بدأت السحابة السوداء التي تلوث أجواء مصر في الظهور عام 1997 وانتشرت سريعاً بحيث أصبحت تمثل 42% من تلوث الهواء في مصر.
ويرجع السبب الأساسي وراء هذا التلوث إلى حرق الفلاحين أطنانا من قش الأرز لعدم توافر الإمكانات اللازمة لنقله إلى مراكز إعادة التدوير ولارتفاع التكلفة هذه العملية.
هذا وأدت تجربة في مختبر للعلوم في مدرسة ثانوية في مصر إلى العثور على طريقة مستمرة لمكافحة السحابة السوداء التي تغطي سماء القاهرة وعدة محافظات أخرى خلال أشهر الخريف من كل عام.
وتقول ياسمين يحيى مصطفى، التي تبلغ 19 عاما، إنها كانت تبحث في بداية مشروعها عن طرق قليلة التكلفة لتنقية المياه، واكتشفت أثناء بحثها أن المادة الأساسية المستخدمة في عملية التقطير البيولوجي هي قش الأرز.
وأضافت ياسمين: “نحن نحرق النفايات الزراعية في درجة حرارة تصل إلى 1200 درجة مئوية، وهي الدرجة نفسها التي يمكن استخدامها في تقطير المياه، ثم تعالج الغازات المنبعثة من العملية، كل على حدة”.
ويعد اختراع ياسمين المسمى “طاقة قش الأرز” من أكثر الحلول المبتكرة التي قدمت لمواجهة هذه المشكلة.
وتضيف المخترعة الصغيرة أن كل المواد المطلوبة لهذه التقنية متوفرة في مصر، وتعد من المخلفات الطبيعية أو الزراعية، مثل قش الأرز، والطحالب التي تتكون على سطح المياه الراكدة.
ولكن أحد معوقات تنفيذ المشروع هو ارتفاع تكلفة بناء وحدة لتنقية المياه، ومعالجة الدخان الناتج عن حرق قش الأرز. ولذلك فإن ياسمين تعمل حالياً على تصغير حجم التصميم بحيث يتمكن المزارعون من استخدامه مباشرة.
وكانت ياسمين قد تلقت عرضاً من شركة ألمانية لاستثمار مشروعها في 2015، لكنها رفضته في ذلك الوقت، وتقول إنها ندمت على هذا الرفض وأنها تعمل حالياً على عرضه على شركات أخرى بعد الانتهاء من تعديل التصميم.
وأضافت ياسمين: “قلت لنفسي في ذلك الوقت إنها مشكلة داخل مصر وسنحلها داخل مصر، ولكنني لم أجد التشجيع الكافي”.
يذكر أن ياسمين فازت بجائزة دولية في 2015 لاختراعها تقنية لتنقية المياه، والحد من معدلات تلوث الهواء المنبعث من حرق قش الأرز بعد الزراعة الموسمية.
كما فاز اختراعها “طاقة قش الأرز” بالمركز الأول في مسابقة انتل للعلوم والهندسة Intel ISEF عام 2015، وتقديرا لاختراعها أطلقت وكالة ناسا اسمها على حزام كويكبات اكتشف العام 2000.