يواصل جنوبيو اليمن توافدهم إلى العاصمة المؤقتة عدن، استعداداً لإقامة فعالية جماهيرية حاشدة، غدا الأحد، تلبية لدعوة أطلقها “المجلس الانتقالي الجنوبي“، لإعلان التأييد الشعبي له، والتي تأتي تزامناً مع ذكرى إعلان “فك الارتباط”، السابعة والعشرين، بين جنوب اليمن وشماله، قبل أن تندلع حرب عام 1994.
وقدِم المشاركون من محافظات الجنوب، على مدار اليوم السبت، إلى مدينة خور مكسر، التي ستشهد الفعالية الشعبية بساحة العروض المركزية، ومن المقرر وصول بقية وفود المحافظات الأخرى البعيدة عن عدن في وقت لاحق.
ودعت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، في بيان لها، أبناء الجنوب إلى الحشد والمشاركة في “مليونية 21 مايو”، في أولى اجتماعاتها المنعقدة بعدن، لـ”تجديد العهد بالمضي صوب تحقيق الخلاص، والاستقلال بالجنوب، وطنا وشعبا وهوية، ولتأييد إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي”.
ويعتقد رئيس مركز عدن للبحوث الاستراتيجية، حسين حنشي، أن الفعالية التي ستشهدها عدن، “تمثّل أهمية بالغة للمشروع الجنوبي، حيث أنها تصنع شرعية شعبية للمجلس الانتقالي الجنوبي، ليكون الممثل الوحيد للقضية الجنوبية، وهو ما يعني بروز حامل سياسي موحد لهذه القضية، حتى يجد من يضع يده بيده، في سبيل أي حل للقضية الجنوبية”.
وقال حنشي، إن هذه الفعالية تقطع الطريق على القوى اليمنية التي تستخدم أسلوب “التزوير”، لإرادة الجنوبيين، من خلال خلق ممثلين له من شخصيات ومكونات لا تمثل مشروعهم، كما حدث في تسويات سبقت.
وتأتي هذه الفعالية، بعد أن أنهت قيادة المجلس الانتقالي، “مباحثاتها على مدى أسبوع، مع عدد من المسؤولين السعوديين، إضافة إلى دبلوماسيين عرب وغربيين، تمحورت حول مستقبل الجنوب السياسي”، وفق ما أعلنته صفحة رئيس المجلس الانتقالي، محافظ عدن السابق، اللواء، عيدروس الزبيدي، على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وذكرت الصفحة، أن الزبيدي، ونائبه الشيخ هاني بن بريك، غادرا أمس الجمعة، العاصمة السعودية الرياض، إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وقال نفس المصدر، إنه من المنتظر “أن يلتقي الوفد الجنوبي، بمسؤولين إماراتيين لتفعيل الاتفاقيات المبرمة حول الخدمات الأساسية في نطاق الكهرباء والماء والاتصالات والصحة، إلى جانب لقاءه بعدد من أعضاء المجلس الانتقالي في العاصمة الإماراتية”.
وأبدى عضو اللجنة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي، نزار هيثم، تفاؤله من نتائج التحركات السياسية لقيادة المجلس الانتقالي، في كل من السعودية والإمارات.
وقال هيثم، إن “ثمة تفهما إيجابيا لأهمية إنشاء المجلس الانتقالي، ليكون حاملاً سياسياً لقضية شعب الجنوب، ولوجود قيادة موحدة”، لافتاً إلى أن المجلس الانتقالي جاء ليؤكد شراكته الحقيقية مع الرئيس عبدربه منصور هادي، والحفاظ على الشراكة الاستراتيجية مع التحالف العربي، في مجال مكافحة الإرهاب وتأمين الممرات البحرية الدولية.
وتوترت علاقة الجنوبيين، مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وحكومته الشرعية، بعد إقالة محافظ عدن اللواء الزبيدي، ووزير الدولة، هاني بن بريك، ضمن جملة من التعديلات الحكومية، تسببت بإشعال احتجاجات شعبية، تندد بالقرارات الرئاسية، قبل أن يتم إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي.
وأعلن الرئيس هادي وحكومته رفضهم القاطع للمجلس، مؤكدين أن “تلك التصرفات والأعمال تتنافى كليا مع المرجعيات الثلاث المتفق عليها محليا وإقليميا ودوليا”.