حذر حسين شريعتمداري، مستشار المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي والمدير المسؤول لصحيفة كيهان، أن “بنود الاتفاق النووي المحتمل تعرض إيران لخطر توجيه ضربة عسكرية وفقا للمعاهدات الدولية”.
وقال شريعتمداري خلال مقابلة مع وكالة “فارس” التابعة للحرس الثوري، إن “التوقيع على هذا الاتفاق يعني أن إيران توافق على معاهدة PMD وهي تسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش صناعاتنا الصاروخية، وهم بالتالي سيطالبون بوقف إنتاج الصواريخ الإيرانية الباليستية – مثلا صواريخ شهاب – وتدميرها بذريعة أنها قادرة على حمل الرؤوس النووية”. وأضاف: “إذا لم نوافق على عمليات التفتيش، فستعلن الوكالة أن إيران لم تلتزم بتعهدها في الاتفاق، ورفضت التعاون في إطار PMD، وإذا وافقنا على التفتيش ولم نوقف إنتاج الصواريخ الباليستية، ففي هذه الحال ستدعي مجموعة 5+1 أن البرنامج النووي الإيراني يشتمل على أبعاد عسكرية محتملة”.
فخ جديد وخطير
وحذر شريعتمداري مما أسما بـ “الفخ الجديد والخطير” في بنود هذا الاتفاق المحتمل الذي سيعرض إيران لضربة عسكرية محتملة في حال التوقيع عليه، حسب رأيه.
وأكد شريعتمداري: “إننا إذا أوقفنا إنتاج صواريخنا الباليستية، فسنفقد أحد أهم أسس قوتنا العسكرية، وسنتحول إلى بلد ضعيف حتى لا يمكنه مواجهة تهديدات الدول الصغيرة في المنطقة، وهذا هو بالضبط هدف أميركا النهائي من التحدي النووي”.
وبحسب مستشار المرشد فإن “القبول بإطار PMD سيكون أرضية مناسبة جدا لطرح مزاعم حول امتلاك طهران لسلاح نووي”، وقال “لا ينبغي الشك بأن قضية PMD ليس لها طابع تقني وقانوني وإنما مشروع أمني يهدف لاتهام إيران”.
انتهاك الخطوط الحمراء
ورأى حسين شريعتمداري إن هذا الاتفاق يتجاوز الخطوط الإيرانية الحمراء والتي حددها بست نقاط وهي: “الأول: تجميد جزء من العقوبات فقط في حين أنه كان يجب تجميد كل العقوبات. الثاني: العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي تبقى سارية. الثالث: العقوبات تجمد في فترة زمنية لستة أشهر أو لسنة واحدة على الأكثر وان استمرار تجميدها يعتمد على الظروف المستقبلية. الرابع: قرار مجلس الأمن الدولي الذي سيصدر كضمانة للاتفاق والتزامات الجانبين، سيكون تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة وموضوع تهديد السلام والأمن العالمي وأن القبول بقرار تحت الفصل السابع بمعنى أن إيران تعترف أن برنامجها النووي كان ولايزال يهدد السلام والأمن العالمي. الخامس: أن الاتفاق المذكور وخلافا للتأكيدات السابقة، سيكون في مرحلتين أو أكثر، ولم تحدد فيه الكثير من التفاصيل. السادس: التزامات إيران تكون غير قابلة للتراجع، في حين أن التزامات 5+1 قابلة للتراجع”.
وبحسب شريعتمداري فإن النقطة الهامة في الاتفاق هو أن تبدأ ايران مرحلة جديدة من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار “الأبعاد العسكرية المحتملة” (PMD)، قائلا: “إنها تستهدف في هذه المرحلة ذلك الجزء من النشاطات العسكرية الإيرانية التي يحتمل استخدامها في الاسلحة النووية”.
وأشار الى أن “أحد أهداف اميركا من المفاوضات النووية، تفتيش الصناعات الصاروخية الايرانية” وقال: “إن الذريعة لهذا الطلب هو حسب قول السيدة وندي شيرمن في تقرير الى الكونغرس، أن العديد من الصواريخ الايرانية الباليستية قادرة على حمل الرؤوس النووية، ولذا يجب إدراج الصناعات الصاروخية الإيرانية في إطار المفاوضات النووية وكجزء من هذه المفاوضات”.
يذكر أن علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي للشؤون الدولية، كان قد شن هجوماً شديداً على الغرب والولايات المتحدة الاثنين الماضي، واتهمهم بممارسة “الخدعة وطرح ملفي حقوق الإنسان وبرنامج إيران الصاروخي” بأجندة المفاوضات.