الدكتور الشريف حاتم العونى العضو السابق بمجلس الشورى السعودى والاستاذ بكلية اصول الدين بجامعة ام القرى فى حوار لبوابة العرب اليوم

 -لقاء الامام الاكبر د/ احمد الطيب والبابا فرنسيس يؤكد بطلان الدعاوى التى تروج ان الاديان تدعوا الى العدوان
-مواجهة التطرف تتطلب تنقية كتب التراث وتعاون المؤسسات الدينيه والسياسيه والتعليميه والاعلام .
-على ايران الكف عن محاولات نشر التشيع بالقوه والعمل على اشاعة التعايش بين السنه والشيعه .
فى اطار المؤتمرات التى ينظمها الازهر لنشر الفكر المعتدل وتكريس مبدأ المواطنه والتعايش بين الاديان ومحاربة الارهاب والتطرف عقد الازهر مؤتمر السلام العالمى بحضور بابا الفاتيكان فرنسيس لتكريس تلك المبادئ برعاية الامام الاكبر احمد الطيب شيخ الازهر والذى يمثل اكبر مؤسسه دينيه فى العالم الاسلامى والبابا فرنسيس والذى يمثل معظم مسيحى العالم وعقب هذا المؤتمر كان لبوابة العرب اليوم  هذا الحوار مع الدكتور الشريف حاتم العونى عضو مجلس الشورى السابق والاستاذ بكلية اصول الدين جامعة ام القرى .
-رغم ان الازهر عقد مؤخرا عدة مؤتمرات لتكريس مبدأ المواطنه  ومحاربة الفكر المتطرف الاثرى ان مؤتمر السلام العالمى الذى حضره البابا فرنسيس تكرار لنفس الفكره ؟
ارى ان هذا المؤتمر اضاف جديدا لانه ركز على فكرة معينه وهى ان الاديان كلها جاءت لتحقيق السلام فى الارض وانه لا يوجد دين يدعوا الى الحرب والعدوان والظلم ولاشك ان وجود قيادات دينيه اسلاميه ومسيحيه على هذا المستوى والمتمثل فى الامام الاكبر شيخ الجامع الازهر وبابا الفاتيكان وعدد من القيادات الدينيه الاخرى سوف يؤكد بطلان الدعاوى التى تروج ان الاديان تدعوا الى العدوان .
-وماهى الشروط الضروريه لاستئناف الحوار فى الاسلام المسيحى والذى توقف لفتره من الوقت ؟
ارى ان اى حوار لابد ان ينطلق من دعاوى عادله ومنصفه وان لا توجه اتهامات لدين معين بشكل يضعه فى موضع الدفاع عن النفس بل يجب التأكيد على ان الاسلام والمسيحيه دينان يدعوان الى السلاموكذلك ايضاح ان هناك نصوص فى الديانتين تم فهمها بصوره خاطئه حتى يكون رد على دعاه التطرف بان هناك نصوص تحصى على الحرب والكراهيه .
-ولكن هناك من يشكك فى جدوى تلك المؤتمرات باعتبارها تخرج بتوصيات لاتنفذ ؟
لاشك ان تلك المؤتمرات مهمه ومفيده ولكنها لن تؤتى بثمارها الا اذا فعلت التوصيات واذا كان الازهر ومؤسساته يبذلان جهد كبير فى هذا المجال فان الامر يحتاج الى تعاون مؤسسات اخرى كوزارة التربيه والتعليم وغيرها .
-وكيف ترى الحمله الحاليه الموجهه ضد الازهر بدعوى نشر التطرف لعدم تكفيره لداعش ؟
الحقيقه هى حمله ظالمه لان الازهر يعد رمز من رموز الوسطيه والاعتدال والسلام والسماحه ومن هذا المنطلق كان استغرابى من تلك الحمله لانها ستؤدى الى مردود عكسى وسوف تعزز موقف داعش والمتطرفين لانها ستعطى مبرر لهم بان مايحدث هو هجوم على الاسلام اما بالنسبه لقضية تكفير داعش فلاشك ان التكفير له اصوله الشرعيه وقد افتى الازهر بان جماعة داعش جماعه مجرمه يجب قتالا فماذا نريد اكثر من ذلك ؟
-هناك حمله اخرى تشن على علماء السعوديه ايضا بنشر التطرف باعتبار ان الفكر الوهابى فكر متشدد يساعد على التطرف فما ردك على هذا ؟
لاشك ان هناك اخطاء يجب الاعتراف بها وهى ان هناك نصوص موجوده فى تراثانا الاسلامى يجب مراجعتها وتنقيتها لان تراثنا اجتهادىيوجد به اجتهادات خاطئه من جانب العلماء بعيدا عن نصوص الكتاب والسنه فهى مقدسه ولاشك ان تلك الاجتهادات هى من تستند اليها الجماعات المتطرفه ويجب مراجعتها والاستدلال عليها من الكتاب والسنه ورغم ذلك فا الحكومه السعودية تحارب الارهاب والتطرف وتنشر الفكر الوسطى وهذا امر يجب الاعتراف به .
-فى ظل الاتهامات الموجهه من الغرب الى الاسلام بانه يدعوا الى الارهاب والتطرف نادى البعض بضرورة تطوير الخطاب الدينى فما هو مفهومك لهذا التطوير ؟
تحديث الخطاب الدينى ضروره مستمره متجدده مادامت الحياه مستمره لكننا اليوم نحتاج الى تجديد سريع وعميق لان البعض فى الجماعات المتطرفه تستثمر الاخطاء الموجوده فى كتب التراث والتى يقع فيها بعض العلماء ولهذا فنحن نحتاج الى علماء حقيقيين لديهم فقه فى فهم العلوم الشرعيه لمخاطبة هؤلاء المتطرفين باللغه التى يفهمونها وهذا يحتاج ايضا الى تعاون الجهات الرسميه ووسائل الاعلام ودور العلم مع تلك الجهود لان الامر لا يتوقف فقط على جهود المؤسسات الدينيه .
-وهل يتطلب الامر التصدى لفوضى الفتاوى التى تفشت مؤخرا ؟
لاشك ان تلك الفتاوى التى تصدر عادة من غير المتخصصين تفسد عقائد الناس ولذلك لابد من مواجهة ذلك من خلال قوانين وتشريعات تجرم اصدار فتاوى من غير المتخصصين .
-وهل يتطلب الامر عقد مؤتمر اسلامى للتصدى لتلك الظاهره ؟
هذا ممكن وعقدنا بالفعل مؤتمرات خرجت بتوصيات ولكنها لم تنفذ .
-وماذا عن الاحتقان المذهبى الذى تقف وراءه بعض الجهات كايران ؟
لاشك ان الامر يتطلب فك الارتباط بين المواقف السياسيه التى ربما تكون على صواب او خطأ وان يتوحد الجميع تحت راية الاسلام ولاشك ان الحكومه الايرانيه حكومه طائفيه تعمل على نشر التشيع فى العالم الاسلامى استغلالا لحاجات الناس او جهلهم او من خلال استخدام الميلشيات التابعه لها كما يحدث فى لبنان او اليمن وهذه سياسه خاطئه لانها تهدف الى جعل الشيعه اكثريه وهم اقليه وهذا امر صعب التحقيق لانهم لايمتلكون اكثر من 10% من المسلمين وكان ينبغى على الحكومه الايرانيه اشاعه التعايش السلمى بين السنه والشيعه والكف عن تلك الدعوات .
-وماهى اهمية التقارب المصرى السعودى فى هذا التوقيت ؟
لاشك ان اعداء الاسلام يهمهم التفرقه بين مصر والسعودية بصفه خاصه باعتبارهما اكبر كيانان فى العالم الاسلامى ولذا فان على اى مسلم غيور على دينه او حريصا على وحدة امتنا العمل على تحقيق التقارب بين ابلدين مهما كانت الخلافات بينهما وهل خلافات فى الرؤى وليس الاهداف .
-فى النهايه ماهى رؤيتك لسبل خروج امتنا من كبوتها ؟
نحتاج الى امور كثيره فلاشك ونحن فى القرن الواحد والعشرين نعيش حالة تخلف ثقافى وعلمى وهذا نتاج اخطاء متراكمه ولاشك ان الخروج من هذا يتطلب تكاتف الجميع من قادة سياسيين ودينيين حتى نخرج من تلك الكبوه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *