أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده تحتفظ بالحق في مواصلة تقليص عدد موظفي البعثات الدبلوماسية الأمريكية في أراضيها، نافيا في الوقت نفسه إصابته بخيبة أمل جراء قرارات واشنطن.
سُئل بوتين خلال مؤتمر صحفي في ختام قمة “بريكس” بمدينة شيامن الصينية، اليوم الثلاثاء، ما إذا كان يشعر بخيبة أمل تجاه نظيره الأمريكي دونالد ترامب، في خضم الأزمة بين البلدين ودوامة العقوبات المبادلة.
ووصف الرئيس الروسي هذا السؤال بأنه ساذج، قائلا: “(ترامب) ليس عروسا لي، وأنا لست عروسا، ولست عريسا له، بل نحن موظفان حكوميان”.
وأكد الرئيس الروسي أنه ينطلق في عمله من المصالح القومية لروسيا، فيما ينطلق ترامب من المصالح القومية الأمريكية، مجددا أمله في التوصل إلى حلول وسط مع الزعيم الأمريكي لدى حل مشاكل ثنائية دولية على حد سواء. وشدد على أن موسكو وواشنطن تتحملان مسؤولية كبيرة عن الأمن الدولي.
وفي الوقت نفسه حذر بوتين من أن بلاده تحتفظ بالحق في مواصلة تقليص عدد موظفي البعثات الدبلوماسية الأمريكية في أراضيها، ردا على آخر إجراءات تعسفية ضد الدبلوماسيين الروس في الولايات المتحدة.
وأقر الرئيس بأنه لا خطط وشيكة للقيام بمثل هذه الإجراءات في الوقت الراهن.
وأعاد إلى الأذهان أن موسكو وواشنطن اتفقتا على تسوية عدد موظفي البعثات الدبلوماسية الأمريكية في روسيا والبعثات الدبلوماسية الروسية في الولايات المتحدة. وذكّر بأن عدد موظفي البعثات الدبلوماسية الأمريكية في روسيا كان يبلغ نحو 1300 شخص، وعندما طلبت روسيا تسوية عددهم مع عدد الدبلوماسيين الروس في أمريكا، جرى الحديث عن 455 شخصا. لكنه أوضح أن هذا العدد المحدد كعدد للدبلوماسيين الروس في الولايات المتحدة، يشمل أيضا الموظفين الـ155 العاملين لدى الأمم المتحدة، وهم بذلك، ليسوا دبلوماسيين معتمدين من قبل وزارة الخارجية الأمريكية.
وشدد على أن روسيا تحتفظ بالحق في أن تطلب من واشنطن تقليص عدد العاملين في بعثاتها الدبلوماسية بـ155 شخصا إضافيا.
وفي معرض تعليقه على مصادرة بعض الممتلكات الدبلوماسية الروسية في الأراضي الأمريكية من قبل السلطات، أقر بوتين بأنه من حق واشنطن تقليص عدد المؤسسات الدبلوماسية الروسية في أراضيها. لكنه لفت إلى أن الأسلوب الوقح الذي اختارته واشنطن لهذه الخطوة لا يزيد الشركاء الأمريكيين سمعة طيبة.
واستطرد قائلا: “من الصعب أن نتحاور مع الناس الذي لا يميزون بين النمسا وأستراليا. لكن ذلك أمر غير قابل للتصحيح، ويبدو أن هذا هو مستوى الثقافة السياسية لدى جزء من النخبة السياسية الأمريكية”.
وشدد الرئيس على أن التصرفات الأمريكية بحق المؤسسات الروسية الدبلوماسية تعتبر أمرا غير مسبوق، إذ تم منع الجانب الروسي من استخدام أملاكه. وأوضح أن ذلك يعد انتهاكا صارخا لحقوق الجانب الروسي. واستطرد قائلا “في البداية، سأكلف وزارة الخارجية الروسية برفع دعوى قضائية: سنرى كيف يعمل النظام القضائي الأمريكي المتبجح”.