المؤرخ الفلسطيني عبد القادر ياسين فى حواره لبوابة ا لعرب اليوم : قضية الأسلحة الفاسدة أكذوبة روجها الضباط الاحرار لأقصاء الملك فاروق من حكمه صدام حسين وراء أقناع ياسر عرفات فى توقيع أتفاقية أوسلو

 
– صدام حسين وراء أقناع ياسر عرفات فى توقيع أتفاقية أوسلو  
– نتيجة النكبة ضياع 70% من أرض فلسطين و تهجير 60% من شعب فلسطين  وتدمير أكثر من 400 قرية ومدينة.

تمر الذكرى ال 69 على حرب فلسطين عام 1948 والتى تحمل فى ذكراها إلما تنجرح لها القلوب لما تحمله من ذكرى هزيمة الجيوش العربية فى الحفاظ على  الفلسطينين واقامة الكيان الصهيونى على الأراضى الفلسطينية بشكل مباح ودائم  بل ظل المشروع الاسرئيلى  يروج تهديداته بالمنطقة العربية
وعن تداعيات تلك النكبة واثرها على العالم العربي كان لنا الحوار مع المؤرخ الفلسطينى  عبد القادر ياسين والذى ينتمى إلى عرب 48
س/ما هى الأعتبارات التى أدت إلى اختيار دولة فلسطين لقيام كيان صهيونى أسرائيلى ؟

حين وصلت الرأسمالية الأوروبية الغربية لمرحلة الأمبريالية استقرت أن تفتش على مستعمرات لها تبنى من خلالها جسورها  الحديدية لتصل من خلالها إلى مطامعها فى تكوين أمبراطورية أوروبية تتخلص خلالها من  الكيان العربي والافريقي والاسيوي .
وحين احتلت حملة إبراهيم باشا  سوريا بأقطارها الاربعة (سورية ولبنان وفلسطين والأردن) وهزمت الجيوش العثمانية عام 1832 -1840 
توجست الامبريالية العالمية وفى مقدمتها البريطانية خائفة من قيام دولة عربية فى الوطن العربي 
وهذا جعل  بالميرستون وكان وزير الخارجية البريطانية عام 1840 أن يرسل رسالته إلى القنصل البريطانى فى الأستانة تتضمن فى فحواها 
بأنه لابد من خلق جسم غريب وفصل تام  بين القسم الافريقي من الوطن العربي والقسم الاسيوى من الوطن العربي مما يحول دون وحدة هذا الوطن أو قيام دولة قوية فيه فدولة فلسطين فى موقع متوسط مابين القسمين الاسيوى والافريقي لذا بدأ العمل على هذا الأطار .
والصهيونية كحركة أستعمارية ولدت فى المرحلة الامبريالية الاوروبية لذلك حملت كل بشاعات الاستعمارية العالمية بما تتضمن من افكار هادمة وارهاب نفسى لن ينتهى حتى الان وكان من الطبيعى ان التقاطع الذى حدث بين الرأسمالية اليهودية فى أوروبا الغربية ومابين الأمبريالية العالمية تلك التقاطع حدث لان الرأسمالية اليهودية تطلعت إلى أن تتخلص من الضغوط التى نشأت عليها من المرحلة الأمبريالية .
وحين انعقد المؤتمر الصهيونى الاول  فى بازل بدولة  سويسرا فى صيف 1898 احترت الرأسمالية اليهودية فى امر الملاذ الاقتصادى التى تريده لنفسها والتخلص من الاضطهاد والضغط الاوربي التى تعرضت لها خلال سنوات عدة احترت لقيام دولتها مابين دولة أوغندا والارجنتين وقبرص وسيناء وقد فرضت عليهم الامبريالية البريطانية اختيار فلسطين وهنا تقاطعت المصالح واضطرت الحركة الصهيونية ان تقرر فى كلماتها بأن لها جذور فى فلسطين وقرروا الاستوطان
 والسبب لم يكن دينياً فالصهاينه لم يكن أكثرهم متدينين , إنما إستغلوا الناحيه الدينيه سياسياً لإستمالة اليهود .
 وإستغلوا كلمة أرض الميعاد لإغراء اليهود المضطهدين في روسيا وألمانيا للهجره إلى فلسطين .
وإستغلوا التوافق بين الأهداف الإستعماريه البريطانيه والفرنسيه وأهداف الصهيونيه للحصول على وعد بلفور , هذا الوعد الذي لقي معارضه من الكثير من اليهود . 
فسبب إختيار فلسطين سياسي وإقتصادي , سياسي … لخلق أداة يمكن من خلالها السيطره على الشرق الأدنى (كما كان يسمى حينها) , والشرق الأوسط بعد ذلك . وإقتصادي … للتوقعات النفطيه في المنطقه .    
تمثل قاعدة عسكرية متقدمة تحافظ على السيطرة في منطقة الشرق الاوسط ، هذا ما اقتنع به بلفور ، رئيس الوزراء البريطاني صاحب الوعد الشهيد ( وعد بلفور ) عام 1917بدأت الحركة الصهيونية بالعمل على تحقيق  المشروع والتجييش له بين اليهود والاوربيين وتوفير الامكانيات المالية وشراء اراضي ، 
طبعا يجب ان يكون هناك حافز لليهود ليأتوا الى ارض فيها شعب آخر ، تم تبني طبعا الشعار الديني اليهودي ، بانها الارض التي وعد الله بها اليهود ، ارض السمن والعسل ، وهكذا تم اعطاء البعد الديني للمشروع الاستعماري ، حصة الغرب اليهودي تكون فلسطين ، ا
والوثائق تثبت فيما بعد إن الحركة الصهيونية قدمت سيارات لالمانيا مقابل اخراج اليهود وممارسة مذابح ضد البعض لتحفيزهم على السفر ، البعض كان يرفض الذهاب الى فلسطين وضغطوا على الامريكان لاغلاق الطريق الى امريكا ولتوجيهى المهاجرين الى فلسطين حيث سهلت لهم بريطانيا المحتلة الدخول الى فلسطيني ، رغم رفض الشعب الفلسطيني وثوراته منذ عام 1922 ضد الهجرة الصهيونية ، لم يكن يمتلك اليهود في فلسطين عام 1908 الا 6% من اراضي فلسطين وهي حصة تشمل اليهود الفلسطينيين الذين هم جزء من الشعب الفلسطيني وليس جزء غريب ، وكانوا يعيشون بين الفلسطينين بشكل طبيعي في كلا المدن الفلسطينية 
س/ ما هى الاخطاء المرتكبة من قبل العالم العربي التى أدت إلى الاحتلال الاسرئيلى وهل كان يمكن أن نتفادى تلك الاخطاء لحظتها ؟
كل الدول العربية كانت تحت السيطرة الأستعمارية المباشرة حين صدر قرار تقسيم فلسطين من قبل الامم المتحدة  فى يوم 29 ديسمبر 1949 الأمر الذى أعجز الدول العربية من منع تلك القرار  فى قيام كيان صهيونى فى فلسطين هذا من جهة ومن جهة اخرى طول عهد الاستعمار فى  الدول العربية أضعف البنية الاقتصادية والإجتماعية والسياسية  وبالتالى العسكرية الأمر الذى يحيرنى أن رؤساء أركان الدول العربية أجتمعوا فى الجامعة العربية 
فى ديسمبر كانون الاول عام 1949 وقدروا بأن  لدى الصهاينة 64 ألف مقاتل ولكن الصحيح بأن لدى الصهاينة 68 ألف مقاتل 
ومثلهم بالاحتياط مدججين بالسلاح ومع ذلك لنتفق مع رؤساء الاركان العرب هناك بديهية فى الحرب  أنك يجب أن  ترسل ثلاث أضعاف المدافعين من الجنود هم ارسلوا أقل من ثلث حجم المدافعين من الصهاينة وارسلوا 20 الف و500 جندى فقط بخمس جيوش بخمس قيادات متعارضة 
وقد تم توكيل قيادة تلك الجيوش إلى الملك عبد الله بن حسين ملك الاردن ولم تكن له اى دراية بشئون الحرب فالجيوش العربية عامة لم تكن لها اى دراية بالارض ولا الهدف التى سوف تقاتل من اجله بالاضافة إلى الضعف فى الاسلحة والذخيرة وهناك جيشان الاردنى والمصرى حرصا على مجرد دخولهم فلسطين على نزع سلاح المقاتلين الفلسطنيين بدلا من الاستعانة بهم فى مقاتلة الصهاينة وهؤلاء المقاتلين الفلسطنيين أدرى من الارض وادرى بالاساليب الصهاينية ومن رفض تسليم سلاحه أودع بالسجن وبالقوة.
وحين دخلت الجيوش العربية فى عام 1948 فى فلسطين كانت 82% من الاراضى الفلسطينية بإيد العرب الامر الذى انقلب على ايدى الجيوش العربية واصبح لدى الصهاينة 87% من تلك الاراضى العربية وباقى فى ايدى العرب نحو 22 % من تلك الاراضى اللافت ان المقاتلين الفلسطنيين اسلحتهم القليلة القديمة نجحوا فى الحاق الكثير من الهزائم بالقوات الصهيونية حتى ان المندوب الامريكي فى مجلس الامن الدولى طالب بإلغاء التقسيم حتى يجنب الصهاينة الهزيمة الكاملة وكان 15 مارس 1948 
فتفتق ذهن القيادة الصهيونية عن حل فريد لتلك الازمة بدأوا بالمدابح ضد المدانيين وارتكبوا فيها البشاعات وكانت اول المذابح فى 9 أبريل 1949 .
والاعلام الرسمى العربي سلك طريقا خدمت الصهيونية لا أدرى ان كان عن قصد أو غير قصد وأشاعوا صور النساء التى بقرت بطونهم والاطفال المذبوحين والنساء التى ساروا بهم عراه 
وجعل من الفلسطنيين الانشغال عن هدفهم الرئيسى والتركيز على شعار الارض ولا العرض وتشتت الاهداف .
س/ ما هى حقيقة الاسلحة الفاسدة والتى أدت الى هزيمة الجيوش العربية فى حرب 1948 ؟ 
أن الحقيقة المؤكدة ان هناك فاسدًا فى صفقات الاسلحة للجيش المصري لكن لم يكن بين الاسلحة اسلحة فاسدة الامر ذلك الذى أكد عضو الضباط الاحرار المصريين المرحوم مصطفى بهجت بدوى
حين أكد بأنه لا توجد أسلحة فاسدة ولكن هناك ماسورة مدفع انفجرتان من طول الاستخدام .
وقد أثيرت تلك القضية لتبرير هزيمة الجيش المصري فى تلك الوقت وبعد ما قامت ثورة يوليو 1952 أنعقدت محاكمة للاسلحة الفاسدة وتم تبرئة جميع المتهمين ومن ثم الضباط الاحرار ركزوا على الاسلحة الفاسدة اعتمادا على تحقيقات أجرائها الكاتب أحسان عبد القدوس فى مجلة روز اليوسف .
وقد استخدمها الضباط الاحرار لصياغة مطالبتهم فى خطاب الثورة على الملكية .
س/ هناك اتهامات لبعض الفلسطييين بأنهم باعوا أرضهم لصالح اليهود ؟
حين صدر قرار تقسيم فلسطين فى 29 نوفمبر 1949 توزع الشاى فى مصر الشاى هو فرع لتل أبيب وهى مؤسسة أمني صهيونية قبل قيام اسرائيل وكان الشاى فى تل ابيب يمتلك فى مصر تانى أكبر فرع له بعد الاتحاد السوفيتى أعضاء الشاى توزعوا فى مصر وشاعوا أن الفلسطينيون باعوا أرضهم بهدف تعزيز موقف من طالب من المسئولين المصريين بعدم دخول الجيش المصري إلى فلسطين .
كل ما حدث إن الفلسطنيين ضاع منهم حوالى 500 ألف فدان ثلثهم تم بيعه عبر موظفين عثمانيين فاسدين على الرغم من أن  السلطان عبد الحميد الثانى كان متخد قرار بعدم بيع الاراضى لليهود ولكن هؤلاء الموظفون الفاسدون لم يرضخوا لهذا الامر والنقظة الثانية الثلث الثانى قاموا ببيع الاراضى لملاك عرب غير الفلسطنيين منعوا من دخول فلسطين منذ احتلال بريطانيا لفلسطين عام 1918 فعرضوأ اراضيهم للبيع فلم يكن للعرب يمتلكون قدرة شرائية والامر الذى كان متوفر لدى الصهاينة لشراء تلك الاراضى .
الثلث الثالث كان من الاحتلال البريطانى نفسه الذى تصرف فى الاراضى التى تمتلكها الحكومة وباع وأجر 170 ألف فدان للصهاينة وعلينا ان نلاحظ بأن حين قامت ثورة 23 يوليو 1952 فى مصر كان أكثر من نص مجموع الاراضى الزراعية المصرية فى يد الاسرة المالكة وأكثر من 15 % من الاراضى الزراعية فى أيد الاجانب واكثرهم من اليهود ولم يكن للمصريون أن يبيعوا قيراطًا واحدًا .
   س/ هل ترى أن نكسة 1967  وتصفية  المقاومة فى الاردن ولبنان أنهى بشكل عملى أقامة دولة فلسطينية مستقلة ؟ وهل أخطأ ياسر عرفات فى توقيع أتفاقية أوسلو ؟ 
مما لا شك فيه أن العمل الفدائى  الفلسطينى كان خميرة لثورات عربية ضد الاستبداد والفساد المنتشر فى معظم الدول العربية فمعظم تلك الدول عملت على أستئصال شقفة العمل الفدائى بفلسطين والامر الذى تكرر فى الاردن فى عام 1970 ، 1971 وفى لبنان على مدى فترة أقامة الفدائيون الفلسطينيون فيها وهى تزيد على عقد من السنوان القليلة أن العمل الفدائى الفلسطينى وحده لا يمكن له أن يصمد دون مساندة الجيوش العربية المعززة بالعمل الفدائى .
وعن ياسر عرفات أرتكب خطيئة كبيرة واقترفها لعدة اسباب وهى أن ياسر عرفات وقف مع الرئيس العراقى الراحل صدام حسين فى اجتياحه للكويت فى صيف 1990 وكان وقفه بجانب صدام حسين بهدف أن يجفف منبع مالى ضخم لحركة حماس بالكويت كانت تلت أرباع أموال حماس تذهب إلى دولة الكويت .
وكان الرئيس صدام حسين قد وعد الرئيس عرفات بأن يجبر الامريكان على اجبار الاسرائليين بترك الضفة الغربية وقطاع غزة للفلسطنيين .
وأن الذين أيدوا صدام حسين فى إحتلاله للكويت من  أن ثلاث حكام العرب موالين لأمريكا الامر الذى يثير ريباه فى وقوف عرفات ضمن هؤلاء الحكام الثلاثة .
س/ ما هى رؤيتك على الخلاف القائم بين حركتى فتح وحماس وتأثيره عل القضية الفلسطينية ؟
هو صراع مبرر بين نهجين مختلفين فحركة فتح كفت عن المقاومة المسلحة وسلكت طريق المفاوضات دون أراقة للدماء بينما حركة حماس مازالت تنادى باستمرار الكفاح المسلح وكان يمكن للاسلوبين أن يتعايشا جانبا إلى جانب لولا أن قيادة فتح أرادت أن تفرض نهجها حتى على حماس الامر الذى ترفضه حماس .
فالخلاف مابين تلك الحركتين ليس صراع ديكة بل مواجهة بين فكرين سياسيين وهذا الصراع يعود إلى عام 1957 الامر الذى يجهله الكثيرون أن حركة فتح تحدرت من الاخوان المسلمين فى صيف 1957 ونشأ صراع بين أولئك المتحدرين واستمر هذا الصراع على النحو الذى نراه اليوم 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *