تعاني آلاف الأسر في جنوب السودان من المجاعة، في ظل الأوضاع السياسية المزرية للبلاد، الأمر الذي دفعهم للاختباء من المسلحين في مستنقعات وجزر نهر النيل، والاقتيات على الأعشاب للعيش.
سارة ديت وأطفالها العشرة، من بين أكثر من 100 ألف شخص، تقول الأمم المتحدة إنهم عرضة لمجاعة وشيكة في مقاطعتي لير وماينديت بولاية الوحدة، التي تقع على الحدود مع السودان، وهي متواجدة حاليا في مركز مؤقت للتغذية تابع لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف).
وفي حديثها لـ”رويترز”، قالت ديت، السبت 26 فبراير/شباط، إن: “الأطفال مرضى ولكن ماذا يمكنني أن أفعل؟ لا توجد مستشفيات قريبة منا ولا يمكننا الابتعاد عن المكان الذي نختبئ فيه. يذهب أطفالي الأكبر سنا للصيد ولكن لا يمكننا الحصول على ما يكفي لأننا لا نملك الأدوات”.
وأكد عاملون بالمركز أن ابنها سيموت إذا لم يحصل على مساعدة فورية.
كذلك، قالت نيالوات تشول، وهي أم لـ6 أطفال، إن أسرتها كانت تأكل نباتات زنابق الماء للبقاء على قيد الحياة خلال العام الماضي.
وأضافت تشول البالغة من العمر 31 عاما: “نهرب من القتال منذ وقت طويل. استقر الناس في الجزيرة لأن الوضع أفضل كثيرا هناك، لكن لا يمكننا الذهاب لشراء طعام. نأكل الأعشاب التي تطفو على مياه النهر ونحصل أحيانا على سمك”.
وكانت ديت وتشول من بين 20 ألف شخص خرجوا من المستنقعات وتجمعوا في قرية ثونيور، التي يسيطر عليها المتمردون، والواقعة في مقاطعة لير، عندما سمعوا أن الأمم المتحدة تسجل الناس لتعطيهم حصصا غذائية.
وأعلنت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، أن مناطق بجنوب السودان تعاني المجاعة، وهي أول مرة يواجه فيها العالم مثل هذه الكارثة منذ 6 سنوات. وبحلول يوليو/تموز، لن يكون هناك لنحو 5.5 مليون شخص، أي قرابة نصف تعداد سكان جنوب السودان، مصدر غذاء يعتمد عليه.
وسقط جنوب السودان، الغني بالنفط، في براثن الحرب الأهلية، العام 2013، بعدما أقال الرئيس سلفا كير نائبه ريك مشار. ويمزق الصراع منذ ذلك الحين البلد الإفريقي الناشئ على أسس قبلية، فتجاوز معدل التضخم 800 بالمئة العام الماضي، وأصيبت الزراعة بالشلل بسبب الجفاف والحرب.