت التخلي عن مفهوم “إبادة دولة إسرائيل”، وتخلّت عن حفر الأنفاق وكذلك عن ترسانتها الصاروخية، مضيفًا أن ثمة أمرًا واحدًا آخر مهمًا، وهو إعادة الحركة لجثامين الجنود والمواطنين الذين تحتفظ بهم.
وزعم وزير الدفاع الإسرائيلي أن المشكلة بين حكومته والقيادة الفلسطينية في رام الله هي غياب الثقة بشكل كامل، مشيرًا إلى أن الاستقرار والنمو الاقتصادي في الضفة الغربية أمران يخدمان مصلحة الطرفين، لذا “نحن شركاء فيما يتعلق بهذا الملف”، على حدّ قوله، مضيفًا: “كنت أفضل قبل كل شيء، التركيز على النقاط التي يوجد توافق بشأنها، وبعد ذلك يمكن مناقشة باقي الملفات الخلافية”.
ونشر الموقع فيديو للحوار الذي أجراه مع ليبرمان، كما نشره على موقع “يوتيوب” مترجمًا إلى اللغة العربية. وخلال الحوار لفت وزير الدفاع بحكومة الاحتلال إلى أنه “فُرض على الطرفين العيش على هذه المساحة الصغيرة من الأرض، وأنه من الأفضل فهم أنه ينبغي البحث عن طرق للتعاون وعدم الشجار.
وتابع زاعمًا أنه شخص منفتح، وأنه “ينبغي العثور على صيغة صحيحة تمكن الشعبين ليس فقط من مجرد العيش، ولكن للازدهار أيضًا”، مضيفًا “حين تبرم اتفاقًا فإن الأمر لن يجدي لو ربح طرف واحد فقط، ينبغي أن يربح طرفا الاتفاق ليشعرا أن الحديث يجري عن اتفاق جيد”.
وفي ردّه على سؤال بشأن المخاوف الفلسطينية من تداعيات قانون “التسوية” والبناء في المستوطنات، ردَّ وزير الدفاع بحكومة الاحتلال أن المستوطنات “لم تكن يومًا عقبة أمام التسويات السياسية أو اتفاقيات السلام”، مضيفًا “أعادت إسرائيل أراضي وأخلت 21 مستوطنة في قطاع غزة، لكنها لم تحصل على السلام والأمن في المقابل”.
وذهب ليبرمان إلى أن المشكلة الأساسية ليست الاستيطان إنما الوضع الاقتصادي المتردي والبطالة، فضلًا عن غياب الأفق، وأن إسرائيل “يمكنها أن تساعد بمثل هذا الوضع، ويمكنها أن تفعل أكثر من ذلك”، زاعمًا انها تبذل أقصى جهودها في سبيل تحقيق هذا الأمر.
ونوه إلى أن إسرائيل لا تعتزم القيام بخطوات عسكرية في الجنوب أو الشمال، ولا تبحث عمّا أسماها مغامرة، لكنها مع ذلك لا تقبل أي استفزاز، وسترد بحزم على كل استفزاز، وقال إنه يدير الشؤون الأمنية بصرامة وبشكل مسؤول.
وأعلن مكتب منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، قبل أيام أنه أطلق موقعًا إلكترونيًا هو الأول من نوعه، لتحقيق التواصل المباشر مع سكان الضفة الغربية وغزة، وذلك ضمن خطة كان ليبرمان قد اعتبرها هدفًا وأولوية منذ توليه منصبه في أيار/ مايو 2016 امتدادًا لخطوات أولية قام بها مكتب مردخاي العام الماضي، من بينها تدشين قناة على “يوتيوب” وحساب على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، حملا اسم “المنسق”.
وكشف موقع “واللا” العبري، الخميس الماضي، أن الموقع الإلكتروني الذي عمل عليه مكتب مردخاي، سيحتوي على معلومات وتقارير هدفها التواصل مع الفلسطينيين في أنحاء الضفة وغزة، مؤكدًا على أن هذا التوجه ينبع عن فكر ليبرمان ومردخاي، ويستهدف أيضا مكافحة “الفكر المتطرف، الذي يحول دون الحوار بين الجانبين”، كما زعم الموقع.
وينضم الموقع الإلكتروني الجديد لمحاولات سابقة بدأها المنسق الإسرائيلي عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حيث نجح بجذب عشرات الآلاف من المتابعين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ولم تتوقف محاولات “المنسق” للتواصل مع الفلسطينيين بشكل مباشر، حيث جاءت الخطوة التالية صادمة للشارع الفلسطيني، حين نشر ليبرمان رؤيته الخاصة بالصراع عبر صفحات جريدة “القدس الفلسطينية”، والتي نشرت تلك الرؤية على شكل حوار، من الصعب تصديق حقيقة إجرائه.