الحكومة السعودية تسلم مجموعة “بن لادن” مئات الملايين من الدولارات

وقال مصرفي طلب عدم الكشف عن هويته لأن المسألة ليست علنية إن مجموعة بن لادن تلقت 2.4 مليار ريال (640 مليون دولار) منذ بداية العام عن أعمالها في مشروعات حكومية من بينها مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، وفق رويترز.
وقدر مصرفي آخر تتعامل مؤسسته بشكل مباشر مع بن لادن ما تلقته المجموعة منذ بداية 2017 بنحو 3.1 مليار ريال. وتتباين المعلومات المالية للبنوك بشأن بن لادن نظرا لتنوع قروضها للمجموعة.
وقال مصرفي ثالث “مدفوعات الحكومة وصلت إلى شركات المقاولات -رأيتها تظهر في الحسابات” لكنه أضاف أنه بشكل عام مازالت هناك مستحقات كبيرة لم تسددها الحكومة بعد لقطاع الإنشاءات.
ولم يستجب متحدث باسم مجموعة بن لادن وآخر باسم وزارة المالية السعودية لطلبات للإدلاء بتعليق.
تضرر قطاع البناء السعودي بشدة العام الماضي مع تأخر الحكومة – التي تتعرض أوضاعها المالية لضغوط من هبوط أسعار النفط – في دفع مستحقات المقاولين مقابل أعمالهم وفي بعض الحالات كان التأخر لأكثر من عام. لكن الموقف بدأ يتحسن قرب نهاية 2016 بعدما جمعت الرياض 17.5 مليار دولار من إصدار سندات دولية.
وقال وزير المالية السعودي محمد الجدعان لرويترز في أواخر ديسمبر كانون الأول إن الحكومة دفعت 100 مليار ريال للقطاع الخاص على مدى الشهرين السابقين متوقعا سرعة دفع 30 مليار ريال أخرى. وتعهد الوزير بسداد المستحقات في المستقبل خلال 60 يوما من تلقي المطالبات.
وتعد المدفوعات الأخيرة لمجموعة بن لادن مهمة للاقتصاد إذ تشير إلى التزام الحكومة حتى الآن بتعهداتها وأنها لن تواصل تجميد المستحقات في بداية السنة المالية الجديدة.
وتسبب تجميد المستحقات العام الماضي في شح التمويل في أسواق النقد ودفع معدل الفائدة المعروض بين البنوك لثلاثة أشهر للصعود إلى أعلى مستوياته في ثماني سنوات عند 2.386% في أواخر أكتوبر تشرين الأول. وذلك مبعث مخاطر على الاقتصاد حيث أصبح الحصول على التمويل لأنشطة التشغيل أعلى تكلفة للشركات.
واستأنفت الحكومة سداد المستحقات في أواخر العام الماضي وهو ما دفع الفائدة في سوق النقد للتراجع وتسارعت وتيرة هبوطها في الأسابيع القليلة الماضية مع قيام الحكومة بضخ سيولة جديدة في الاقتصاد. وبلغ معدل الفائدة لثلاثة أشهر 1.863% اليوم الأحد مسجلا أدنى مستوياته منذ أبريل نيسان 2016.
وقال مصرفيون إن استمرار هبوط أسعار الفائدة في الأسابيع القادمة يتوقف بشكل كبير على ما إذا كانت الحكومة ستواصل سداد المستحقات. ولم يفصح المسؤولون عن حجم المستحقات القائمة التي لم تسدد بعد لكن يقدر بعض المصرفيين أن الحكومة قامت بتسوية نحو 70% من إجمالي المتأخرات.
ورغم أن المدفوعات ستساعد بن لادن فإن مصرفيين أشاروا إلى أن المجموعة ستظل تعاني من فاقد الفائدة على الأموال خلال فترة عدم سداد المستحقات.
وقالت مصادر لرويترز في وقت سابق هذا الشهر إن الدائنين وافقوا من حيث المبدأ على طلب تقدمت به مجموعة بن لادن لتمديد تسهيل إئتماني إسلامي بقيمة عشرة مليارات ريال لمدة عامين مستخدم في تمويل أعمال البناء في المسجد الحرام بمكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *