يحاول نظام الملالي الحاكم في ايران بعد القمة العربية الاسلامية الأمريكية وعزلته الاقليمية والدولية أن يطيل عمره المليء بالاجرام ولو بأيام بالتشبث بكل حشيش حسب المثل المعروف.
وظهر خامنئي الاسبوع الماضي على الخط ودافع عن المجازر في العام 1988 حيث أعدم أكثر من 30 ألفا من السجناء السياسيين وبأمر من خميني كان معظمهم من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الايرانية. وسبب ظهور خامنئي هو أنه وخلال الانتخابات الأخيرة اثير موضوع الاعدامات بشكل واسع في المجتمع حيث اعترف أزلام النظام بذلك خلال صراعهم الفئوية.
من جهة أخرى ان النظام ومن أجل التستر على جرائمه في مجزرة العام 1988 يعمل بشكل متسارع بازالة معالم جرائمه وطمس المقابر الجماعية حتى تزول كل الوثائق والأدلة التي تكشف عن هذه الجرائم التي تعد أكبر مثال للجريمة ضد الانسانية بعد الحرب العالمية الثانية.
وفي هذا الصدد يعمل فريق مكون من 10 من جلادي النظام في مدينة مشهد وباستخدام آليات ثقيلة مثل الجرافات والحادلات لهدم المقابر الجماعية لشهداء مجاهدي خلق في مقبرة «بهشت رضا».
انهم وبتسطيح هذه القبور يعتزمون اعداد المكان لحفر قبور جديدة في الموقع لكي لا يبقى أي أثر من المقابر الجماعية من شهداء الثمانينات وشهداء مجزرة 1988.
وفي حادث آخر في مدينة الأهواز، يقوم الجلادون بتعريض الطريق بهدف محو قبور الشهداء. وخلال حفر الأراضي في نهاية المرحلة (2) في منطقة «بادادشهر» و طريق بنكدار ذات الجزرة الوسطية في الأهواز ظهرت رفات متكدسة في مقبرة جماعية كانت متسترة بالاسمنت. وسرعان ما غطى الجلادون المقابر الجماعية بالتراب وواصلوا عملية تعريض الطريق.
وفي هذا الصدد أيدت منظمة العفو الدولية الخبر بتقرير نشرته في موقعها الرسمي ونشرت تفاصيل عنها جاء فيها:
«تظهر الأدلة المصورة والمرئية، التي استعرضتها منظمة العفو الدولية، جرافاتٍ تعمل في مشروع بناء في الجانب المحاذي تمامًا لموقع المقبرة الجماعية في الأهواز، فضلاً عن أكوام القمامة، وبقايا أعمال البناء محيطة بالمقبرة. ..و علمت العائلات عبر عامل بناء أن غاية الخطة في نهاية المطاف هي إزالة الحاجز الخرساني الذي يحدد موقع المقبرة والبناء فوق أرض المنطقة».
وأضاف التقرير: «إن انتهاك حرمة موقع المقبرة الجماعية في الأهواز جنوبي إيران والتي تضم رفات ما لا يقل عن 44 شخصًا أعدموا خارج نطاق القضاء من شأنه إتلاف أدلة مهمة للطب الشرعي والقضاء على فرص تحقيق العدالة للسجناء الذين تعرضوا للقتل الجماعي في أنحاء البلاد في عام 1988.».
من ناحية أخرى نرى محاولات النظام لاستغلال حادث اطلاق النار والتفجير في يوم الاربعاء في طهران لكي يخرج نفسه من العزلة. وأبدى خامنئي ارتياحه ازاء الحادث وتحدث فيما يتعلق بتدخلاته في سوريا وقال: «لو لم تكن الجمهورية الاسلامية في تلك النقطة التي هي تشكل المركز الرئيسي لهذه الفتن، لكنا نواجه مشاكل كثيرة من هذا الحيث في داخل البلد».
من ناحية أخرى قال الحرسي علي لاريجاني رئيس برلمان الملالي في تصريحات يوم 11 حزيران ان هذا الحادث تسبب في الوحدة والتكاتف بين عصابات النظام ووصفه بأنه جوهر ثمين للجمهورية الاسلامية.
قوات الحرس وغيرها من مؤسسات النظام كل بدوره استغلوا الحادث كما ان لوبيات النظام في اوروبا وأمريكا يحاولون تصوير النظام ضحية للارهاب بهدف الحؤول دون توسيع العقوبات على النظام وتصنيف قوات الحرس كما يسعى خامنئي استغلال الفرصة لتشديد أجواء القمع في الداخل.
من جهة أخرى تكشف تقارير نشرتها مواقع التواصل الاجتماعي أن النظام ومنذ 3 أعوام، كانت على علم بنشاطات عناصر هذا الهجوم الا أنه لم يتخذ أي اجراء. وقالت التقارير وتفيد هذه التقارير أن «سرياس صادقي» كان يروج لداعش منذ مدة في منطقة باوه فيما كانت وزارة المخابرات على علم بأمره ولكنها لم تتحرك ضده.
وقبل عام على ما يبدو تم اعتقال سرياس صادقي من قبل مخابرات الملالي في منطقة باوه وبعد ثلاثة أشهر من تلقيه التدريبات في وزارة المخابرات، تم اخلاء سبيله بكفالة مالية 200 مليون تومان نقدا. وتم دفع المبلغ نقدا لكي لا يبقى أي أثر من التبادلات البنكية.
السؤال كيف يمكن لنظام لا يطيق وجود مصلى لأهل السنة، أن يتجاهل محاضرات علنية دعائية لسرياس صادقي وأفراده للترويج بأفكار داعش.
ان هذين الحادثين أي خوف النظام من الكشف عن مجازر العام 1988 وكذلك الاحتجاجات الشعبية الواسعة ضد محاولات النظام لاثارة الحروب حيث ظهرت في كلمات خامنئي يشكلان نموذجين من آثار الضعف والمأزق الذي يواجهه النظام. ويأتي ذلك في وقت تفاقمت الانشقاقات في قمة النظام وأن الوضع داخل ايران في حالة التفجر بسبب 38 عاما من أعمال الفساد والنهب والقمع وسط تكثيف عناصر المعارضة مجاهدي خلق نشاطاتها في داخل ايران.
في هكذا ظروف هناك خطوتان مهمتان لابد من اتخاذهما لتحقيق أهداف القمة العربية الاسلامية الأمريكية واخراج النظام من المنطقة:
أولا: تعريف واعلان قوات الحرس التي هي العامل الرئيسي لتنفيذ سياسات نظام الملالي في المنطقة رسميا كيانا ارهابيا. ان تواجد هذه القوة المجرمة والميليشيات التابعة له في أراضي دول المنطقة يجب عدم تحملها ويجب اخراجهما.
ثانيا: يجب الاعتراف بنضال الشعب الايراني للاطاحة بنظام ولاية الفقيه ونيل الحرية والديمقراطية.
سيتلقى نظام الملالي قريبا صفعة قوة من الشعب والمقاومة الايرانية فيما تتهيأ المقاومة الايرانية لاقامة مهرجانها السنوي الذي سيشارك فيه أكثر من 100 ألف ايراني مقيمين خارج البلاد بالاضافة الى مئات من الشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية المهمة من عموم العالم في الأول من يوليو بباريس. ان مشاركة 100 ألف خارج البلاد يعني وجود عشرات الملايين من العناصر المناصرة للمقاومة داخل ايران وهذا المؤتمر هو في واقع الأمر يمثل الصوت الحقيقي للشعب الايراني لتغيير النظام حيث يعتبر دعمه ردا قويا لتدخلات النظام الايراني في المنطقة.