قتل 19 مدنيا على الأقل بينهم طفلان وجرح عشرات آخرون ،في غارة جوية لقوات التحالف الدولي الذي تقوده القوات الأمريكية على بلدات قرب مدينة الرقة في شمال سوريا.
وقالت وكالة سانا السورية الاثنين 13 مارس/آذار نقلا عن شهود عيان ، إن ضربة جوية لقوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة قتلت ليلا 19 شخصا على الأقل في بلدتي الشيخ جمعة والفرج وقرى أخرى قرب مجرى نهر الفرات شمالي مدينة الرقة معقل تنظيم الدولة في سوريا وجرحت عشرات آخرين، وأشار هؤلاء إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع .
وقال التحالف إنه لا توجد لديه معلومات عن التقرير الذي يتحدث عن سقوط عدد كبير من المدنيين بغاراته لكنه سيبحث في الأمر، غير أن الناطق باسم التحالف الكولونيل جون دوريان قال لوكالة “فرانس برس”: “بعد تقييم أولي لبيانات الضربات مقارنة مع تاريخ ومكان وحصيلة القتلى المفترضة، يؤكد التحالف تنفيذه ضربات في هذه المنطقة”.
وأضاف: “مع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من المعلومات الدقيقة لتحديد المسؤوليات بشكل قاطع”، موضحا أن “التحالف يأخذ كل المزاعم حول سقوط مدنيين على محمل الجد وسيواصل التحقيق لتحديد الوقائع بناء على المعلومات المتوفرة”.
وتقع مدينة الرقة في شمال سوريا (160 كم شرق حلب) على ضفاف نهر الفرات، ويعيش فيها حوالي 300 ألف شخص. واستولى مسلحو تنظيم ” داعش” الإرهابي عليها عام 2013، وبعد ذلك اتخذوا منها عاصمة لما يسمونها ” الدولة الإسلامية”.
وتأتي هذه الضربات بعد أيام من بدء عملية عسكرية واسعة تنفذها قوات سوريا الديموقراطية، التي تتشكل من تحالف يضم فصائل عربية وكردية، في اتجاه الرقة .
ويوفر التحالف دعما جويا لقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية وبعض الجماعات العربية عمادها لطرد تنظيم الدولة من الرقة.
وكان مئات السوريين فروا من أطراف مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة التنظيم الثلاثاء مع بداية عمليات قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة.ونزح رجال ونساء وأطفال إلى قرية عين العيسى القريبة.
وبحسب مراقبين، ستكون معركة الرقة صعبة بكل المعايير مثل الهجوم الحالي على مدينة الموصل العراقية نظرا لأن المدينتين أكبر معقلين رئيسيين لتنظيم داعش في العراق وسوريا.
إقرأ المزيد
من سيقتحم الرقة؟من سيقتحم الرقة؟
وفي المرحلة الثالثة من عملية “غضب الفرات” تمكن مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية من عزل المدينة وأغلقوا الطريق في اتجاه دير الزور. ووفقا للتقارير الأخيرة، فإن قوات سوريا الديمقراطية أصبحت على بعد خمسة أو ستة كيلومترات إلى الشمال من مدينة الرقة.
وهذه الهجمات الأمريكية الخاطئة على المدنيين في العراق وسوريا ليست الأولى من نوعها، ففي أوائل شهر مارس/آذار،اعترفت القيادة الأمريكية في الشرق الأوسط (القيادة المركزية) بمقتل أكثر من 20 مدنيا وجرح اثنين نتيجة غاراتها.
وقبل ذلك قالت واشنطن إن ضحايا هجماتها منذ عام 2014 وصل إلى 119 من المدنيين. ولكن منظمة “العفو الدولية” تؤكد أن نحو 300 مدني قتلوا في غضون عامين من الضربات الجوية لقوات التحالف الدولية.
ويشار إلى أن التحالف الدولي ينفذ ضرباته في سوريا دون موافقة دمشق. واعتبر الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع قناة “فينكس” التلفزيونية الصينية أن أي قوات أجنبية تأتي إلى البلاد من دون موافقة السلطات، سيتم التعامل معها على أنها “غازية” كما أعرب عن اعتقاده بأن الوجود العسكري الأمريكي لن يساعد في هزيمة داعش.