ســب معـاوية لعـــليّ الإمــام .. افــتراء من الشيعــة اللعــان..!!«1»
أيــــــام.. مع عــــليّ الإمـــام
نحن فى زمن الفتنة
نحن فى زمن الفتنة .. هذا الزمن الذى تتحكم فيه قوى الشر… أو أن الشر ذاته هو الذى يتحكم فيه…. لنصبح فى زمن يملؤه الكذب… الذى لا يحتاج إلى إثبات أو توضيح .. إنها الخديعة.. إنها الخيانة.. التى لا تحتاج أبدًا إلى تصريح…..
نحن فى زمن الفتنة .. زمن الضلال الذى لا يحمل بين طياته تلميحًا .. ولا يمكن أبدًا أن يحمل للبشرية سعادة… لأنه ضلال وإفساد غير مريح ..
نحن فى زمن الفتنة .. زمن المكر والعمل السيئ… الذى يساهم فى خلق أسوأ ما فى البشرية… دون الحاجة إلى تنقيح.. فيجعل الإنسانية تعيش فى زمن كم هو والله كليح قبيح ..
نحن فى زمن الفتنة … زمن غابت فيه كل معانى الإنسانية .. نعم والله اختفت فيه القيم البشرية .. أو كأنه اندثرت فيه الشرائع السماوية ..
نحن فى زمن الفتنة .. زمن تناسينا فيه حق الذات العلية .. تجاهلنا فيه الحضرة القدسية .. أهدرنا فيه الديانات الربانية .. أقسمنا على أن نترك كل القيم الأخلاقية ..
والله لا أُبالغ عندما أقول: إننا فى زمن الفتنة .. زمن ضاعت فيه حقوق العباد .. زمن دمرت فيه أركان البلاد .. زمن لا أُبالغ عندما أقول: إنه زمن الفساد ..
قــــــرائـــى الأعـــزاء…
تعرفون ما الذى جعلنى أقول إنه زمن الفتنة؟؟!!.. زمن الخيانة!!!.. زمن الضلال… زمن الفساد.. زمن الإفساد!!.. لأنه زمن الكذب.. وما أدراك ما الكذب!!!!!…..
إنه الكـــــــــــــــــذب
إنه الكذب… الذى حرمته كل الشرائع السماوية.. الإسلامية ومن قبله اليهودية والمسيحية… ألم يقل الله عز وجل فى كتابه محكم التنزيل … كتاب منزه عن الخطأ كلامه من قبل الرحمن الرحيم ……. «ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدى القوم الظالمين»….
إنه الكذب… الذى ذكر فى القرآن الكريم .. تنزيل الرءوف الرحيم .. بمعنى النفاق!!!… فى العديد من الآيات.. ومنها قوله تعالى «وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ» سورة البقرة ….. وكذلك قوله تعالى «إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ» سورة المنافقون..
إنه الكذب… الذى ذكر فى الكتاب المنزه عن الخطأ .. هذا الكلام الذى لا يعرف الصدأ .. بمعنى القذف!!!… قذف المحصنات المؤمنات الغافلات!!! .. وما أدراك أن يغتاب إنسان آخر فى عرضه!!… وما أدراك أن تمس المرأة فى شرفها .. والله هذا هو ما يفعله الكذب إذ يقول وعز من هو قائل «وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ» سورة النور…..
إنه الكذب.. الذى ذكر فى الكتاب الذى «لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد» .. بمعنى الرد أى أن الأمر ليس له من راد!!!!…. فيقول الله عز وجل «لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ» سورة الواقعة ….
إنه الكذب .. الذى ذكر فى الكتاب الرحيم المنزل من قبل السلام المهيمن العزيز العليم بمعنى الجحود!!!.. وهو النكران العظيم والإثم اللعين… فيقول المولى تبارك وتعالى «مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى» سورة النجم …
إنه الكذب الذى ورد على حقيقته فى القرآن الكريم فى أكثر من 251 موضعًا بمعنى التكذيب!!!… فيقول الله الكبير المتعال فى كتابه العظيم المنهال… الذى نزل على خير الأنام المصطفى العدنان … «بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فهم فى أمر مريد» سورة ق ..
إنه الكذب الذى جاء فى أبشع صوره وأقسى معانيه .. عندما جاء بمعنى الافتراء فيقول المتجلى على عرشه العالم بخلقه فى كتابه المحيط وصفه .. « وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ » سورة الزمر…..
وإذا كان هذا الكذب فى ربوع آيات القرآن الكريم.. فإنه فى سنة الحبيب الأمين الرءوف الرحيم.. ذكر فى مواضع كثيرة لا تحتاج إلى تأويل…. فعن عبدالله بن مسعود رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدى إلى البر وإن البر يهدى إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق، حتى يكتب عند الله صديقًا، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدى إلى الفجور وإن الفجور يهدى إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا»….
عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع الخنا والكذب، فلا حاجة لله – عز وجل – فى أن يدع طعامه وشرابه»…
عن عائشة، رضى الله عنها، قالت: « ما كان خلق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب، ولقد كان الرجل يحدث عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكذبة، فما يزال فى نفسه عليه حتى يعلم أنه قد أحدث منها توبة»….
عن عبدالله بن عمرو، رضى الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم، ومن كانت فيه خصلة منهن، كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا حدث كذب، وإذا اؤتمن خان، وإذا عاهد غدر وفى رواية: (وإذا وعد أخلف .. وإذا خاصم فجر)..
ولله در شاعر…
إياك من كذب الكذوب وإفكه
فلرُبمــا مــزَج اليقيــن بشكــّه
ولرُبمــا كـذب امــرؤٌ بكـلامه
وبصمتــه وبكائــه وبضحـــكه
إذا عرف الإنسان بالكذب لم يزل
لدى الناس كذابًا ولو كان صادقًا
فإن قـــال لم تصــغ له جلســاؤه
ولم يسمعـوا منه ولو كان ناطقًـا
*********************
كَذَبْتَ، وَمَنْ يَكْذِبْ فَـإِنَّ جَـزَاءَهُ
إذَا مَا أَتَى بِالصِّدْقِ أنْ لا يُصَدَّقَا
إذَا عُرِفَ الكذَّابُ بالكِذْبِ لَمْ يَزَلْ
لَدَى النَّاسِ كَذَّابًا، وَإن كانَ صادِقَا
وَمِنْ آفَةِ الكذَّابِ نِسْـيانُ كِذْبِـهِ
وتَلْقَاهُ ذَا فِقْـهٍ إذَا كانَ حَـاذِقَا
*********************
كَمْ مِنْ حَسيبٍ كَريمٍ كَانَ ذَا شَرَفٍ
قَدْ شَانَهُ الكِذْبُ وَسْطَ الحَيِّ إذْ عَمَدَا
وآخَـرٍ كَانَ صُعْلُوكـًا فشَـرَّفَهُ
صِـدْقُ الحَدِيثِ وَقَوْلٌ جَانَبَ الفَنَـدَا
فصـارَ هَذَا شَـرِيفًا فَوْقَ صَـاحِبِهِ
وَصَـارَ هَذَا وَضيعًا تَحْتَـهُ أَبَـدَا
**********************
اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا
إن كل ما تقدم وسبق.. من آيات وأحاديث حرمت الكذب.. ما هو إلا من أجل أن يكون دليلًا على فئة باعت كل شيء من أجل الدنيا وما فيها من زينة الحياة!!!… ما هو إلا من أجل حياة الرفاهية التى تملؤها الخديعة!!… ما هو إلا من أجل حياة الترف التى تعيش بين أركانها معانى الذريعة…
إن كل ما تقدم وسبق.. من كلمات وعبارات وجمل وسطور تقف وتندد وتحرم وتجرم الكذب.. ما هى إلا حاجز منيع.. وحائط صد رديع ضد كل هؤلاء الذين تجرأوا على الدين ورموزه.. إنهم كذبوا على ربهم وهل هناك من شيء بعد ذلك!!!….
إن كل ما تقدم وسبق..يكشف لنا عن الشر.. برءوسه.. الحقد.. والضغينة.. والغل.. والحسد.. والطمع.. والجشع.. والسداسى الأسود.. سداسى الرعب.. المتزامن بوجود البشرية على الأرض.. تلك المضغة السوداء التى تتشبث بالقلوب العمياء..
اللهم احفظنا.. واجعلها تحيق بأهلها.. تسحقها سحقًا.
إن كل ما تقدم وسبق.. يكشف لنا عن هذا السداسى الأسود.. الذى هو سر فناء البشرية.. هو وحده الذى يستطيع بل واستطاع بالفعل أن يحول البشر ليكون أشر وألعن من إبليس وجنوده.. فى معصية الله.. وإن اختلفت درجات العصيان.. فحين يتحول البشر.. يكادون يكفرون بالله.. يتفوقون على إبليس.. وهم فى ذلك غافلون «إن ربك لبالمرصاد».. وتسول لهم أنفسهم الحاقدة «ويزين لهم الشيطان سوء أعمالهم»..
يا عينى ألا تبكى على معصيتي
فما لك اليوم من شفيع يحمي!
فالدمع غسل من كل ذنب
يتوارى مع الزمن دون أن أدري!
عمر يمضى وأيام تجري
ولا يبقى فى وجدانى إلا ما يسري!
يا نفسُ على التوبة داومي
فهل تدرى ماذا مع بزوغ فجري!؟
فى ليل أتوب ونهار أعصي
فكيف أضحك حين ينادينى قبري..!؟
قائلًا: يا ابن آدم غدًا أضمك فى
بطنى بعد أن كنت تتكبر على ظهري!!
هذه أبيات أطلب بها من الله أن يرفع مقته وغضبه عنا.. ولكن هل نطلبها إلى هؤلاء الذين انحرفوا عن جادة السلوك.. واحترفوا الكذب.. ومارسوه.. وجعلوه دينًا ومذهبًا.. لا ينفكون منه.. ولا يبتعدون عنه.. يتعللون به للخروج من كل موقف… وعند مواجهتهم عند كل مسألة..
لقد أصبح الكذب أو ما يعرف «بالتقية» عندهم من أركان الدين.. التى تستوجب الحرص عليه.. وممارسته على كافة المستويات.. وفى سائر المناسبات.. خاصة فى ما يمس أفكارهم أو عقائدهم أو يتعلق بآرائهم التى عادة ما يخفون حقيقتها عن عوام الناس وحتى الكثير من خواصهم..