لاشك أن الجميع على إطلاع بحجم الكارثة الإنسانية المفجعة التي يتعرض لها المدنيون في الموصل الحبيبة على نطاق واسع جراء العمليات العسكرية في الجانب الأيمن من المدينة والتي بات واضحا الآن أن القائمين عليها سواء من جانب التحالف الدولي أو الحكومة العراقية لم يراعوا القوانين الدولية ذات الصلة بحماية المدنيين زمن الحرب رغم التطمينات التي تصدر من جانب الحكومة العراقية والتي ثبت أنها لاتعبر عن واقع الحال المؤلم أبدا، والمتوقع في ظل تواصل المعارك الراهنة على نفس الوتيرة أن تتعاظم المأساة وعندها ستفقد العمليات العسكرية مغزاها وغرضها حتى لو تكللت بالظفر وسيكون حالها كحال الطبيب الذي نجح في عمليته الجراحية لكن المريض مات !!
إن الحملة العالمية للتضامن مع الشعب العراقي تخاطب المجتمع الدولي وعلى وجه الخصوص الملوك والرؤساء العرب والمسلمين وكافة المنظمات المعنية بحقوق الإنسان وتناشدهم بأسم ونيابة عن مئات الإلوف من السكان المحاصرين والذين باتوا بين مطرقة التحالف الدولي وسندان داعش بالتدخل من أجل الايقاف الفوري للعمليات العسكرية حتى تتكفل الامم المتحدة عمليا َبتوفير ممرات آمنة تقود الى ملاذات آمنة تتناسب والحجم المتوقع للنازحين عملا بإتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 والتي تلزم الأطراف المتصارعة بحماية المدنيين العزل من السلاح