تواجه السلطات المحلية في إيران مصاعب في السيطرة على ما تعتبره تجاوزات من أنصار الأندية التي تنتمي إلى مناطق تقطنها أغلبية غير فارسية، وباتت مباريات دوري أبطال آسيا لكرة القدم فرصة يجد فيها سكان الأهواز وتبريز فرصة لاستفزاز الحكومة المركزية من خلال ترديد هتافات تطالب بالاستقلال، فضلاً عن لافتات تنال من مواقف إيران الإقليمية والدولية.
وتقوم السلطات الإيرانية بمجهودات للحد من استفادة هؤلاء من المنافسات الرياضية بتنظيم حملات اعتقال بعد انتهاء المباريات، ونشر مراقبين في المدرجات للسيطرة على الهتافات ومنع تعليق اللافتات.
ويراهن أنصار نادي تراكتور تبريز على التغطية الاعلامية التي سيحظى بها لقاء فريقهم ضد ضيفه الأهلي السعودي في البطولة الآسيوية، في انتظار اطلاق هتافاتهم المعتادة والتأكيد على انتماء هذه المدينة إلى أذربيجان. علماً أن تبريز بسكانها الذين ينحدرون من أصول أذرية، لا تبدو على وفاق مع الحكومة الفارسية في طهران شأنها شأن الأهواز ذات الأغلبية العربية، إذ أن مطالب الاستقلال والاحتجاجات ضد النظام باتت تصل إلى طهران وتتخطاها إلى العالم.
وأصبح ما يغيض الحكومة المركزية يروق لشبان هذه المنطقة، خاصة أنهم أول من استخدم ملاعب كرة القدم للتعبير عن رفض الحكم الفارسي، وكثيراً ما رفع المشجعون لافتات كتب عليها الخليج العربي خلال المنافسات الآسيوية نكاية بالسلطات المحلية.
وتأسس نادي تراكتور سازي في تبريز خلال العام 1970، وهو يلقب بفريق الذئاب الحمراء، ويمثل هذا النادي رمزاً للحركة الشبابية الأذرية في إيران، وكثيراً ما اصطدم أنصاره مع السلطات المحلية بسبب ترديد هتافات سياسية ورفع لافتات ضد الحكومة الفارسية.
وينتظر أن يرحب سكان تبريز بزيارة الأهلي السعودي إلى مدينتهم كما رحبت الرياض الأسبوع الماضي بزيارة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، علماً أن الشرطة المحلية في تبريز احتاطت ضد دعوات أطلقها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي برفع لافتات خلال المباراة تؤيد عملية “عاصفة الحزم” التي تقودها السعودية ضد التدخل الإيراني في اليمن.
ويصادف العام الحالي مرور ألف عام على الزلزال المدمر الذي مسح تبريز القديمة من الوجود، بيد أن الناشطين هناك لا يجدون في هذه الذكرى ما يدعو للتشاؤم، خاصة وأنهم يواصلون مواقفهم ضد الحكومة المركزية في طهران من خلال مناسبات كثيرة من ضمنها منافسات دوري أبطال آسيا التي تمنح نحو 30 ألف متفرج الهتاف بصوت واحد ضد مواقف الحكومة.
ويبدو أن السلطات الإيرانية دفعت ثمن تهاونها أمام الهتافات الطائفية والسياسية التي يطلقها مشجعو العاصمة طهران ضد الأندية الخليجية الزائرة. إذ امتدت ممارسات المشجعين إلى مدن أخرى وجدت في الأمر فرصة لتكرار ما يفعله مشجعو العاصمة ولكن بطريقة تستفز الحكومة المركزية وتدعم قضايا قومية لا ترحب إيران بظهورها أمام العالم.