علن رئيس الوزراء التونسي الأسبق مهدي جمعة اليوم، الأربعاء، تأسيس حزب سياسي جديد سماه “البديل التونسي” في خطوة يسعى من خلالها لمنافسة حزبي “النهضة” و”النداء” المسيطريْن على المشهد السياسي في تونس.
وقاد جمعة الحكومة في العام 2014 لمدة عام انتهت بانتخابات برلمانية ورئاسية ودستور وفاقي أكمل الانتقال الديمقراطي ومهد لحصول تونس على جائزة نوبل للسلام لأول مرة في تاريخ البلاد.
وقال مهدي جمعة إن الانتظارات كانت كبيرة بعد انهاء الانتقال الديمقراطي في 2014 “لكن بعد عامين مررنا من الأمل إلى خيبة أمل ووضعية صعبة وعدم وضوح الرؤية وتفشي المحسوبية والفساد.. ونحن نريد أن نعيد الأمل عبر حزب البديل التونسي”.
ويضم حزب جمعة عددا كبيرا من الوزراء السابقين والتكنوقراط من بينهم الهادي بالعربي وهو خبير سابق في البنك الدولي ووزير سابق للتجهيز ومصطفى كمال النابلي محافظ البنك المركزي الأسبق ونضال الورفلي وزير الاقتصاد السابق.
وأضاف: “نسعى أن نكون أقوى حزب وقناعتي أننا سنكون لاعبا أساسيا اعتمادا على برامج اقتصادية وسياسية بديلة تقطع مع الممارسات التي تثير قلق التونسيين. نريد أن نرسل بارقة أمل من جديد للتونسيين في مستقبل أكثر عدالة بين كل الجهات وكل الفئات”.
وتعاني تونس من وضع اقتصادي صعب للغاية بعد 6 سنوات من انتفاضة 2011 التي أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي. ويشعر كثير من التونسيين بالضيق بسبب غلاء الأسعار وتراجع المقدرة الشرائية وتفشي معدلات البطالة.
لكن جمعة تعهد ببرامج اقتصادية واجتماعية تمنح “العدالة لكل التونسيين وفرص العمل للشبان” قائلا إنه سيتم عرض برامجه في وقت لاحق، بحسب “رويترز”.
وشدد جمعة أن حزبه لن يكون حزبا أيديولوجيا وسيسعى لاستقطاب كل الكفاءات من كل التيارات السياسية دون اقصاء.
وكان جمعة يشير على الأرجح للاستقطاب الثنائي الحاد بين حزب “نداء تونس” العلماني وحزب “النهضة” الإسلامي.
ويسعى جمعة للاستفادة من نجاحه في قيادة البلاد لانتقال سياسي كامل في 2014 واطلاقه لحزمة من الاصلاحات الاقتصادية الدقيقة آنذاك لتوسيع قاعدة حزبه ومنافسة “النهضة” و”نداء تونس” في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.