د/ واصل ابو يوسف الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية فى حوارلبوابة العرب اليوم

قيام السلطات الاسرائيلية باغلاق المسجد الاقصى يندرج فى اطار مخطط اسرائيلى لتهديد القدس
تقارب حماس مع دحلان يزيد من حالة الانقسام على الساحة الفلسطينية ويؤثر بالسلب على المشروع الوطنى الفلسطينى
شهدت الساحة الفلسطينية خلال الايام الماضية تزايد حالة التوتر عقب مقتل جنديين اسرائيلين بالقرب من المسجد الاقصى وقيام السلطات الاسرائيلية باغلاق المسجد الاقصى لاول مرة عام 69 ياتى هذا فى الوقت الذى شهدت القاهرة توافد الفصائل الفلسطينية والتى توجهت لزيارة ابو مازن للتباحث حول اخر المستجدات على الساحة الفلسطينية وفى ظل تلك التطورات ادلى د/ واصل ابو يوسف الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنه المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية بحوار خاص لبوابة العرب اليوم  تناول فيه اخر المستجدات على الساحة الفلسطينية وفيما يلى نص هذا الحوار
 
كيف ترى تاثير حادث القدس الاخيرة وقيام اسرائيل باغلاق القدس لاول مرة منذ عام 69 على عملية السلام ؟
الاعتدائات الاسرائيلية المتكررة على المسجد الاقصى تندرج فى اطار المحاولات الاسرائيلية المتواصله لتهديد القدس حيث تقوم السلطات الاسرائيلية بتغيير منهجى مدروس لمعالم القدس الحضارية والاسلامية وتوزيع منشورات لبناء الهيكل المزعوم ودخول المستوطنين المسجد الاقصى وهو ما يتناقص مع كل المواثيق الدولية وفى هذا المنطلق فنحن نعتبر القدس ام المعارك نظرا لما تشكلة تلك المدينة من رمزية دينية وهو الامر الذى يستلزم على العرب والمسلمين شد الرحال اليها لنظرة اهلها واعتقد ان الامر مرشح للانفجار بعد الاعتداءات الاسرائيلية الصارخة على المسجد الاقصى وهو الامر الذى يتطلب من المجتمع الدولى ومنظماته التدخل من اجل توفير الحماية لشعبنا
 
وكيف يمكن مواجهة هذا المخطط ؟
لابد من تعزيز صمود الشعب الفلسطينى ودعم المقاومة الوطنية بكل اشكالها ونقل ملف الجرائم التى يرتكبها الاحتلال الى محكمة الجنايات الدولية ومجلس الامن
 
 وما هى رؤيتكم لزيارة الرئيس ابو مازن للقاهرة فى هذا التوقيت الذى تشهد فيه العلاقات بين مصر وحماس تقاربا ؟
بالقطع التقارب بين حماس ومصر كان احد الملفات الهامة التى ناقشها ابو مازن مع المسئولين المصريين وعلى راسهم الرئيس السيسى خلال زيارته لمصر وبالقطع فان تحركات القيادى المفصول محمد دحلان وتقاربه مع حماس يمثل قلقا لابو مازن خاصة ان حركة حماس لا تريد حل اللجنه الادارية فى قطاع غزة وتسليم المهام لحكومة الوفاق الوطنى وحث حماس على التقارب من الحملة الوطنية والبعد عن المصالح الشخصية خاصة ان قطاع غزة اصبح منفصلا تماما ولا شك ان ابو مازن وجد تفهما من القيادة المصرية وتعاملها مع الشرعية ورغم اهمية هذا الملف الا ان الملف الاساسى الذى تم مناقشته هو ايجاد دعم مصرى وعربى للسلطة الفلسطينية لايجاد حل سياسى مع ترامب فى ضوء محاولاته عقد مؤتمر سلام اقليمى لترتيب اوضاع المنطقة قبل تحقيق السلام مع الفلسطينيين وهو الامر الذى يحقق مصالح اسرائيل فقط
 
ما هي حقيقة الاتهامات التي وجهتها حماس للسلطة الفلسطينية بقطع الكهرباء والامتناع عن دفع الرواتب لقطاع غزة، وهو الأمر الذي يضر الشعب الفلسطيني في غزه قبل أن يضر حركة حماس ؟
 
هذه وغيرها من الاتهامات التي لم تتوقف منذ استيلاء حماس على مقاليد السلطة في غزة منذ عشر سنوات، حتى أصبحت اسطوانة مشروخة ترددها كلما تعمقت أزمتها الداخلية، وانكشف فشلها في إدارة قطاع غزة، وعجزها وعدم قدرتها في تقديم الخدمات اللازمة لشعبنا هناك، بحكم وجودها وهيمنتها الكاملة كسلطة أمر واقع.
 
ما حصل مؤخرا حول الرواتب والكهرباء والتحويلات الطبية وما إلى ذلك، هو ضجة إعلامية افتعلتها حماس بعد إغلاقها لأفق المصالحة، وتوقف الحوار حول استعادة الوحدة “بطلب من حماس” بذريعة انشغالها بالانتخابات الداخلية، وإصرارها على إبقاء اللجنة الإدارية التي شكلتها لإدارة القطاع بدلا عن حكومة الوفاق الوطني، هذا من جانب، ومن جانب آخر محاولة من قيادتها لتصدير أزمة داخلية، وتمرير إجراءات وسياسات تعزز الانقسام، وتمهيد الطريق لفصل غزة، تنفيذا لمخططات إقليمية ودولية، هدفها الأساس شطب المشروع الوطني، وإنهاء القضية الفلسطينية.
أمام هذا الأمر على خطورته، أعلنت السلطة أنها ستتخذ إجراءات قاسية بحق (حماس)، إذا لم تعود لرشدها، وتمكّن حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامها في القطاع، وتنفذ ما تم الاتفاق عليه باتفاقات المصالحة.
على أية حال، رواتب الموظفين تصرف كالمعتاد، وهي حق مكتسب لهم، ولا وجود لأي قرار أو إجراء بالامتناع عن دفعها، وفيما يتعلق بالكهرباء، هناك حقيقة خلل إداري وفني وهذا ليس سرا وباتت مسبباته معروفة للجميع، وتتحمل مسؤوليته حماس لأنها هي من يدير شؤون القطاع بحكم سلطة الأمر الواقع.
علما أن السلطة تسدد شهريا وعلى مدار العشر سنوات السابقة، كامل ثمن فاتورة الكهرباء، وكافة الخدمات الأساسية المقدمة للقطاع من صحة وتعليم وغير ذلك.. دون أن يدخل لخزينتها فلسا واحدا مما تجبيه حركة حماس من أبناء شعبنا كأثمان لهذه الخدمات.
 
هل تظنون أن تشن إسرائيل عدوانا واسعا على غزة خلال المرحلة القادمة ؟
 
حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة لم توقف عدوانها على أرضنا وشعبنا ومقدساتنا يوما واحدا، وهي لا تحتاج لمبرر أو ذريعة لتصعيد عدوانها في أي وقت.
نحن نأخذ تهديدات حكومة الاحتلال بتصعيد عسكري على القطاع على محمل الجد، خاصة وأنها تسعى لخلط الأوراق، والاستفراد بشعبنا في ظل احتدام وتيرة الصراعات والنزاعات العربية الداخلية، وانشغالات الإقليم والمجتمع الدولي بما يدور في المنطقة بعيدا عن الاهتمام بالقضية الفلسطينية، التي تراجعت مكانتها في ظل الصراعات الدائرة حاليا.
 
ما هى حقيقة التقارب بين حماس ودحلان والوثيقة المسربه عن الاتفاق على تشكيل حكومه فى غزة برئاسة دحلان ؟ وما هو مغزى هذا التقارب بين الطرفين ؟
 
بغض النظر عن صحة ما ورد في هذه الوثيقة من عدمه، إضافة لبعض التصريحات التي تتداولها بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، إنما يؤشر بمجمله لوجود تقارب وتفاهمات وربما اتفاقات، تعكس بجوهرها الوضع المأزوم الذي يواجه الطرفين، ومحاولاتهم الحثيثة لإضفاء حالة النزاعات والصراعات العربية والإقليمية على الوضع الفلسطيني الداخلي، لتجاوز أزماتهم الخانقة، من دون أدنى اعتبار لما يمكن أن يؤدي الاستمرار في هذا النهج التخريبي من دمار للمشروع الوطني، وضياع للقضية الفلسطينية.
 
هل ترى ان الوثيقة التى اصدرتها حماس مؤخرا تمثل تغييرا جوهريا فى نهج حماس فى حل القضيه ام تغيير فقط  فى الاسلوب ؟
 
بعد فشل مشروع الإسلام السياسي في الاستيلاء على مقاليد السلطة والحكم في عدة دول عربية، وأبرزها وأهمها مصر، وجدت قيادة حركة حماس نفسها مضطرة لاتخاذ تكتيكات سياسية جديدة، لمواكبة ما جرى ويجري في المنطقة والإقليم دون أن تتخلى عن حلفائها التقليديين في قطر وإيران وتركيا، كما حملت الوثيقة في مضمونها ورقة اعتماد لقبولها في إطار تسوية ما محتملة، وذلك من خلال القبول بدولة فلسطينية على حدود عام 1967، الأمر الذي لم تقبله أو تتضمنه أيا من وثائقها السياسية أو الايدولوجية من قبل.
 
هل ترى ان الحركه سوف تكون اكثر مرونه بعد تولى هنيه رئاسة المكتب السياسى ؟
 
الأمر ليس له علاقة بالأشخاص، بقدر ما له علاقة بالمنهج الفكري، والرؤية السياسية الذي تتبناها حماس، نحن نرى المرونة السياسية تتحقق عند قيادة حماس لحظة شروعها الفوري بإزالة كافة المعيقات التي وضعتها أمام عجلة المصالحة الوطنية، والقبول بمبدأ الشراكة السياسية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، والحفاظ على المصلحة الوطنية العليا لشعبنا، والعودة مجددا لصندوق الاقتراع والاحتكام لصوت الشعب، ودون ذلك يصبح كلاما لا قيمة له في الأجندة الوطنية.
 
    هل تتوقعون تطبيعا خليجيا مع اسرائيل بعد مؤتمر الرياض، مقابل تحالف اسرائيل مع دول الخليج ضد ايران ؟
 
لا يمكن اعتبار مؤتمر أو قمة الرياض، أو حتى الموقف من إيران، منطلقا لتطبيع علاقات ( خليجي- اسرائيلي)، خاصة وان بعض دول الخليج قد طبّعت علاقاتها في مجالات عدة مع كيان الاحتلال منذ وقت مضى، بشكل سري أو علني.
ولكن يمكن القول أن مؤتمر أو قمة الرياض برئاسة “ترمب” قد كرّست زيادة الاستئثار والهيمنة الأمريكية ليس بإرادة القرار الخليجي وحسب بل والعربي والإسلامي  على السواء.
 وهنا يمكن القول أن الظروف قد باتت مهيأة الآن أكثر من السابق، لتنحو دول أخرى خليجية أو غير ذلك في هذا السياق، تحت شعارات وعنواين مختلفة بما فيها الموقف من إيران.
 
نحن نرى أن التطبيع أيا كان شكله من قبل أي دولة أو نظام عربي أو اسلامي بشكل منفرد مع كيان الاحتلال، يشكل خروجا عن موقف الإجماع العربي والإسلامي، ويهدد الأمن القومي العربي، وحاضر ومستقبل شعوب امتنا العربية والإسلامية، ويضعف القضية الفلسطينية، ويضعها في مؤخرة اهتمامات القضايا الدولية.
ونعتقد أن حل قضية الصراع مع كيان الاحتلال، يجب أن تبدأ بتامين حقوق الشعب الفلسطيني ، واسترجاعها كاملة، وهذا لن يتم إلا عبر مؤتمر دولي يضم كافة الأطراف التي لها علاقة بهذا الصراع، تحت رعاية وإشراف الأمم المتحدة، وتنفيذ كافة القرارات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، ومن غير ذلك لن يكون أمنا أو سلاما في هذه المنطقة.
 
 
ما هي رؤيتكم لتأثير الخلاف الخليجي القطري على القضية الفلسطينيه ؟
 
بالتأكيد كل خلاف أو صراع أو نزاع عربي عربي مهما كان حجمه، يضر بالقضية الفلسطينية وينعكس سلبا عليها وعلى شعبنا.
وعليه فإننا ندعوا دائما للحد من أية نزاعات أو خلافات عربية، وندعو لحلها بالحوار الواعي والمسؤول عن قضايا الأمة ومصائر شعوبها، ونسعى دائما لان نخلق مناخات ودية وأخوية بين الأخوة العرب، من غير أن نتدخل بأي شان داخلي عربي، وذلك من واقع المصداقية في العلاقة الأخوية التي تربطنا بالجميع، ومن واقع القضايا المصيرية التي تربطنا بكافة أبناء امتنا العربية والإسلامية، ومن واقع حساسية قضيتنا الوطنية ورمزيتها ومكانتها باعتباره القضية المركزية لامتنا العربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *