=الجزء الثالث = هذا الجنرال حمى الوطن والصقور المصرية لا تنام
————————————-
ملخص ماسبق من أجزاء …كان الأسم الكودى للمشير ” طنطاوى” لدى المخابرات الأمريكية وهو لم يكن أبدا خائنا أو متخاذلا وساهم فى الرحيل الهادئ لمبارك .و كان غاضبا وغير راضى عن خطة التوريث وكذلك لم يكن راضيا عن وجود “سامي عنان” كرئيس أركان وفى أجتماعه الأخير مع المعزول “مرسى” تقبل قرارالإقالة على أن يقال معاه “سامى عنان” وكان من أسباب تعيين الجنرال “السيسي” وزيرا للدفاع وهو يعلم أنه رجل مخابراتي من الطراز الأول ويمسك بكنز من المعلومات وبعد الثورة ومنذ إستلام المجلس العسكرى السلطة خططت المؤامرات ضد الجيش بصورة فجة ..وكان الجيش المصري يملك الكثير من أدوات التجسس والمتابعة وهو قسم الحرب الإلكترونية وقد كان المشير”طنطاوى” الكاهـن الأعـظـم على علم بكافة خيوط المؤامرة.. ولكن يبقى إنضباط الجيش المصرى ووطنيته والمتغيرات الدولية ومايحاك وكل هذا كان يحول تماما دون إنغماس الجيش في الشأن السياسي…إنها حرب عقول وصقور لاتنام وكاهن أكبر وهو المشير ” طنطاوى ” واللواء “عمر سليمان ” عليه رحمة الله والمشير “السيسى” وقت ان كان فريقا ..هنا أستكمل معكم الجديد .
* فقد جاءت أحداث 25 يناير 2011 فقدمت للجيش حلا سهلا للتعبير عن رفضه للتوريث وبدلا من نزول دبابات الجيش للشارع لكى تسقط نظاما كاد أن يحول مصر إلى جمهورية شبه ملكية .
نزل الشعب كله للشارع لأسقاط شرعية النظام بل وأسقط جهاز الشرطة الذي ظن وزيره المتعجرف “حبيب العادلى ” أنه قادر على التصدي لجميع من يخرجون على النظام بما فيهم الجيش والشعب فسقط جهاز الشرطة بالكامل .
* فى حين وجدنا الجيش ينزل إلى الشارع وسط أجواء إحتفالية من شعب أعتاد أن يحتفل بكل نزول للجيش إلى الشارع فهذا الشعب يحمل موروثا هائلا من الماضي ومن ثورة يوليو ولم يحدث أن نزلت دبابات الجيش للشارع أبدا من قبل إلا ووجدت ترحيبا بها من كل المصريين ..
* فى تلك الفتره الفارقه كان الجيش مرحبا بما فعله المحتشدون في الميادين مع التحفظ واليقظه من كبير الكهنه ” المشير طنطاوى ” وقيادات الجيش لأنهم كانوا مدركين وعلى ثقه أن أغلب المحتشدين بالميادين لا يدركون أنه هو صاحب الدعوة الحقيقية للنزول للشارع عندما تجنب الصدام مع دعاة النزول وتفرغ لدراسة المؤامره التى كانت قد وضعت وخطط لها تماما ورسمت خطوطها بعناية فائقه . والجيش والصقور لا ينامون بل كانوا عاكفين على وضع السيناريوهات المضاده لما سيحدث حفاظا على الوطن وكان الجيش يخشى من ما يعقب سقوط النظام من إحتراب داخلى يراه وشيكا.
* ومؤامرة وضعت بعنايه يراها جلية واضحة بما توافر له من معلومات تفصيليه ولم يكن قادرا على الإفصاح عنها وسط تلك الحاله الثوريه والأجواء الهستيرية والأصوات العاليه والخطب الحنجورية ممن أطلق عليهم النشطاء والنخب فى تلك الفترة والتى كانت تتهم كل من يتحدث عن خلفية المشهد وأبعاده الحقيقيه بالخيانة والعمالة وبعض الإتهامات المجهزة سلفا والمعده فى جراب الحواة منهم …
* لذا قرر الجيش بتوجيهات ” طنطاوى الكاهن الأكبر” وقيادته ورؤية العقرب”عمر سليمان” الصندوق الأسود” أن يكون متوافقا مع الحدث والأحداث والمحركين وذلك دهاءا وليس جبنا من أجل وطن وتجنبا لمواجهة لا يسعي إليها مع المدنيين من شعب مصر ويعلم يقينا أنه ستكون محاولات لجر الجيش لتلك المواجهات والقيادات على علم تام أن هناك فصيل كامل قد أعد عدته وجهز أدواته للقفز فوق جثث ودماء كل هؤلاء نحو القصر الفارغ بعد أن غادره “مبارك” وقد أدرك أن بقاءه داخله قد يضع الجيش في مواجهة المواطنين. وكانت رسالة الجيش قد وصلت حاسمه ل “مبارك” لن نحارب شعب نحن من أبناؤه من أجل نظام مهما كانت الاسباب
* كان الجيش مدركا أن المتحدثين بإسم “التحرير والميادين ” فصائل عده منها من لا يملك تحريك أحد على الأرض أكثر من بضعة أفراد يعدون على أصابع اليد الواحدة أو اليدين على الأكثر وكان الجيش عالما ومتيقنا من لا يوجد فصيل منظم وقادر على تحريك كوادره بإنضباط سوى الإخوان والسلف. وكان الإخوان فى تلك المرحلة مجرد أدوات منفذه لأوامر ضباط “خلية الشرق الأوسط” في المخابرات المركزية الأمريكية وهم من يقررون لقيادات الإخوان خطة وتفاصيل كل شئ .. بدءاً من سيناريو الحديث والمطالب التى يطلبونها من “عمر سليمان” ومن ما تبقى من الدولة .وصولا إلى شكل الملابس الملائمة للظهور بها في المناسبات المختلفة سواء فى ” ميدان التحرير” وسط الحشود أو وهم فى الأستوديوهات الفضائية التى أمتلئت بهم دون غيرهم بين ليلة وضحاها.
* لقد تم أستبعاد اللواء “عمر سليمان” من السباق الرئاسى بطريقة غريبة .. بعد التشكيك في عدد توكيلاته .. فقد تم تسريب الكثير من توكيلات اللواء ” عمر سليمان ” الى خارج المبنى في ملابس وجوارب بعض موظفي الداخلية والبعض الاخر أخذها “حاتم بيجاتو” بشخصه ونفسه لذا كافأه مرسي بتعينه وزيرا.. وللتاريخ لم يكن المشير ” طنطاوى” له يد فى ذلك.
** فى تلك المرحله وضح للشارع المصرى أن الفريق “أحمد شفيق ” فى الطريق لتحقيق فوز مؤكد على جاسوس المخابرات الأمريكية” محمد مرسى” ثم تغير كل شئ بعد تهديدات صريحة من شخصية أمريكية كبرى زارت القاهرة في تلك الفترة الحرجة .. وجاءت الكلمات حرفيا وبالنص للمشير “طنطاوى ” لازم تعرف : إن جيشكم صورته مهزوزه فى الشارع تماما
وأحداث “محمد محمود” نالت كثيرا من سمعة الجيش .وإذا سقط “محمد مرسي” في الإنتخابات وقررت جماعته اللجوء للعنف فإن الثوارسيساندونهم ضد الجيش …هل يمكن أن يخوض الجيش المصري حربا أهلية ولو على نطاق ضيق ؟ .. أحنا لدينا معلومات مؤكدة أن الجماعة جادة في اللجوء للسلاح وكثير من خلاياهم النائمة ستشعل النار في كل مكان فى مصر …تقدر تتحمل مسئولية اللى هيحصل ؟ .. ممكن يكون عندكم كثير من الأدلة على تلقيهم تمويلات خارجيه ومن سفارات دول أجنبية وعربية في الفترة الأخيرة لكن من سيصدقكم ؟ هناك عنف كثير تم ضد الأقباط لمنعهم من التصويت .ولكننا لا نهتم بما حصل إلا بما يتوافق ويخدم مصالحنا ..
لأننا لوأظهرنا أهتمامنا بذلك بإعتباره ضمن نطاق حقوق الإنسان وأنتهاكها . فإننا يجب أن نهتم أيضا بكثير من الإنتهاكات التى تورطتم فيها” كانت تلك كلمات الشخصية الأمريكيه
للمشير “طنطاوى” حرفيا ولم تكن تلك الكلمات مجرد تهديدات جوفاء فقد تحركت بالفعل وقتها البوارج الأمريكية قبالة الشواطئ المصرية وتم الحشد الاسرائيلى على الحدود الشرقية !!
* لقد أتضحت معالم الصورة وأدرك “المشير طنطاوى _ كاهن العصر الحديث “
أن إعلان فوز الفريق ” أحمد شفيق ” يعنى أن تحول مصر الى ليبيا ثانية …
لذا وجد الشارع أن وحدات الحرس الجمهورى التى أنتقلت لمنزل الفريق ” أحمد شفيق ” كونه أصبح وفق النتائج الحقيقيه الرئيس الشرعى بالأصوات الفعليه ..ثم سرعان ماتم سحب تلك القوات على عجل مع نهاية إجتماع ” طنطاوى ” مع تلك الشخصية…
* كما أدرك “أحمد شفيق” أن النتيجة قد عدلت وقبل ذلك وقاية للبلاد بالكامل من مصير مظلم يشبه الحريق. وحتى لا تراق دماء مصرية فى أقتتال أستعد وتسلح له الإخوان وميليشياتهم
* فى هذه اللحظة أجتمع المشير طنطاوى والجنرال “عمرسليمان” ليقررا التعاون الكامل معا لحماية جهازي “المخابرات العامة “و”المخابرات الحربية “من الإختراق .. مكلفين الجهازين بالمسئولية الكامله عن تخليص مصر من المؤامرة وبدء تنفيذ ” تفريعة الطوارئ” وهو ما يعنى أن الجهاز يمكنه أن يعمل في الظاهر ضمن منظومة الدولة .لكنه يمارس عملا مختلفا تماما في الواقع … وهي “حالة يلجأ لها أي جهاز مخابرات عندما يشعر بأن هناك خيانة في القصر” تاركا قشرة خارجية منه تتعامل مع القصر وسكانه دون أن تملك نفاذا إلى ما يقوم به الجهاز فعليا داخل القلب الصلب…
* لذا عاش الجاسوس المعزول “محمد مرسى ” غير مدرك هو وجماعته أنهم قد حكموا القشرة الخارجية فقط من الدولة المصرية العميقة بينما الدولة والقلب الصلب أبعد ما يكونون عن الخضوع لهم ..
* وبينما كان جهاز الشرطة يمارس قدرا واضح من الإنهزامية خاصة مع تفكيك جهاز أمن الدولة على يد وزير الداخلية “منصور العيسوى” الذي تكفل بتشريد ضباطه تماما .. كانت علاقات تحت السطح قد نشأت بين هؤلاء الضباط المستبعدين وأجهزة أخرى … ثم بين وزراءالداخلية الذين خلفوا “منصور العيسوي” وبين تلك الأجهزة بالقدر الذي كفل في النهاية خروج مشهد 30 يونيو 2013 بالصورة التى شهدناها عليه
* عندما تولي الجاسوس “مرسى ” منصب الرئاسة كان المشير يدرك أنه قد تردد أو تراجع قليلا وهذا قد أوصل الإخوان للسلطة في مصر .. ولكن على الجانب الآخر كان الجنرال الهادئ الأعصاب في المخابرات الحربية مدركا وواثقا أن مصر قد إتقت شر معركة لم تكن مستعدة لها في ظل حالة الوقيعة التى تمت بين الشعب وجيشه مؤخرا وبين الشعب وشرطته قبل ذلك بشهور * كان “طنطاوى ” كبير الكهنة العصر الحديث يدرك أن الوقت والكثير من الإعداد سيكون مطلوبا ليحمي جهازي “المخابرات العامة والحربية ” من الإختراق أطلاقا لأهميتهم وخطورتهم لأن هذين الجهازين هم من سيحملون عبء تخليص مصر من المؤامرة التى نجحت ظاهريا.
* في تلك الفترة تمكن الجنرال الهادئ بدهائه وخبرته أن يحمي جهاز المخابرات العامة تماما . وأصبحت خزائن المخابرات الحربية ملاذا آمنا لملفات بحث عنها “الجاسوس المعزول ” هو وجماعته اللعينه طويلا دون جدوى . وبقى الأمر كذلك إلى أن إنتقل المعزول إلى منصب وضع وزير الدفاع الذى يخلف المشير العجوز الذي إختار أن يبقي صامتا وبقدر علمه بكل ما يحدث لم يكن يملك القدرة ولا المبادرة اللازمة للتدخل .. وحسنا فعل ذلك فلم يكن الأمر في ذلك الوقت مأمون العواقب..
* تصرف ” طنطاوى ” بذكاء ودهاء الكهنة وتقبل الأقالة بشرط أقصاء “سامى عنان ” معه فهو عالم أن الاخير رجل أمريكا وألقى الكاهن ” بالجاسوس المعزول” فى بئر عميق بعد أن بث له أن الجنرال القادم وزير الدفاع الجديد لو كان “السيسى ” فسيكون طوق نجاة “مرسى والجماعه” لأنه قريبا من الله وسيكون سندا لكم لذا أبتلع المعزول وجماعته الطعم
*وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية …مع تحياتى “عــاشــقــة تــراب الــوطــن”