سياسي أمريكي بارز يحذر إدارة ترامب من “ازدواجية” قطر ودعمها للارهاب

حذر السياسي الأمريكي المخضرم، دينيس روس، إدارة الرئيس الجديد دونالد ترامب من “ازدواجية” سياسات قطر التي وصفها بأنها تحاول أن تمسك العصا من النصف بالسعي للحصول على تحالف مع الولايات المتحدة، بينما تمول الإخوان المسلمين وجماعات متشددة أخرى في أكثر من منطقة.
جاء ذلك في مقال بصحيفة “يو اس اي توداي” لروس، الذي هو مستشار وزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وكان مستشارًا خاصًا لشؤون منطقة الخليج وجنوب غربي آسيا للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ما بين عامي 2009 و2011.
وقال روس إن حلفاء الولايات المتحدة يجب أن يتشاركوا مصالحها وأهدافها وأعداءها، ويدعموا سياساتها الأساسية، بينما تقدم قطر الدعم، وبالأخص الدعم المادي لأولئك الذين يهددون مصالح أمريكا وحلفائها وشركائها، وبهذا المقياس، فإن قطر بالتأكيد ليست حليفاً للولايات المتحدة، فلا يتفوق عليها أحد في تشجيع الإخوان المسلمين، الذين اتهمهم بالترويج للتعصب الديني.
مشيرًا إلى أنه وخلال زيارة البابا “فرانسيس” لمصر، تحدث “صموئيل تادرس” عن أن حساب الإخوان المسلمين في الإسكندرية كتب على تويتر: “بابا الإرهاب، جاء لإنهاء ما تبقى من الإسلام”.
وتحدث روس بالخصوص كذلك عن شبكة “الجزيرة” التي تحصل على الدعم من حكومة قطر، قائلا إنها لطالما وفرت منصة للقرضاوي، ولأولئك الذين يدعمون الإخوان المسلمين والإسلاميين بشكل عام.
وبالطبع تقوم الشبكة باستضافة بعض الآراء الأخرى، ولكن هذا بهدف إضفاء الشرعية على المعتقدات المتطرفة والتعصب، ومنحهم مكانة متساوية مع الآخرين، والسماح باستمرار التكرار الذي يعطيهم مصداقية.
ويتابع روس أنه “للأسف لا تكتفي قطر باستخدام القوة الناعمة مثلما تستخدم شبكة “الجزيرة” للترويج للإسلاميين المتطرفين. ففي كل من ليبيا وسوريا، قدمت قطر المال والمواد للمقاتلين الإسلاميين. وعندما حاولت إدارة أوباما في عام 2011، التنسيق مع قطر وبلوغ الشفافية حول أماكن إرسالها للأسلحة في ليبيا، نادراً ما حصلت على إجابات مباشرة، ووجدت أنها ترسل الأسلحة باستمرار إلى القوات الإسلامية، والميليشيات المعادية للولايات المتحدة، وقد اتبعت نفس النمط في سوريا”.
كيف يمكن تفسير سلوك قطر؟
ويرى روس أن “قطر دولة صغيرة جداً لديها طموحات للعب دور أكبر حجماً في المنطقة وخارجها، ولذلك استخدمت ثروة الغاز الطبيعي والثروة النفطية مع عدد سكانها القليل، لبناء النفوذ بالمال. وبينما يرى البعض أن قطر تستخدم أموالها لتأمين نفسها من الإسلاميين حتى لا يسببوا مشكلة في قطر، يفضل القطريون تقديم أنفسهم على أنهم يلعبون هذا الدور لبناء العلاقات بين الإسلاميين والغرب. وقد تكون هذه الحجة أكثر إقناعاً إذا كان هناك أي دليل على أن قطر استخدمت موقفها من أجل التخفيف من سلوك الإخوان أو الإسلاميين المتطرفين الآخرين. ولكن ليس هناك أي دليل حقيقي على ذلك”.
ويتابع: “بدلاً من ذلك، فإن ما يراه المرء هو أن قطر تريد أن تمسك العصا من النصف، حيث تحافظ على علاقاتها مع أمريكا والإسلاميين، بإبقاء قاعدة الولايات المتحدة في البلاد كوسيلة لضمان الحصول على الحماية الأمريكية لردع التهديدات العلنية للبلاد بينما تحافظ أيضاً على روابطها مع جماعة الإخوان المسلمين والمجموعات المتشابهة، ودعوة الجامعات الأميركية لإقامة الفروع بقطر، وإبراز الاستثمار في التعليم والقيم الغربية، مع استمرارها في دعم “الجزيرة” ودورها في نشر النهج المعادي لتلك القيم”.
ويختم بالقول “لكن قطر لا تستطيع الاستمرار في إمساك العصا من النصف إلا إذا سمحت لها الولايات المتحدة بذلك، فمن الواضح أن قادة قطر يحتاجون للعلاقة الأمنية الأمريكية. ولذلك يجب على “ترامب” أن يوضح لهم أنهم سيحصلون عليها طالما أنهم لا يهددون مصالح الولايات المتحدة ومصالح شركائنا في المنطقة. ومهما كانت أهمية القاعدة، يجب على القطريين أن يعرفوا أن الولايات المتحدة لديها بدائل وهي مستعدة لتطويرها في أماكن أخرى، ما لم تكن قطر مستعدة لأن تكون شريكاً حقيقياً وليس طرفاً يساهم في التهديدات التي يجب التصدي لها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *