يتردد اسم دولة قطر في برامج وأخبار قناة “الجزيرة” في الأشهر الثلاثة الماضية، أكثر مما ذكر طوال أكثر من 20 عاماً على تأسيس الفضائية القطرية في العاصمة الدوحة، لتصبح الصورة التي رسمتها القناة لنفسها كجهة إعلامية مستقلة محل جدل وانتقاد وحتى سخرية.
فبعد أكثر من 20 عاماً على تجنب القناة الحديث عن قطر وسياستها وقضايا سكانها والمشاكل التي يواجهونها، تبدو القناة اليوم أشبه بالقناة الحكومية الثانية التي تؤازر قناة قطر الحكومية الأولى في دفاعها عن البلد الخليجي الصغير الذي يقاطعه أغلب جيرانه الخليجيين.
ومنذ بدء مقاطعة الدوحة والتغييرات تتوالى في القناة وبرامجها وسياستها التحريرية التي وصلت اليوم إلى حد الدفاع عن جماعة الحوثيين اليمنية وانتقاد عمليات التحالف العربي الذي كانت تمجده قبل طرد الدوحة من العملية بعد المقاطعة.
ويقول مراقبون إن الضغط الذي واجهته قطر فور إعلان جيرانها نفاذ صبرهم من سياستها الخارجية المعادية لهم، ومقاطعتهم لها، أجبر البلد الصغير على الاستعانة بكل أوراقه، بما في ذلك قناة الجزيرة.
وبسبب الإنفاق الهائل الذي تحظى به القناة، والكوادر الإعلامية الكبيرة العاملة لديها، تفوقت القناة بالفعل على برامج قناة قطر الحكومية الأولى، وأصبحت هي الممثل الرسمي للسياسة القطرية التي تعد إلى جانب قناة الجزيرة ذاتها السبب الرئيس لمقاطعة الدوحة.
ويقول الإعلامي السعودي ورئيس تحرير صحيفة “مكة” الإلكترونية، إن الأزمة الخليجية أفقدت قناة الجزيرة القدرة على الزعم بأنها قناة مهنية وحيادية. في انتقاد بدأ يزداد بشكل تدريجي منذ اندلاع الأزمة الخليجية ليصل اليوم حد وجود قناعة بين الأوساط الإعلامية العربية بأن القناة فقدت مكانتها إلى الأبد حتى لو انتهت الأزمة الخليجية.
ويرى الزهراني أن النظر لطبيعة المواد التي تذيعها القناة خلال الأزمة والتي يغلب عليها التسطيح والدعاية السياسية المباشرة وما يملى عليها من بيانات حكومية، تؤكد تحول “الجزيرة” لبوق إعلامي قطري صريح.