كل شيء يفعله الدواعش اليوم وكل قبح وإفساد ومفسدة له جذور فيه فتوى فيه إباحة أنه أمر مستحل ممنهج ليس وليد اليوم والبارحة بل هو فيه نص من الأئمة من الخلفاء من السلاطين الذين أحلوا لأنفسهم كل الموبقات الزنا واللواط والغناء ومجالسة المغنيات والراقصات وإحياء ليالي الأنس والطرب وعشق الغلمان والنهب والسلب وجني الأموال الطائلة وتبذيرها في مجالس اللهو والرعية تعاني ضنك الحياة والخوف من الأعداء الذين يقتلونهم بشراهة ويسبون نسائهم ويستخدمون أبناءهم كغلمان هذا من جانب أما الجانب الآخر هو بطش الحاكم المسلم والسلطان المعظم الذي استباح دماء المسلمين وقتلهم أشر قتلة لأنهم خالفوه لأنهم لم يؤمنوا بفكره وليس على مذهبه وفكره المنحرف كما يفعل أحفادهم الدواعش اليوم من قتل وتخريب وتهجير للناس وسرقة الآثار والأموال وتدمير دور العبادة وهدم قبور الأنبياء والصالحين ومع كل هذا وإذا بهم يتبجحون بهذه الجرائم ويفتخرون بها كما كان يفتخر سلاطينهم بجرائمهم الشنيعة وأدناه شيء مما ذكره سماحة المحقق الأستاذ بهذا الخوص خلال المحاضرة السابعة والأربعون من بحثه الموسوم (وقفات مع….توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري)قائلاً :
(أئمة المارقة يبارك أحدهم للآخر جرائمه الشنيعة
مع ابن الأثير، نتفاعل مع بعض ما نقلَه مِن الأحداث ومجريات الأمور في بلاد الإسلام المتعلِّقة بالتَّتار وغزوهِم بلادَ الإسلام وانتهاك الحرمات وارتكاب المجازر البشريّة والإبادات الجماعيّة، ففي الكامل10/(260- 452): ابن الأثير: قال: {{[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَسِتِّمِائَةٍ (624هـ)]: أـ [ذِكْرُ نَهْبِ جَلَالِ الدِّينِ بَلَدَ الْإِسْمَاعِيلِيَّةِ]: فِي هَذِهِ السَّنَةِ(624هـ) قَتَلَ الْإِسْمَاعِيلِيَّةُ أَمِيرًا كَبِيرًا مِنْ أُمَرَاءِ جَلَالِ الدِّينِ. ب ـ وَكَانَ قَدْ أَقْطَعَهُ جَلَالُ الدِّينِ مَدِينَةَ كَنْجَةَ وَأَعْمَالَهَا، وَكَانَ نِعْمَ الْأَمِيرُ، كَثِيرَ الْخَيْرِ، حَسَنَ السِّيرَةِ. جـ ـ يُنْكِرُ عَلَى جَلَالِ الدِّينِ مَا يَفْعَلُهُ عَسْكَرُهُ مِنَ النَّهْبِ وَغَيْرِهِ مِنَ الشَّرِّ. د ـ فَلَمَّا قُتِلَ ذَلِكَ الْأَمِيرُ، عَظُمَ قَتْلُهُ عَلَى جَلَالِ الدِّينِ، وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، فَسَارَ فِي عَسَاكِرِهِ إِلَى بِلَادِ الْإِسْمَاعِيلِيَّةِ، مِنْ حُدُودِ أَلَمُوتَ إِلَى كَرْدَكُوهْ بِخُرَاسَانَ. هـ ـ فَخَرَّبَ الْجَمِيعَ، وَقَتَلَ أَهْلَهَا، وَنَهَبَ الْأَمْوَالَ، وَسَبَى الْحَرِيمَ، وَاسْتَرَقَّ الْأَوْلَادَ، وَقَتَلَ الرِّجَالَ، وَعَمِلَ بِهِمُ الْأَعْمَالَ الْعَظِيمَةَ، وَانْتَقَمَ مِنْهُمْ. و ـ وَكَانُوا قَدْ عَظُمَ شَرُّهُمْ وَازْدَادَ ضُرُّهُمْ، وَطَمِعُوا مُذْ خَرَجَ التَّتَرُ إِلَى بِلَادِ الْإِسْلَامِ إِلَى الْآنِ، فَكَفَّ عَادِيَتَهُمْ وَقَمَعَهُمْ، وَلَقَّاهُمُ اللَّهُ مَا عَمِلُوا بِالْمُسْلِمِينَ}}. [[التفتْ: نساء، أطفال، شيوخ، رجال، كلُّ شيء مباح!!! كلّ ما في البلاد مباح ومباد!!! وانتهت البلاد والعباد وصارتْ أثرًا بعد عين بفتوى تكفيريّة لمنهج ابن تيمية وبيد سلطان ظالم فاجر!!! فهل هذا إسلام؟!!! وهل هذه إنسانيّة؟!! وهل هذه أخلاق؟!! ـ ولاحِظ أيضًا أنّ ابن الأثير في بداية كلامه سَجَّلَ مَكْرَمة وفضيلة للأمير لأنّه كان يُنكِر على جلال الدين ما يقوم به مِن أعمال سلب ونهب وشرّ. ـ لكنّه سرعان ما جعل أعمال الشرّ والقبائح، التي يفعلها جلال الدين، مِن الفضائل والكرامات لجلال الدين المجرم القاتل!!! ـ قال: {فَخَرَّبَ الْجَمِيعَ، وَقَتَلَ أَهْلَهَا، وَنَهَبَ الْأَمْوَالَ، وَسَبَى الْحَرِيمَ، وَاسْتَرَقَّ الْأَوْلَادَ، وَقَتَلَ الرِّجَالَ، وَعَمِلَ بِهِمُ الْأَعْمَالَ الْعَظِيمَةَ}، لا استنكار ولا اعتراض له أبدًا على هذه الأفعال الشنيعة والإبادة الجماعيّة للإنسان والإنسانيّة، بل أكثر مِن ذلك، فهو يبارك لجلال الدين الفاسق الإرهابي القاتل ما فعله حيث قال {وَانْتَقَمَ مِنْهُمْ، فَكَفَّ عَادِيَتَهُمْ وَقَمَعَهُمْ، وَلَقَّاهُمُ اللَّهُ مَا عَمِلُوا بِالْمُسْلِمِينَ}!!! ويقال: مِن أين للدواعش التشريع والتأصيل في قتل الناس وإبادتهم جميعًا؟!!]])فهذا هو النهج الأسطوري الذي يسير عليه الدواعش المارقة نهج المروق عن الدين نهج إباحة المحرمات وتكفير الغير وقتل الأبرياء وسفك دمائهم على أبسط الأمور على اتفهها ومع هذا وذاك فنراهم يتباهون ويفتخرون بهذه الأفعال القبيحة الشنيعة ويعتبرونها فتوحات حسنات مفخرة لهم ولأئمتهم ………