تحرش جنسي وإصابات بالعقم.. هل تستغني إسرائيل عن خدمات المجندات بجيشها؟ (فيديو)

كشفت تقارير إسرائيلية عن أزمة جديدة تتعلق بخدمة الفتيات بجيش الاحتلال، تنضم إلى سلسلة من الأزمات التي  دفعت مراقبين بالدولة العبرية لفتح ملف إلحاق العناصر النسائية بوحدات قتالية، أو وضعهن بالجبهات الأمامية، ولا سيما فيما يتعلق بالوحدات المختلطة العاملة على الحدود، والتي يفترض أنها تشكل خط المواجهة الأول ضد العناصر التي تنتمي لتنظيمات متشددة.

وطبقا لتقرير قناة 20 العبرية، فقد كشفت إحصائيات رسمية أن 46% من إجمالي عدد المجندات اللواتي يخدمن في وحدات قتالية تعرضن لإصابات متنوعة، ويعانين من إصابات مختلفة، بما في ذلك عقب تلقيهن العلاج الطبي.

تخفيف برامج التدريب

ولفت التقرير إلى أن هذه الظاهرة ألقت بظلالها على مستويات برامج التدريب التي تعد مسبقا لرفع الكفاءة القتالية للجنود والمجندات، حيث يسود اتجاه حاليا بضرورة تخفيف أحمال التدريب، وتقليص مدته، ما يعني إعادة مراجعة برامج التدريب المحددة سلفا، وهو أمر يفتح المجال أمام جدوى إلحاق هؤلاء بالوحدات القتالية، والتداعيات المحتملة لذلك.

ونقلت القناة عن رئيس الهيئة الطبية العسكرية بجيش الاحتلال، العميد دافيد داغان، أن الجيش الإسرائيلي اضطر بالفعل لتخفيف مستويات التدريب، ما ينعكس على الكفاءة التنفيذية، لكن تلك الخطوة جاءت لكي تتناسب مع قدرات التحمل النسائية.

وطبقا لما أشار إليه داغان، تأتي معظم الإصابات على شكل كسور في منطقة الحوض، كسور جراء الإجهاد، وهي كسور تحدث فى العظام بسبب الإجهاد دون إصابة واضحة أو صدمة للعظام، هذا بخلاف احتمالات مرتفعة لإصابتهن بالعقم، لافتا إلى أن كل ذلك أدى إلى تراجع القدرات والكفاءة الميدانية.

وأشار محللو القناة المشار إليها إلى أن تلك النقطة الحساسة، تدل على أنه ينبغي على القيادة العسكرية أن تعي أن الجيش الإسرائيلي ليس في حاجة لدمج الفتيات في الوحدات المختلطة، وهو ملف شائك، طرح كثيرا في السنوات والشهور الأخيرة، ولا سيما فيما يتعلق بدمجهن في سلاح المدرعات، واضطرارهن للبقاء داخل آليات عسكرية أو دبابات فترات طويلة برفقة الجنود الذكور.

خراب إسرائيل

ولا تتوقف وسائل الإعلام العبرية عن تناول هذا الملف، وبالأخص حين يجري الحديث عن تداعيات محددة تثبت صحة وجهة النظر الرافضة لدمج الفتيات بالوحدات القتالية إلى جوار المجندين الذكور، للحد الذي دفع الحاخام شلومو أفنير، أحد الحاخامات الكبار المحسوبين على الجناح المحافظ، ضمن التيار المعروف بـ “الصهيونية الدينية”، ورئيس المدرسة الدينية “عاطيريت يورشاليم”، للزعم في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، أن التحاق كل فتاة بالخدمة العسكرية يسهم في تدمير إسرائيل”، على حد قوله.

وزعم وقتها أن “إسرائيل هي قاعدة لملك الله، وأن من يلحق الضرر بهذه القاعدة فإنه يخالف الشريعة، وأن التحاق كل فتاة بالخدمة العسكرية بزعم أنها تحاول أن تساهم في حماية أمن إسرائيل، إنما تساهم في الحقيقة في خراب إسرائيل”، بحسب وصفه.

منتجع ترفيهي

وأوصى ما يسمى “منتدى سلامة الجيش الإسرائيلي”، الذي تأسس في نيسان/ أبريل 2006، ويضم نخبة من قادة جيش الاحتلال السابقين، بإلغاء الكتائب والوحدات التي تضم عناصر نسائية مقاتلة إلى جوار الجنود الذكور، بعد مئات الشكاوى التي وردت بشكل متكرر ودوري حول حالات تحرش تتعرض لها المجندات، معبرا عن ذلك بقوله إن الجنود بالوحدات القتالية التي تضم مجندات يظنون أنهم في منتزه أو منتجع ترفيهي.

وقال رئيس المنتدى، العقيد احتياط راز ساجي، في آذار/ مارس 2016 إن الكتائب التي تخدم فيها المجندات في مهام قتالية إلى جوار الجنود الذكور مصيرها إلى الانهيار، على خلاف خدمتهن في مهام إدارية.

تحرش لا يتوقف

ونشر مركز “ماهوت” الإسرائيلي، المعني بإعادة تأهيل المجندات اللواتي تعرضن لحالات تحرش جنسي، مطلع كانون الثاني/ يناير 2017 تقريرا، أكد خلاله أن العام الماضي شهد زيادة بلغت نحو 20% في أعداد المجندات اللواتي أبلغن عن تعرضهن للتحرش أثناء خدمتهن العسكرية بجيش الاحتلال.

وأشار إلى أن عام 2016 شهد بلاغات تقدمت بها مجندات بشأن تعرضهن لتحرش جنسي بلغت 802 بلاغ، مقارنة بالعام الذي سبقه، حيث لم تزد أعداد البلاغات عن 686 بلاغا، حول تعرض المجندات للتحرش داخل وحداتهن العسكرية.

مجندات على الحدود

وحذر مراقبون إسرائيليون في شباط/ فبراير الماضي من اتجاه داخل الجيش الإسرائيلي لتحويل القوات العسكرية العاملة على الحدود إلى كتائب ووحدات نسائية فقط، أو في أفضل التقديرات، يغلب عليها العنصر النسائي، وعبروا عن دهشتم تلك بطرح سؤال “هل يستدعي الجيش عملية الاختطاف القادمة بحق مجندة؟”، ملمحين إلى أن الحديث وقتها سيجري عن كارثة.

وبحسب تحقيق بثته القناة الإسرائيلية السابعة وقتها، شهدت أعوام 2015 – 2016 زيادة قدرها 350% في أعداد المجندات العاملات على الحدود، ضمن سلاح المشاة، مؤكدة أن الحديث لا يجري عن زيادة طبقا للنسبة والتناسب، بمعنى أن تلك الزيادة لم تقابلها زيادة مماثلة في أعداد الجنود الذكور العاملين على الحدود الإسرائيلية.

ونبهت القناة السابعة، إلى أن إحدى الفصائل المخصصة للاستطلاع ومراقبة الحدود “فصيلة إيلات” تحولت اليوم إلى قوة نسائية خالصة، أي لا يخدم بها أي من الجنود الذكور، مضيفة أن لديها معلومات تفيد بأن الفترة المقبلة ستشهد تحويل كتيبة قتالية مخصصة للاستطلاع أيضا، وهي “كتيبة إيتان”، ستصبح كتيبة نسائية بالكامل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *