ضابط مخابرات هارب من الدوحة اختراق وسائل الإعلام القطرية تلفيق وحدوثه مستحيل

 

قال الضابط السابق في المخابرات القطرية الهارب إلى بريطانيا، علي آل دهينم، إن زعماء الإمارات والسعودية، طيلة العشر سنوات الماضية، تحملوا النظام القطري، بداية من الأمير الأب الشيخ حمد بن خليفة، ثم الأمير الحالي تميم بن حمد، رغم أن مواقفهما تمس الأمن القومي العربي والخليجي، وذلك حفاظًا على وحدة مجلس التعاون الخليجي، لكن الخرجة القطرية الأخيرة كشفت أنه “طفح الكيل”.

وأشار علي آل دهينم، إلى أن الرياض وأبوظبي تدخلتا كثيرًا لدى القاهرة للامتناع عن الرد على تجاوزات “الدوحة”.

وأوضح “آل دهينم” في حوار مع “إرم” من لندن ، أن هناك استحالة باختراق النظام الأمني الإلكتروني لوسائل الإعلام القطرية، كما زعمت “الدوحة”، بسبب برامج الحماية الإلكترونية المستوردة من إسرائيل بقيمة 70 مليون دولار منذ سنوات، والتحكم فيها يكون من مقر قسم الإعلام بمقر أمن الدولة القطري.

وقال آل دهينم “إن نفي السلطات القطرية لصحة التصريحات الأخيرة هو تنصل يؤكد الخبر، فالأمر عكس أن الأسرة الحاكمة أرادت إشعال الموقف في الخليج لصالح إيران، بعد التهميش الذي وجده أمير قطرفي قمة الرياض، من جانب السعودية والإمارات، لصالح غريمه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي قوبل بحفاوة كبيرة، ولكن خطة إشعال الموقف ردًا على ذلك، جاءت عكس التوقعات فهذه المرة تفاجأ الجميع برد الفعل الغاضب على تصرف الأمير، فوجد التنصل طريقًا”.

فرضية اقتحام الأنظمة الأمنية الإلكترونية

ويقول الضابط السابق إنه “من المستحيل لأية جهة داخلية أو خارجية أن تقتحم هذا النظام، فالدوحة لديها برامج حماية لنظامها الإلكتروني، دائمة، من خلال أجهزة حصلت عليها من إسرائيل بـ 70 مليون دولار، في إطار التعاون الأمني بين الدوحة وتل أبيب، ومن المستحيل اختراقها أبدًا”.

ويضيف “المحطة المتحكمة، والجهاز الرئيس لاستقبال المعلومات والبيانات لوكالة الأنباء موجود في جهاز أمن الدولة، وليس في الوكالة، وبه مناوبة على مدار 24 ساعة، وهي التي توزع الأخبار على “الجزيرة“، والصحف، ووكالة الأنباء القطرية، وفي النهاية فإن كل الكلام الذي ذكر في البيان، لم تنفه الدوحة متمسكة بدفاعها عن إيران وحماس، وعلاقتها مع إسرائيل”.

الدوحة والشرق الأوسط

يقول الضابط السابق “سأجيب في إطار عملي السابق، بالتركيز على مصر والسعودية، فمشكلة قطر مع مصر هي نفس مشكلتها مع سوريا، ومثل هذه المشاكل متجذرة منذ بداية سيطرة الشيخ حمد على الحكم في قطر، قبل أن يخلع والده بـ 3 سنوات تقريبًا، وبعد ذلك تجذر الخلاف، ولكن إذا تطرقنا إلى العلاقة بالقاهرة، فقد كانت هناك علاقة حميمة بين الشيخ خليفة والرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، حيث كان داعمًا سياسيًا واقتصاديًا لمصر”.

ويتابع “عندما حدث الانقلاب رفضه مبارك، وصارت حملات في الصحف المصرية، ومن هنا جاء دور قطر البعيد المدى لإسقاط النظام المصري، ودعم الإسلاميين وإيصالهم إلى السلطة، ليأتي “الإخوان” بملفات تتعلق بالأمن القومي المصري، والأهم من ذلك ملف القيد الأمني لقطر في مصر، فلكل دولة ملف قيد أمني عند كل دولة، بمعنى أن قطر لها ملف قيد أمني في مصر، ومصر لها ملف قيد أمني في قطر، وهذا أمر طبيعي، والقيد الأمني الذي سرب إلى الدوحة عبر “الإخوان” في قضية التجسس الشهيرة التي تحاكم فيها قيادات الجماعة في مصر، يتضمن تاريخ العلاقات منذ عام 1972، وما يقوم به أعضاء السفارة بالقاهرة من أنشطة معادية”.

ما سر الخلاف بين الرياض والدوحة؟

يقول الضابط السابق: “الخلاف مع السعودية، بدايته تعود لعام 1992، عندما سيطرت قوات سعودية على مركز حدودي بين البلدين، وكان الشيخ “خليفة” جد “تميم” في إجازة خاصة في أوروبا آنذاك، وحاول “حمد” أن يُنهي الموضوع، فاتصل بالملك فهد، وولي العهد وقتها عبد الله، فلم يجيباه، ليكتشف أنهما اتصلا بوالده في الخارج، وطلب منهما عدم التواصل معه، فقام “حمد” بتصعيد الموضوع لحين جاء التدخل من ولي العهد عبد الله للتهدئة” وأضاف “عندما وصل حمد إلى السلطة، حاول أبوه خليفة استرجاع الحكم بحركة انقلابية، بمساعدة الملك فهد في عام 1996”.

بماذا ستحتمي الدوحة إذا خسرت مظلة مجلس التعاون الخليجي؟

يقول الضابط السابق “الدوحة تعول على العلاقة الاستراتيجية المتميزة مع إسرائيل، وأيضًا العلاقة المهمة مع دوائر صنع القرار في أمريكا، فهي من أتمت عملية تأجير قاعدة “العديد”، مقابل 695 مليون دولار، ودول الخليج لا سيما الإمارات والسعودية والبحرين، تحملت كثيرًا ما تقوم به قطر، لأنها تتمسك بالحفاظ على وحدة الخليج العربي، ودائمًا ما كانت تتدخل لدى مصر، حتى لا تتخذ موقفًا من الدوحة، بسبب العمل على زعزعة الاستقرار، وكثيرًا ما طفح الكيل، ولكن حكمة زعماء الخليج كانت طويلة الأمد”.

وقاعدة العديد هي الأكبر في الشرق الأوسط، كل أفرادها حسب اتفاقية إنشائها حاصلون على امتياز حماية مثل الدبلوماسيين، وفيها أكبر مخزون في الشرق الأوسط للأسلحة والذخائر، ومركز عمليات للقوات الأميركية في الشرق الأوسط والخليج، وأيضًا مركز قيادة، وتحتوي على مراكز أبحاث عسكرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *