بوابة العرب اليوم
الدولة الإسلامية فى عهد الصدر الأول كانت المثل الرائع والنموذج الأمثل للدولة المدنية الحديثة القائمة على العدالة الكاملة والتعددية السياسية بين عناصرها وحماية الأقليات، الشورى كانت منهجا يطبقة المصطفى صلى الله عليةوسلم فى إدارة الدولة التى تميزت بالمرونة والعصرية فى الأداء ولم يكن هناك إنغلاقا مطلقا،أوكيلا للآخر مهما اختلف مع منهج الدولة ،انظروا كيف كانت حكمة رسول الله حينما فتح مكة وكان الجميع ينتظر منه إنتقاما واسعا لأعداء الدين وزبانية قريش،فما كان منه إلاوقد غلب عقل الحكمة وعطاء المحسنين ونبل القائد فقال لهم ماتظنوا أنى فاعل بكم،فقالوا أخ كريم وابن أخ كريم، واستعدوا لنصب المشانق أوقطع الرؤس،لكن عظمة الخلق النبوى التى مدحها الله فى سماواته وقرآنه قائلا”وأنك لعلى خلق عظيم” فصنع الرسول صلى الله علية المثل والقدوة للسياسى والقائد الحكيم الذى إذا قدر عفى،وإذا دانت له القوة زاد حلمه ومروئتة فقال لهم”إذهبوا فأنتم الطلقاء، فوضع النبراس الذى صلح به حال الرعية وحبب فى الدين والعقيدة من كانوا خارجها،مستخدما خطابا مستنيرا يدعوا الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة،لم يكن وأصحابة من طالبى الدنيا أوعروش الدول وحينما كانت تأتي الغنائم كان يقسمها بين فقراء المسلمين وغيرهم، لم يكن فظا غليظ القلب يقسم طبقات المجتمع وأبناء دولتة بنظام من ليس معنا فهو ضدنا،ومن يخالف الرأى تقطع رقبته بل أنه أستشار أحد صحابته ويدعى الخباب فى أمر ملاقاة العدو عند بدر وتراجع عن رأية إنتصارا لشورى الجماعة وكذلك فعلها مع سلمان الفارسى فى غزوة الأحزاب وصنع الخنادق وهى الفكرة التى كانت جديدة فى حروب أهل الجزيرة العربية،لكن كل هذا جاء إنتصارا للمدنية والمواطنة السليمة وتعددية الدولة فأين نحن من هؤلاء وقد قسمنا مجتمعنا أحزابا وتجمعات واتهمنا بعضنا البعض بالإتهامات الباطلة وكأننا نتملك مفاتيح الحياة هذا يعيش وآخر لاحق له فى أن يعيش نتفوة بالثورة والبعض ربما لايعى أو يتناسى أن رأيى صواب يحتمل الخطأ،ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب كفانا تمزيقا فى قلب الوطن الجريح وشقاء وزرع للفتنة واتركوا الناس تعيش بحرية، الإختلاف وارد لكن حينما أختلف لاأعنف وأقتل وأستبيح دماء المعارضين فما كان هذا نهج الدين ولاأخلاق رسول الله صلى الله علية وسلم عودوا لرشدكم يرحمكم الله ودعوانا نعيش سويا مجتمعا متحابا يدعوا للخير ونصرة الحق وكامل المدنية والحريات العامة والتصالح مع النفس.
