بدأ مستوطنو”عمونا” المقامة على أرض فلسطينية قرب رام الله، والتي تم إخلاؤها مطلع شباط/ فبراير الماضي، بالإضراب عن الطعام، اليوم الخميس، احتجاجا على عدم منحهم وحدات سكنية بديلة، بناء على الوعد الذي قطعه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بذلك.
وانتقدوا خلال مؤتمر صحافي، عقد اليوم، ما وصفوه بتجاهل نتنياهو وحكومته لقضيتهم، والتي تعد من القضايا التي أثارت خلافا حادا داخل الائتلاف الذي يقوده حزب “الليكود” ولا سيما الخلاف مع حزب “البيت اليهودي” برئاسة وزير التعليم نفتالي بينيت.
ويقطن هؤلاء في الوقت الراهن إحدى المدارس في مستوطنة “عوفرة” الواقعة شمال شرق رام الله، والتي يقطنها في المجمل قرابة 1400 عائلة يهودية، وتحدث ممثلو العائلات خلال المؤتمر الصحفي عن ظروف معيشية بالغة الصعوبة، متهمين رئيس الوزراء الإسرائيلي بخداعهم.
ونقلت صحيفة “معاريف” عبر موقعها الإلكتروني اليوم الخميس، عن أفيحاي باورون، رئيس ما يسمى “مكتب النضال من أجل عمونا التي تم إخلاؤها”، أن الحديث يجري عن إشكالية كبرى، إذ “ظهر رئيس الوزراء أمام المواطنين على أنه غير ملتزم بالاتفاقيات التي وقع عليها”، متسائلا إذا ما كان الاتفاق والذي بمقتضاه انتهت الأزمة مجرد حبر على ورق، محذرا من الانطباعات التي ستتكون لدى الجيل الشاب في هذا الصدد.
ونوه بأن ممثلي عائلات المستوطنة كانوا جلسوا مع رئيس الوزراء ورئيس مكتبه ساعات طويلة، وطُلب منهم إعطاء الدولة الفرصة لتنفيذ قرار المحكمة العليا، مؤكدا أن الحكومة منحتهم وعودا بأنه سيتم بناء مستوطنة جديدة على بعد أمتار معدودة من تلك التي شهدت الإخلاء، وأنها ستقام على أراض خاضعة لقانون أملاك الغائبين.
وسرد ممثل العائلات مسيرة التفاوض بينهم وبين الحكومة وما حدث بعد ذلك من إخلاء، مشيرا إلى أن أحدا من المستوطنين لن يقبل بعد ذلك بترك منزله، ولن يسمحوا لقوات الأمن بإخلاء وحداتهم السكنية، مضيفا: “الذي تسري الصهيونية في شراينه ينبغي عليه أن يقيم مستوطنة جديدة بدلا من عمونا التي سقطت بعد 20 عاما من بنائها. نقول اليوم لرئيس الحكومة ووزرائه هدمتم المستوطنة عليكم الآن بناء أخرى”، على حد قوله.
ومنذ أن تم إخلاء المستوطنة اليهودية غير الشرعية، ما زال مصير العائلات التي تم إخلاؤها يحتل أولويات الأحزاب اليمينية التي تشكل الائتلاف الحاكم في إسرائيل، عقب ما بدا وأنه تراجع من جانب نتنياهو عن وعوده، بشأن إقامة مستوطنة بديلة لاستيعاب نحو 50 عائلة يهودية.
وشهدت الفترة الأخيرة ظهور خلاف جديد داخل الائتلاف الذي يقوده حزب “الليكود” بعد أن تبين أن آليات العمل التي تم الاتفاق عليها بين نتنياهو وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتعتمد على التنسيق المشترك عبر أطقم خاصة، تشمل التنسيق المسبق بشأن عمليات البناء في المستوطنات بالأراضي الفلسطينية المحتلة أيضا.
وكان نتنياهو أشار قبيل توجهه إلى سنغافورة وأستراليا، خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية “الكابينيت”، إلى أن “هناك صعوبات في إقامة مستوطنة بديلة للعائلات التي كانت تقطن عمونا؛ لأن الأمر يتطلب تنسيقا مسبقا مع إدارة دونالد ترامب“.
وتسبب هذا التصريح في حالة من الغضب الشديد داخل حزب “البيت اليهودي” الائتلافي، بزعامة وزير التعليم نفتالي بينيت، من كان قدم تعهدا للمستوطنين بأن يأخذ على عاتقه تنفيذ وعود الحكومة بشأن العائلات التي كانت تقطن المستوطنة المقامة على أرض تعد ملكية فلسطينية خالصة.
وأصدرت المحكمة الإسرائيلية العليا قبل ثلاثة أعوام قرارا بإخلاء “عمونا” بناء على دعوى قضائية قدمها أصحاب الأرض المقامة عليها المستوطنة عام 2013. وبعد خلافات حادة بشأن ضرورة الإخلاء قبل نهاية عام 2016، توصلت العائلات اليهودية التي تقطن المستوطنة إلى تفاهمات مع ممثلي الحكومة بشأن مصيرهم.
وشهد مطلع شباط/ فبراير الجاري بدء عملية إخلاء “عمونا”، تنفيذا لقرار المحكمة العليا، وقام شبان متطرفون بإشعال إطارات السيارات وقاوموا عناصر الأمن، وتحصن بعضهم بمعبد يقع داخل المستوطنة.