دعا وزير الشؤون الاستخباراتية بحكومة الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، لتوطين ما لا يقل عن 100 ألف مستوطن يهودي جديد بالجولان المحتل.
وقال كاتس، وهو وزير ونائب بالكنيست عن حزب الليكود ويتولى -أيضا- حقيبة المواصلات بحكومة الاحتلال، إن على إسرائيل أن تعزز سيطرتها على الهضبة المحتلة، عبر زيادة أعداد المستوطنين، مشيرا إلى دعم الحكومة الإسرائيلية للخطوات التي تقوم بها الإدارة الأمريكية حاليا بشأن سوريا.
وأوضح كاتس في حوار مع إذاعة “صوت إسرائيل” صباح اليوم الأحد، أن الضربات الأمريكية الأخيرة والسياسات التي يتبعها الرئيس دونالد ترامب تعد رسالة للقيادة الإيرانية ولحزب الله.
ونوه إلى أن الحديث يجري عن تغيير جذري في السياسات الأمريكية، وأنه “لو كانت إسرائيل يتيمة حتى تبادل السلطة بالولايات المتحدة الأمريكية، تقف وحدها في مواجهة محور الشر، فإنها الآن وبعد القصف الأمريكي تعيش في واقع مختلف تماما”، على حد قوله.
مصلحة إسرائيلية
وتابع بحسب موقع القناة الإسرائيلية السابعة، أن الوضع الجديد سيتسبب في وقف المد العسكري والاستخباراتي الإيراني، والأنشطة التي تتسبب في عبء اقتصادي على كاهل إسرائيل “لأنها تضطر لتخصيص موارد وطاقات هائلة لمواجهة هذا التهديد”، بحسب قوله.
وطالب الوزير الإسرائيلي، بضرورة إبداء نوايا جادة بشأن السيادة والسيطرة الإسرائيلية على الجولان، وقال إنه ينبغي على دولة الاحتلال القيام بتوطين ما لا يقل عن 100 آلاف مستوطن جديد هناك.
وقال كاتس، إن ثمة مصلحة كبيرة لإسرائيل في عودة الولايات المتحدة الأمريكية بقوة للعب دور أساس في الشرق الأوسط، وذلك في معرض تعليقه على الضربات الأمريكية التي استهدفت مطار الشعيرات العسكري في حمص، مضيفا أن “سياسات القيادة من الخلف التي اتبعها الرئيس السابق باراك أوباما كانت غير مفهومة”.
إغلاق المجال الجوي
وجاءت دعوة الوزير الإسرائيلي لتوطين هذا العدد من اليهود، بعد ساعات من إغلاق الجيش الإسرائيلي المجال الجوي لمنطقة الجولان، على خلفية الضربات الأمريكية، وذلك ضمن قرار مبدئي صادر عن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، في إطار تقييم نتائج الهجوم الصاروخي الأمريكي على أهداف داخل سوريا.
وتوصلت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، إلى تقدير ينص على ضرورة غلق المجال الجوي لمنطقة الجولان المحتل، لحين الانتهاء من تقييم الصورة الكاملة، إذ يستمر الغلق حتى يوم الـ18 من نيسان/ أبريل الجاري لحين إشعار آخر، ووقتها سوف يتم وضع تقديرات جديدة طبقا للوضع القائم ساعتها.
وشمل القرار حظر تحليق جميع الطائرات السياحية أو الطائرات الصغيرة المُسيرة عن بعد، أو حتى الشراعية، بهدف تفعيل حالة التأهب القصوى التي أعلنها الجيش الإسرائيلي عقب الهجمات الأمريكية، وعدم تشويش عمل أجهزة المراقبة والقوات التي ترصد الأوضاع في سماء الجولان المحتل.
السيادة على الجولان
وأوصت دراسة صادرة عن معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي في شباط/ فبراير العام الماضي بالتحسب العسكري والسياسي لتفكك سوريا، وافترضت أنه في حال تم تقسيمها، فإن هناك عناصر ستكون مستعدة للتعاون مع إسرائيل، من بينها العناصر السُنية المعتدلة والدول الداعمة لها، وأن تتجنب تماما دعم أي عناصر راديكالية، تنضم مستقبلا إلى “داعش” أو “القاعدة”، داعية إلى وضع خطة أمنية خاصة بمرتفعات الجولان، والتعامل مع القوى التي ستنشأ هناك.
وعقدت حكومة الاحتلال الإسرائيلي في نيسان/ أبريل 2016 اجتماعا استثنائيا بإحدى المستوطنات بالجولان المحتل، في رسالة رأى مراقبون أنها موجهة إلى موسكو وواشنطن، بأن إسرائيل لا تعتزم الانسحاب من الهضبة السورية المحتلة منذ العام 1967.
وصرح نتنياهو وقتها بأنه “آن الأوان أن يعترف المجتمع الدولي بحقيقتين، الأولى هي أن خط الحدود بين سوريا وإسرائيل لن يتغير، مهما تغيرت الأوضاع في سوريا، وأن حكومة إسرائيل لا تكترث بما سيحدث من تغيير هناك، والثانية هي أنه آن الأوان لأن يعترف المجتمع الدولي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان”، على حد قوله.
ورأى محللون إسرائيليون، أن تصريحات رئيس الحكومة نتنياهو، بشأن بقاء الجولان تحت السيادة الإسرائيلية، جاءت على خلفية محاولاته حشد تيارات اليمين في إسرائيل، لكنها في الوقت نفسه شكلت رسالة مهمة للعالم وخطوة استباقية للرد على احتمال مطالبة إسرائيل بإعادة الجولان للسيادة السورية.