مؤامرة لإغراق الجزائر بـ6 ملايين إفريقي

استبقت الحكومة الجزائرية محاولات تدويل قضية المهاجرين الأفارقة على أراضيها، بإعلان حرصها على حمايتهم، وسط تحذيرات من أن يكون تدفقهم جزءا من مخطط آجل لضرب الجزائر من الداخل.

فمنذ إعلان العقيد المتقاعد في الجيش الجزائري رمضان حملات عن وجود مخطط خارجي يستهدف زعزعة الجزائر عبر إغراقها بملايين المهاجرين والنازحين الأفارقة، أخذ الجدل في الجزائر حول المهاجرين الأفارقة منحى آخر غير البعد الإنساني، وصار البعد الأمني حاضرا في الهواجس الجزائرية إزاء هذا الملف.

ويؤكد حملات وجود ما يعرف بمخطط الضابط الفرنسي الصهيوني جوزيف كليغري، الرامي إلى إغراق الجزائر بمئات الآلاف من المهاجرين الأفارقة، الذين يعبرون الصحراء للوصول إلى المدن الجزائرية واستغلالهم لاحقا في زعزعة الأمن الجزائري والإخلال ببنية الجزائر الديمغرافية.

المؤيدون لطرح العقيد حفلات، يشيرون فعلا إلى التدفق غير المسبوق والانتشار الكبير للمهاجرين الأفارقة في شوارع المدن الجزائرية في الجنوب، الذي يتدفقون عليه قبل الانتقال إلى مدن الشمال والشرق وصولا إلى المدن الغربية، وإلى احتلال الأفارقة الفضاءات العامة والأماكن المهجورة لإقامة المخيمات العشوائية، فيما يعمد بعضهم للعمل في ورشات البناء والزراعة، وتفضل النساء والأطفال التسول في الشوارع وعند مفارق الطرق وأمام المساجد.

وقبل أن يتحدث حملات عن مخطط كليغري، نشر ناشطون مدنيون على مواقع التواصل الاجتماعي تقارير تتحدث عن وجود مخطط لإغراق الجزائر بالأفارقة، واستغلالهم لاحقا في اختلاق قضايا حقوق الأقليات، بما يخدم إجبار الجزائر على قبول عمل منظمات إنسانية مخترقة لصالح هؤلاء المهاجرين.

الصحفي الجزائري، عارف مشاكرة رئيس حركة الشباب العربي في العالم الصحفي، كتب في هذا الصدد، عن توفر الكثير من المعلومات والتقارير حول مخطط كليغري الذي يصفه البعض بـ”المزعوم”، مشيرا إلى أنه يهدف لا محالة إلى زعزعة استقرار الجزائر، بعد فشل محاولات سابقة تزامنت مع ما سمي بـ”ثورات الربيع العربي” وما أعقبها.

الناشط السياسي جمال سعدي، اعتبر في تعليق بهذا الشأن أنه “من الواضح أن هناك مخططا إسرائيليا وغربيا يستهدف الجزائر، عبر إغراقها بالمهاجرين الأفارقة”، جازما بأنه “ما من أدنى شك لديه في ذلك، لاسيما وأن الأمر زاد أكثر مما كان سابقا، قبل الاضطرابات التي اندلعت في شمال مالي والنيجر”.

الخبير في الشؤون السياسية زهير بوعمامة، علّق على قضية الأفارقة في الجزائر بالقول: “في التحليل المطلق كل شيء وارد، ولكن بالمعلومة الموثقة لا أستطيع أن أؤكد أو أنفي ذلك. لكن برأيي الأمر ممكن جدا. ففي حروب الجيل الخامس يعتمدون على عناصر التفكيك من الداخل، ويعملون على المدى المتوسط والطويل، وأخطر ما في هذه السياسات تفكيك الأنسجة الاجتماعية للدول”.

وأضاف: “لذلك، أعتبر أن استمرار تدفق الأفارقة على الجزائر يمكن أن يتحول إلى خطر أمني إذا لم يتم تنظيم تواجدهم وضبطه كما هو معمول به في معظم الدول، لأن الهجرة ظاهرة أصبحت تستجلب معها تهديدات أخرى، خصوصا وأن الجزائر محاطة بحزام من التهديدات المعقدة”. 

وتابع: “كل المخاوف الأمنية تجاه الأفارقة مشروعة، ولنا شواهد سابقة يمكن أن نستند إليها في الاستدلال. أتذكر أن الأجهزة الأمنية فككت قبل فترة، شبكات من المهاجرين الأفارقة في الجنوب وفي غرداية حصرا، قيل إنها كانت تنفذ مهمات ذات بعد أمني”، مذكّرا بخلية الأفارقة التي عثر في حوزة أفرادها على أجهزة اتصال متطورة، تؤكد ارتباطها بجهاز أمني أجنبي.

ورغم مخاوف الفريق المؤمن بطرح العقيد فرحات، يوجد في الجزائر فريق عريض من المحللين والمتابعين لملف الأفارقة، لا يتركون فرصة إلا ويفندون فيها “وجود مخطط كليغري أصلا، وهو ما ذهب إليه رئيس تحرير صحيفة “الحوار” محمد يعقوبي، الذي يعتبر أن الحديث عن المخطط “المزعوم”، يهدف إلى إثارة القلاقل في الجزائر، بلا تقديم أي دلائل جدية تثبت وجود هذا المخطط.

كما يقول مبروك كاحي الأستاذ في كلية العلوم السياسية في جامعة ورقلة جنوبي الجزائر، إن “الحديث عن مخطط لإغراق الجزائر بستة ملايين مهاجر أمر مبالغ فيه، فعدد سكان الجنوب، أي الولايات العشر مجتمعة، لا يتعدى الستة ملايين نسمة، فكيف يتم إغراق البلاد بمثل هذا العدد الهائل من الأفارقة؟”.

تجدر الإشارة إلى أن السلطات الجزائرية قد رحّلت قبل عام أكثر من 300 ألف مهاجر إفريقي لا شرعي، وفد 166 ألفا منهم من النيجر، والباقون من مالي وبوركينا فاسو والكاميرون وكوت ديفوار وغينيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *