استقبلت السعودية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأحد، ببرود بروتوكولي هذه المرة، في مؤشر على أن انحيازه لقطر قد يؤثر سلبًا على العلاقة التي يعول عليها مع الرياض.
وفي آخر زيارة لأردوغان إلى السعودية استقبله الملك سلمان في المطار لدى وصوله الرياض، بينما استقبله هذه المرة بمطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة الأمير خالد الفيصل مستشار العاهل السعودي وأمير منطقة مكة المكرمة رفقة عدد من المسؤولين السعوديين.
وبعد مراسم الاستقبال، اجتمع الملك سلمان مع أردوغان في إطار هدف الرئيس التركي المعلن وهو بحث سبل حل الأزمة القطرية.
غير أن محللين استبقوا هذه الزيارة بالتشديد على أن فرص أردوغان تبدو ضئيلة في طرح نفسه كوسيط بعد أن جاهر بدعم قطر.
وفي أحسن الأحوال يبدو أن أردوغان يسعى لتفادي تدهور العلاقة مع السعودية وباقي الدول المقاطعة لقطر.
ووفقًا لبيانات رسمية احتلت الإمارات العام الماضي المركز السابع من بين أكبر الأسواق التي تستقبل صادرات السلع التركية بنحو 5.4 مليار دولار، فيما تحتل السعودية المركز الحادي عشر في تلك القائمة، ومصر الثالث عشر. كما تريد تركيا أيضًا بيع عتاد دفاعي للسعودية.
وقال سنان أولجن الدبلوماسي التركي السابق والمحلل في معهد كارنيجي أوروبا “تلك الزيارة بطريقة ما ستساعد على توضيح أن تركيا لا تزال لديها القدرة على الحوار مع دول أخرى على أعلى مستوى وبالأساس السعودية على الرغم من موقفها كحليف مقرب للدوحة”.
لكنه أضاف أن أنقرة تتفاوض من “موقف عجز” بسبب تأييدها الصريح علنًا لقطر.
وتابع قائلًا “فيما يخص مقدار ما يمكن لأنقرة أن تحققه ومدى فاعلية دور الوساطة المحتمل الذي قد تقوم به تركيا فالتوقعات محدودة للغاية في هذا الشأن”.
وعلى الرغم من أن قطر ليست شريكًا تجاريًا كبيرًا لتركيا إلا أن لها أهمية استراتيجية لدى أنقرة بسبب الصلات الإيديولوجية وفي مقدمتها الدعم المشترك للإخوان.