-فوز روحانى بانتخابات الرئاسه لن يحدث تغيير فى السياسات الايرانيه الداخليه والخارجيه
-غياب خامنئى لن يؤثر على السياسه الايرانيه التى لن تتغير الا بسقوط النظام
-سياسة الاداره الامريكيه الجديده سوف تكون اكثر تشددا تجاه النظام الايرانى
على الرغم من فوز اية الله روحانى والمحسوب على التيار الاصلاحى فى ايران بانتخانات الرئاسه الماضيه الا ان المراقبين شككوا فى امكانية حدوث تغيير فى السياسات الايرانيه الداخليه والخارجيه فى ظل نظام ولاية الفقيه الذى يجعل السلطه الحقيقيه فى يد المرشد العام وعقب اجراء تلك الانتخابات كان لنا هذا الحوار مع السيد / موسى افشار عضو اللجنه الخارجيه فى المجلس الوطنى للمقاومه الايرانيه
(1)ماهي رؤيتكم لتاثير نتائج الانتخابات الايرانية على الصعيدين الداخلي والخارجي؟
صرح خامنئي قبل أيام أنه لا يقبل اطلاقا أي تغيير في سلوك النظام لأن تغيير السلوك يؤدي الى انهيار النظام. لذلك فان نتائج الانتخابات لا تحدث أي تغيير لا على المشهد الداخلي ولا على الصعيد الدولي بالمقارنة بما مضى. وفي كلمة واحدة لن تكون هناك أي انفتاح في القضايا الأساسية للمجتمع مثل الحريات وحل القضايا الاقتصادية. كون النظام غير قادر على تطبيق ذلك، كما وعلى الصعيد الدولي لن يتخلى النظام على الاطلاق عن سياسته لتصدير الارهاب والتدخل في شؤون المنطقة، فضلا عن أن نتائج الانتخابات ستصعد التناقضات والأزمة في قمة النظام بين أجنحته المختلفة مما يسوق الأمر الى الاطاحة بالنظام.
(2)هناك من ينظر الى روحاني بانه المرشح المعتدل من خلال مواقفه تجاه الاطراف الاخرى وخاصة سنة ايران فكيف ترى ذلك ؟
معيار تقييم الأفراد، أعمالهم وليس أقوالهم. روحاني هو ابن هذا النظام.انه وطيلة حياة النظام كان في مناصب رفيعة في الجهات القمعية الأساسية التي نكلت بالشعب الايراني منها عمل لمدة 16 عاما أمينا للمجلس الأعلى للأمن الوطني للنظام. انه رجل طلب بصراحة اعدام المعارضين في صلوات الجمعة على الملأ. لذلك مواقفه هي كما كانت لم تتغير. انه وخلال الأعوام الأربعة الماضية لم يقدم للشعب الايراني سوى القمع والقتل والفقر والبؤس. الواقع أنه لا يجوز اعتبار شعاراته الانتخابية، ما يعتقد به. انه رجل محتال ومخاتر بما تعنيه الكلمة. المطلب الرئيسي للمجتمع الايراني هو الحرية والمساواة لذلك انه يتظاهر في مواكبة مطالب المجتمع ولكن عمليا لم يتخذ أي اجراء عملي. كما وفي ملف المواطنين السنة سلك نفس النهج. انه لم يقم طيلة السنوات الأربع الماضية من ولايته بأي دفاع عن حقوق أهل السنة، بل بالعكس تعرض السنة في ايران لاضطهاد وأعمال قتل وابادة مضاعفة. وعلى هذا الأساس انه ومن باب الدجل يريد آن يصور عن نفسه رجلا مدافعا عن السنة. هل تحدث خلال السنوات الأربع الماضية عن حقوق السنة ولو مرة واحدة حتى يمكن تصديق كلامه؟
(3)في ظل الانباء التى ترددت عن مرض المرشد الحالى هل ترى أن غيابه عن المشهد الحالي يمكن أن يؤثر على سياسة ايران؟
السياسة في ايران لن تتغير الا بسقوط النظام وقيام نظام ديمقراطي مبني على أصوات الناس الحرة ولا على أساس حكم ولاية الفقيه. قادة النظام يقولون ان الولي الفقيه هو عمود خيمة النظام. وطبعا في غياب الولي الفقيه أو موته فسيكون أول أثره الاسراع في موضوع اسقاط النظام بشكل نوعي. والآن بعد الانتخابات تم صب جرعة سم الانشقاق في حلقوم خامنئي مما يسرع في اسقاط نظامه حتى في حياته.
(4)وماهو مغزى غياب الناخب الايراني عن المشاركة في الانتخابات ومدى تاثير ذلك ؟
أعلن خامنئي بصريح العبارة أن هدفه من الانتخابات هو كسب شرعية لنظام ليقول ان نظامه هو نظام شرعي لأن الناس قد شاركوا في الانتخابات بشكل كبير ولهذا السبب زعم من خلال اختلاق أرقام نجومية أن أكثر من 70 بالمئة من المؤهلين في المشاركة قد شاركوا في الانتخابات، مستخدما في ذلك كل الوسائل الخداعية واعترف النظام نفسه ببعض منها منها قال مساعد وزير الداخلية ان تباطؤ الموظفين في مراكز الاقتراع تسبب في تشكيل طوابير و… فيما قاطع أبناء الشعب الايراني هذه الانتخابات تماما ليعبروا بذلك عن مشاعرهم بالكراهية والاشمئزاز تجاه هذا النظام من جهة وطلبهم بالحرية والديمقراطية والعدالة من جهة أخرى.
(5)وكيف ترى التاثير الذي لعبته المقاومة الايرانية تجاه تلك الانتخابات؟
أفلح أنصار المقاومة الايرانية داخل البلاد من خلال حملة واسعة جدا شملت جميع المدن الايرانية بدءا من طهران والى أقصى نقاط الجنوب والشمال والشرق والغرب في ايصال صوت مقاطعة الشعب الايراني الى أسماع العالم.انهم ومن خلال المخاطرة بأرواحهم لصقوا البوسترات وكتبوا الشعارات على الجدران وعلقوا صور السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة في أغلب مجسرات المدن وخرقوا حاجز الخوف والكبت بحيث تعالت أصوات وجع قادة النظام واعلامه محذرين مرات عدة من نشاطات مجاهدي خلق داخل البلاد ولها نماذج عديدة.ان تألم وتوجع أزلام النظام وقادته الأمنيين والعسكريين من نشاطات أنصار المقاومة داخل البلاد خير دليل على تأثير هذه النشاطات في المجتمع الايراني كما انهم تمكنوا بذلك من ايصال صوت رفض الشعب الايراني لنظام ولاية الفقيه الى أسماع العالم.
(6)وهل ترى أن الادارة الامريكية الجديدة يمكن أن تاخذ مواقف أكثر تشددا تجاه النظام الايراني وخاصة فيما يتعلق بالملف النووي ؟
لقد عبرت الادارة الأمريكية الجديدة أكثر من مرة وفي مستويات مختلفة عن معارضتها للاتفاق النووي الذي عقدته ادارة اوباما مع نظام الملالي. ولاحظتم في الآونة الأخيرة تصريحات المسؤولين في الادارة الأمريكية بهذا الصدد. يجب أن نعلم أن النظام الايراني لا يعرف الا لغة القوة والصرامة. لذلك من الطبيعي أن نتوقع أن تتصاعد نبرة مواقف الادارة الجديدة بهذا الصدد لأن نظام الملالي عندئذ يتنازل فقط. البيان الختامي للقمة العربية الاسلامية الأمريكية في الرياض وكذلك البيان المشترك الصادر عن أمريكا والعربية السعودية يعكسان هذا التوجه من السياسة الجديدة تجاه النظام الايراني.
(7)ترددت الانباء عن وجود خلافات بين روسيا وايران فيى سوريا فضلا عن خلافات بين علي عبدالله صالح والحوثيين في اليمن فهل يعني ذلك فشل المشروع الايراني في اليمن وسوريا ؟
الواقع أن السياسات التدخلية لنظام الملالي في المنطقة لاسيما في سوريا واليمن والعراق أسفرت عن قتل وابادة أكثر من نصف مليون انسان وتدمير هذه البلدان. هذه التدخلات مرفوضة من قبل الشعب الايراني جملة وتفصيلا. الواقع أن نظام الملالي ومن أجل استمرار حكمه مارس ويمارس آليتين وهما القمع في الداخل وتصدير الارهاب والتدخل في دول المنطقة. ولكن سياساته هذه بدأت تواجه معارضة قاطعة من قبل الشعب وكذلك المقاومة البطولية لأشقائنا في الدول الشقيقة سوريا واليمن والعراق. لذلك هذه السياسة محكوم عليها بالفشل. وأن آثار هذه الهزيمة تبرز يوما بعد يوم على كل الأصعدة في هذه الدول.
(8)وما مدى تاثير ذلك على المخطط الايراني لاقامة امبراطورية فارسية تعمل على نشر المد الشيعي فىي المنطقة؟
الواقع أن نظام الملالي ولحفظ كيانه واستمراره يرى حاجته الى التدخل في شؤون دول المنطقة لكي يقمع بذلك الاحتجاجات المتزايدة في الداخل. اذن ولتبرير تدخلاته يتحدث عن الشيعة فيما هذا النظام هو نظام قروسطي ولايمت للشيعة ولا لايران بصلة. انه قد قتل أكبر الأعداد من الشيعة داخل ايران. وأعدم هذا النظام لحد الآن أكثر من 120 ألفا من أبناء الشعب وكان معظمهم من أبناء الشيعة وكلهم ايرانيون بسبب معارضتهم لهذا النظام. وبالمناسبة أن ألد أعداء هذا النظام هم الشيعة الايرانيون. وفي عام 1980 قال خميني نفسه بصراحة ان عدونا لا أمريكا ولا الاتحاد السوفيتي بل هؤلاء «مجاهدي خلق» الحاضرين بين ظهرانينا في طهران. الواقع أن تدخلات النظام في كل المنطقة اصطدمت بجدار صلب مما أدى الى فشلها وباتت واضحة آثارها من الآن.
(10)في النهايه ماهي مطالبكم من العالم العربي خلال المرحلة المقبلة ؟
أول ضحايا همجية نظام الملالي هم الشعب الايراني نفسه ثم الدول العربية. الواقع أننا وخلال ما يقارب 4 عقود من النضال الدؤوب والشامل ضد النظام، لمسنا حتى العظم أن النظام لا يعرف الا لغة القوة. كل دولة تريد حقا وقف تدخلات النظام في المنطقة فعليها أن تضع نصب أعينها موضوعين: أولا يجب الوقوف بوجه النظام بصرامة وحزم بدون أي تنازل. ثانيا يجب الاعتراف بالمقاومة الايرانية باعتبارها عنصرا ايرانيا حقيقيا قادرا على اسقاط النظام. هذه تطبيقات عملية تتطلب الانتباه اليها لوقف تدخلات النظام الايراني في الدول العربية لتكون كفيلة باسقاط النظام على يد الشعب الايراني والمقاومة الايرانية في أسرع وقت ولتشهد شعوب المنطقة احلال السلام والأمن والاستقرار والصداقة.