السفير محمود علام سفير مصر الأسبق لدى الصين فى حواره لبوابة العرب اليوم :التقارب الشعبي بين دولتى مصر والصين ينمى قيمة التقارب السياسى

– أنضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية عزز من قيمة التعاون الدولي والنمو الأقتصادي 
-أهتمام الصين بفئة المثقفين والمفكرين تزيد من أحترام الدول الأخرى لها .
أن التجربة الصينية أصبحت نموذجا ملهمًا للدول النامية فقد أصبحت قوة أقتصادية صاعدة منافسة للقوى الاقتصادية الكبرى في العديد من الميادين. وقد استفادت في تحقيق ذلك من مؤهلات طبيعية وبشرية، وبالاعتماد على آليات أقتصاد السوق على النمط المميز والفريد وذي الملامح الصينية الذي مكنها من الأنخراط في دينامكية العولمة المعاصرة المحافظة على الخصوصيات الحضارية والتاريخية .
وعلى ضوء ذلك ألتقت بوابة العرب اليوم مع السفير 
محمود علام سفير مصر الأسبق لدى الصين ومستشار وزير النقل للتعاون الدولى على هامش ندوة آفاق التعاون البرلماني بين الصين ومصر للحديث عن كيفية أستفادة مصر من تلك التجربة في إحداث فى تحقيق النمو الاقتصادي .
س/ ما الذي تهدف إليه ندوة ” أفاق التعاون بين مصر والصين ” ؟
أن تلك الندوة خطوة هامة فى أطار التواصل المصري الصيني خاصة أنها تتناول التعاون بين البرلمان المصري والصيني بالأضافة إلى أن الصين تشهد حاليا حدث هام ينعقد كل عام وهو المؤتمر الوطني الصيني والذي يمثل الفئات الشعبية ويصب بجميع الأفكار الشعبية والتصورات المستقبيلة للصين خلال العام القادم .
فما تم تقديمه من خطوات بحثية من قبل المشاركين وكان إبرز المشاركين السفير الصينى لى شينجوين والذي يلقى الضوء على التجربة الصينية التى أرى أنه يجب الدعوة للاقتراب إليها والتعرف على خصائصها والتعلم منها وليس لتقليدها وأنما لأكتساب مميزاتها والتى غرست بذور ثمار الأهداف وطرحت أوراق خضراء على الشعب الصينى 
ففى هذا الملتقى يتم التفاعل والتلاقى بين القيادات وشرح السياسات وعرضها للحصول على الموافقات عليها فى المقترحات القادمة وليس فقط ما يربط مصر بالصين تلك العلاقات التاريخية وأنما علاقات أستراتيجية شاملة ويجب أن نأخذ بتلك العلاقات بمنطق الجدية والعمق .
فالوضع الاقتصادي العالمي يحتاج لتعاون الجميع، فهو يشهد تباطؤا متزايدا، والكثير من الدول تواجه ضغوطا كبيرة لتحسين وضع الاقتصاد ومواجهة مشكلة البطالة وكل هذا يحتاج إلى توحيد الجهود المشتركة من مختلف الأطراف.
فالصين تتطلع دائما لمشاركة مصر لاحترامها لشعب مصر والاعتزاز بهم فالدولة الصينية التجربة الصينية نموذجا ملهما للدول الناميةتعرف جيدا أن هناك إمكانية للتعاون فى نقل الخبرات ورفع مستوى الصناعة وتنويع التعاون وتبادل الأفراد بما يفيد الجميع، فهناك ألفين شخص يتحركون بين الصين والدول العربية يوميا
س/ ما هى إبرز الأتفاقيات التى خرجت من داخل الندوة ؟
الأستفادة من التجربة الصينية والتى أصبحت تعطى دروسا هامة والتى سوف تحقق الأنفتاح مع الدولة المتعاونة معها ومحاولة تنفيذها ببراعة 
س/ ما هى ملامح وخصائص تطور التجربة الصينية ؟
أرى أن الصين تنقسم إلى ثلاثة ملامح عامة أثرت بشكل كبير على تاريخها الأقتصادى والإجتماعى فالمرحلة الأولى عندما تبنت التوجه الشيوعي بالتوافق مع الأتحاد السوفيتى وعندما برزت ملامح الهيمنة الأقتصادية من قبل موسكو بعد سنوات قليلة حرصت القيادة الصينية على أنسحاب نفسها لخلق الهوية الصينية . 
والجانب الثانى أنها لم تعمل على الأنفتاح بل سارت بخطوات متقدمة نحو الأنفتاح 
والجانب الثالث أن الصين تحقق ذلك بشكل متدرب وأهم ملامح هذه المرحلة أن الصين تريد أن تجدد من ذاتها لإدراكها لقيمة القيادة وقوة الحزب الشيوعى لديها فالصين تقوم بقراءة دقيقة للواقع وتحلله بشكل واقعى وشكل كامل وتصل منه إلى تحقيق توجهتها وكيف تكون فى أتجاه البوصلة والأكبر دليل على ذلك أن جمهورية الصين فى نهاية السبعينات عندما تساقطت الأنظمة الشيوعية فى العالم كانت الصين تدخل بمرحلة فى تطوير نفسها من خلال القيام بالأصلاحات الأقتصادية التى تهدف إلى تمازجها وتقليل معدلات الفساد والأرتفاع والنمو الأقتصادى خلال السنوات الخمس الأخيرة والتوجه الصينى لتقليل الأعتماد على التصدير وحماية القرض الداخلى .
س/ ما هى أهم الأسباب التى جعلت من الدولة الصينية قوة أقتصادية تنافس الدول الأسيوية بل والعربية أيضا ؟ وكيف أستطاعت أن توصل صمودها فى ظل التقلبات بالنظام التجارى العالمى ؟
– أن الصين بحكم أنها أصبحت قوة أقتصادية كبرى تعتمد بشكل كبير على التصدير ولكن هى عرضه للتقلبات الأقتصاد العالمى والأنكماش فى حركة التجارة العالمية ولكن الصين تتعامل بأسلوب الديناميكية الأولى والقراءة السريعة للواقع والتنبأ لأتجاهات الريح فحينما تتعامل الصين مع أزمة أقتصادية أو إى أزمة أخرى تتعامل معها بحالة أكتئاب أو حالة تحفز والأزمة بالنسبة للصين هى الفرصة الحقيقة يتم أستغلالها بشكل أمثل 
ومن أوجه الصمود والمواجهة للازمات بأنها أستطاعت أن تنشط المناطق المتنامية وأستخدام السلع الاستهلاكية بأسعار مخفضة بالتالى أصبح المجتمع الصينى يواصل مراحل من الثبات الأقتصادى التى تؤرق معظم الشعوب المختلفة 
وأصبحت الصين تنتقد الأن الصناعات التقليدية الكبيرة وتركز الصين على الصناعات المتقدمة والصناعات الخضراء الصديقة للبيئة وفكرة الابتكار من المنتج الصينى .
فالصين أقتصادها وصل لمرحلة من النمو بحيث تكون متناغمة بشكل نوعى مع ملامح المنتج الصينى والذى يعتبره الشعب الصينى إبتكار صينى وليس مقلد أو مقتبس وهو علامة تجارية مسجلة فى العالم وجاء ذلك من خلال قيام الدولة الصينية بالخروج بأستثمارتها إلى الخارج وقامت بعمليات أستحواذ على ماركات عالمية كثيرة فى العالم ومنها تحصد الروىء والمعرفة . 
وقامت بفتح فرص أستثمار للصناعات لم تكن موجودة للمستثمرين الأجانب وتعمل على تسهيل تسجيل شركات الأستثمار الأجنبى من البورصة الصينية ومنح فرصة أصدار الشهادات وأدخالها كشريك فى الأنشطة الوطنية لتقوية العلوم والتكنولوجيا على المستوى الداخلى 
— وإذا نظرنا إلى الأقتصاد الصينى نرى أنه تأثر بالاقتصاد العالمى فيجب أن ندرك أن هذه التغيرات رغم أنها توثر سلبًا على الصين ولكن الصين قادرة على التغلب على المصاعب الأقتصادية التى تواجهها والتى توجه دول كثيرة .
س/ ما هى تداعيات أتهام الأدارة الأمريكية للدولة الصينية بإغلاق المصانع الأمريكية منذ أنضمامها لمنظمة التجارة العالمية ؟
بالفعل وجه الأتهام للدولة الصينية من قبل الرئيس الأمريكي ترامب بأقتحام سوق التجارة العالمية ويجب فرض عقوبات أمريكية لتشديد الرقابة المالية وزيادة الوجود الأمريكي فى الوجه البحري والجوي فى شبه الجزيرة الكورية .
ولكن كان رد الصين بأنها شاركت بهمة ونشاط منذ أنضمامها لمنظمة التجارة العالمية فى تعزيز التعاون الدولي مما عزز نمو الأقتصاد العالمى وخير مثال لذلك عندما قامت الصين بنقل تجربتها إلى منطقة شمال قناة السويس والتى تسمى بالمنطقة الصينية ” المنطقة الصناعية الصينية ” فى العين السخنة والتى إنشاءتها أحد الشركات الكبرى فهذا يعنى بأن الصين تصحح مفهوم توسيع المناطق التجارية الحرة .
س/ ما مدى تفاعل الدولة الصينية مع الفئات المجتمعية الأخرى الغير أقتصادية والسياسية ؟
هناك بالفعل توجه لدى القيادة الصينية فى التفاعل مع فئات المجتمع المدنى وخاصة المفكرين والمثقفين من خلال التوغل بالجامعات والمراكز البحثية فقد دعا الرئيس الصينى المفكرين الصينين للقيام بأكثر من فعالية لتحقيق الرافاهية للمواطنيين التى تهدف للوصول إلى مجتمع الأخاء والوحدة الداخلية بالمجالات وتحويل الصين إلى قوة بيولوجية متقدمة .
وقد وصف الرئيس الصينى المثقفين بأنهم أعمدة الأمة وفخر الشعب الصينى وحث المجتمع على رعاية واحترام المثقفين وتعظيم المعرفة وأهل الفكر .
كذلك حث على الأستعانة بالمراكز البحثية والتفكير فى دورها فى انطلاق العقد الإجتماعى فى اى مجتمع وهى الملتقى التى تقوم عليها المجتمعات الحديثة واستقرار المستقبل لكسر روتين الحواجز المؤسسية مما يسمح بتبادل الخبرات .
س/ بحكم كونك سفير مصر سابق لدى الصين ما هى أهم المواقف التى تقف لديها وإدراكت من خلالها بأن دولة الصين دولة متقدمة ؟
من خلال خدمتى بدولة الصين أرى أن إبرز المواقف التى أقف لها هى عندما تم دعوتى فى لقاء جامعة بكين مع كبرى جامعات الأمريكية وما لفت نظري أن رئيس الوفد الأمريكي للجامعات هو جورج بوش الاب وكان المتحدث الرسمى بأسم الوفد وشعرت حينها بقيمة الدولة الصينية فى اندماجها مع الافكار العلمية واهتمامها بالتجارب المختلفة التى تنمى لديها قيمة العلم والعمل وهذا يعطى ثقة للمؤسسات العلمية والمراكز البحثية الصينية فقد وصل عدد المبعوثين إلى 750 ألف طالب علم من وإلى الولايات المتحدة .
س/ هل هناك رؤية استراتيجية موحدة بين مصر والصين لمواجهة الإرهاب ؟
يوجد بالفعل تصدى بين البلدين لمواجهة الارهاب لان الصين تدرك جيدًا بأن الدور يأتى إليها فى أى وقت وليست بعيدة عن المشكلات فهناك تنسيق قومى وتبادل معلوماتى بين البلدين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *